العاقل يتجرد من كل عواطفه الذاتية محافظة على مساره في فلك الحياة المليء بالإضطرابات والصدامات المؤلمة ،وهذا يتطلب التعقل في كل شيء ،وعليه،
فالحول شذوذ جيني يعاب به بعض الناس ، بيد أن حوَلَ البصيرة أشد وقعاً وألماً من الحول الفطري على حد قول أحد الحكماء.
14نوفمبر العظيم سنة 2024 بداية كتبة !
صفعة تختتم مائة يوم من عمر حكومة !!
حكومة وضعت التعليم نصب أعينها ،شعاراً ،بيدأن الواقع شيء آخر ...
في العرف العام لكل حكومات العالم ،تقوم الحكومات فصليا وسنويا
"Trimestriel et annuel"
أن يصفع نقابي استوفى كل المعايير القانونية وسط تجمع من زبدة المجتمع ،وفي ساحة الحرية ،ومهنته النبيلة تدريس القانون والسلوك والحريات العامة وفق الشريعة والقانون الدولي ،حتى وإن بدا منه بعض الكلام حري برجل الأمن أن يتمالك أعصابه أكثر ،اجلالا وتعظيما لمربي الأجيال ،فإن لم يكن قد درسه،فقد درسه غيره، وعلمه مالم يكن يعلم ،حتى هؤلاء، وأولئك فالمربي يصنع من اللاشيء ،شيء،وماعظم شعب من الشعوب إلا وأجل وكرم المعلم أيما تكريم.
الحقيقة أن قطاع التعليم لايقل شأناً عن القطاعات الأخرى، تردي،وفساد،وتخبط ،وارتجالية، وهيكلات، من حين لآخر ،غياب رؤى ،وانعدام مقاربات ، وتدوير، وتجريد، واستجلاب،من لاشأن لهم بالمجال،وهذا واضح من خلال الرتب التي تحل فيها موريتانيا في كل تصنيف دولي سواء تعلق الأمر بجودة التعليم او الصحة أو الطرقات او تقسيم الثروة او العدالة الإجتماعية او محاربة الفساد أو البحث العلمي والصناعة والإبتكار أو تحقيق السيادة الغذائية ...
دولة ولدت ،هشة عند التأسيس، وهش بعد التأسيس، تتربص بها الدوائر من كل حدب، حري على ولاة أمورها ،أن يقوموا اعوجاجاتها،المقوسة، مادامت محل التدارك،تماسك واستقرار،وبالتالي القطرة التي سيفيض منها الكأس موجودة في كل الأواني والقطاعات،وهنا تكمن الخسارة ،ماكان زين العابدين بن علي، مدركا أن صفعة مهندس عاطل العمل ستلقي به في غياهب الفضاء بحثاعن من سيحتضنه، والهبة الشعبية التي صاحبت انتصار العدالة للشهيد الصوفي ولد الشين درس آخرلايقل شأنا عن دروس غيرت الموازين ...
أن تختتم صفعة معلم نقابي مائة يوم من عمر حكومة وعدت ببرامج قدتقود الى الأحسن وهو التقارب على الأقل من دول الجوار،عن طريق تحسين الظروف ،والخدمات، فهذه مفارقة غريبة وعجيبة...
والحقيقة أن التشدد المتخذ ضد عمال التعليم من الأساتذة والمعلمين لو أتخذ بنفس الطريقة مع بقية القطاعات الأخرى لكانت المردودية أكثر فائدة على الدولة والشعب معاً وهنا ننبه الى أننا مع تعليق راتب أي معلم أو أستاذ تغيب بدون مبرر أو هجر قطاع التعليم لأنه لم يلبي طموحاته الحياتية ،لكننا بالمقابل ضد تدوير أي مفسد أثبتت تقارير مفتشيات الدولة تورطه في أكل المال العام ،وبالتالي فطرد العشرات من مهن الفقراء من حين لآخر ،ومعاقبتهم بالتعليق ،يجب أن يقابله كذلك طرد الإداريين المفسدين، واستعادة ما نهبوا من الريع.
والمؤلم أنهم قبل حكومة الشباب والطوحات داروا واستداروا في قطاعات شتى،وفي حكومات أخرى ،وما كنا نحتسب لهم مكانة في حكومة رفعت فيها آمال الإصلاح أكثر ،فالعدالة لا تتجزأ ،في أي زمان ومكان.
وبما أن العالم قرية واحدة فإن مائة يوم الأولى في السنغال مع نظام بصيرو جو ما فاي، أسفرت عن تخفيض الأسعار التي خفضها الرئيس السابق ماكي صال تماشيا مع الظروف الدولية ،كما أسفر عن مراجعة الأتفاقيات المبرمة مع الشركات الدولية العابرة للقارات ،كما تم توقيف إداريين كبار مفسدين واستعادة أموال للخزينة السنغالية ،حري بحكومة موريتانيا أن تعيد النظر هي الأخرى في اتفاقيات التعدين مع الشركة الكندية المنتجة للذهب،وفي حجم ميزانية الإستثمار التي لم تنعكس بماهو مطلوب على واقع البلد في المجالات الحياتية ،فالوسط الحضري ، مزري،أشباح مدن، وتجمعات شبه حضرية ،تفتقر الى كل شيء ،ولاتتماشى والنظم الحضرية العالمية، وعندمايبلغ النقد ذروته ، ويعلو صوت المغبونين، من شدة حرقة الحياة ،ولهيبها ،يطلع علينا بوعود مسكناتية بمئات المليارات ،لايرى لهاركزا ،اللهم ذر الرماد في العيون :
من خطة كورونا ،الى اتخاذ نواكشوط مدينة ذكية ،في العهدة المنصرمة ،والإختتام ،مقاربة نواكشوط مدينة عصرية، ههههه،مدينة عصرية سكانها يعانون الأمرين، انقطاعات متكررةللمياه والكهرباء ،وطرق رئيسية لاتسقر على حال طاردة لأهلها قبل الأجنبي الطامح للإستثمار بينما ينوي جل الشباب الإلتحاق بذويهم في الفردوس الغربي والسبب قساوة الحياة وقلة التشغيل والتصنيع وتكافئ الفرص .
حري بالدولة أن تقارب بين أجور الموظفين، فالمثلث الذهبي ،المعلم والجندي والطبيب،هم القاعدة والأساس وعليهم تبنى السياسات العامة، وبالتالي ،يجب تخفيض ميزانية الإستثمار لصالح هذه الفئات فحصصها لم تنعكس ميدانيا في جمال المدن والمشاريع العملاقة ،وبالتالي من غير المنطق أن يزيد الرئيس السابق اعل ولد محمدفال الأجور بنسبة 100% وبميزانية محدودة وموارد محدودة،ولم تضاعف أجور الموظفين 400% بزيادة الموارد وحجم ميزانية تزيد على 1000مليار أوقية .
الإستثمار الحقيقي ،في البشر،قبل الحجر ، وعند بلوغ الإستثمار في البشر ذروته، ينعكس ذلك على الحجر،والوضعية الحالية للبلد، مؤلمة من كلا الطرفين.
محمد ولد سيدي _ المدير الناشر