حملت الإنتخابات الرئاسية الموريتانية التي جرت يوم 29_ 6_ 2024 عدة رسائل وجب على الرئيس المنتخب مرة أخرى أن يعمل على مقتضياتها ومضامينها وهذه الرسائل تتمثل في:
1_ ضعف نسبة المشاركة
2_ عدم جدوائية سياسة الإسترضاء
3_تغلغل الخطاب الشعبوي
مضت الخمسية المنصرمة وكان عنوانها جذابا بل ويكفي من كتابة برنامج بحجم" كتاب "متوسط الحجم _ تعهداتي _ وكانت مناسبات في بحر المأمورية تجدد للتعهدات التي أذابت الجليد ورفعت آمال ملايين الفقراء من أجل حياة أفضل ملؤها :
انخفاض الأسعار
ارتفاع القدرة الشرائية
سكن لائق
إيقاف سيل الهجرة
تحسن العدالة الإجتماعية
ومن المناسبات السياسية في بحر المأمورية الأولى التي راهنت عليها الطبقة الكادحة :
خطاب وادان
ووثيقة جول
الآن وبعد أن اكتملت المأمورية الأولى هلم جميعا لنقف عند :
ضعف نسبة المشاركة في الإنتخابات الرئاسية،فقد يعود ضعف المشاركة الى " إستياء " فئة عريضة و مؤثرة من السياسة الحكومية على مدى الخمس سنوات الماضية، وقد يعود أيضا الى ارتفاع نسبة الوعي المجتمعي لأن خطاب التسويق الإعلامي والحملاتي لم يقدر على مقاومة الخطاب المناوئ الموجه من قبل ضحايا خطاب وادان ووثيقة جول وذلك عن طريق :
تراجع الحريات العامة
تمكين الأقوياء
عدم جدوائية محاربة الفساد
تدوير المفسدين
ضعف الخدمات الأساسية
الإنتقطاعات المتكررة للمياه والكهرباء
ضعف البنية التحتية
الإضرابات المتكررة للأطباء والمعلمين
ارتفاع المديونية
الإعتداءات المتكررة على الرعايا الموريتانيين في دول الطوق دون اتخاذ إجراءات رادعة على غرار الإجراءات التي اتخذها الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ضد المعتدين .
ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الوقت الذي تراجعت فيه أسعار هذه المواد عالميا خاصة المحروقات وكان الرئيس السنغالي المنتخب الذي لم يعمر ثلاثة أشهر قد خفض تسعرة المواد الغذائية والمحروقات بينما بقيت هذه المواد تراوح مكانها بل وفي ازدياد مستمر في موريتانيا.
إن تدني نسبة المشاركة أيضا يعود الى خيبة آمال المواطن في الديمقراطية وتغليب المصلحة الذاتية لدى القادة على مصلحة الوطن وبالتالي أن يرى المواطن دول الجوار تقدم الدروس المثالية في الديمقراطية والتسيير والتصنيع وتبقى موريتانيا تدور في حلقة تطغى عليها نكبات التحضر والتقدم هو في الحقيقة قمة في الغوص في بحر من الأوحال وسط تغير إقليمي ودولي صعب و مناخ جذاب لتناسل صراعاتي في مجتمع هش تطغى عليه الجهوية والقبلية والتخلف والتباين الثقافي وتعدد المكونات.
2_نقمة سياسة الإسترضاء
تعد الإستشارية عامل مهم في أية خطوة يتخذها الرئيس أو القائد في أي بلد من العالم وعليه من البداهة بمكان أن يعمل القائد على ارضاء الرعية وليس ارضاء الخصوم ، لأن ارضاء الرعية يكمن في العدالة أولاً وعندما نقول العدالة طبيعي أن تشمل التوزيع العادل للثروة بما في ذلك التعيينات بدل من زر املان ،ؤزر،خاوي، أما أن ترضي خصوم أثبتت الأيام العجاف أنهم لذواتهم قبل الوطن ،أعتقد أن المأمورية الثانية جاءت لتطهر الإدارة من كل النفعيين إذا ما أراد الرئيس أن يصحح الأخطاء ويبتعد عن الأحراش التي طبعت المأمورية الأولى، لذا فإن إرضاء الخصوم أسلوب عكسي وسلبي والخصم يستفاد من أفكاره إذا كانت تصب في المصلحة العامة فقوة الرئيس السابق ولد عبد العزيز تمثلت في تسوية الإرث الإنساني و اتساع مجال الحريات وسجن المختلسين .
3_تغلغل الخطاب الشرائحي
شئنا أم أبينا علينا أن لا نخادع أنفسنا، كما علينا أن نتدارك الأخطاء التي مررنا بها خلال الخمسية المنصرمة إذا مانظرنا لرؤية الناخب في نواكشوط ونواذيبو والنسب المعتبرة في بقية المدن التي تحصل عليها بيرام الداه اعبيد و أوتوماسومارى فضلا عن رؤية المغتربين في أوروبا وأمريكا وإفريقيا فهؤلاء ك....نخبة وطبقة واعية تصويتهم لسياسي يحمل خطابا شعبويا ضرب أقوى الأحزاب السياسية وقادتها وجاء خصما عنيدا وفرض وجوده بقوة شعبية يغلب عليها اللون الأسمراني كما استقطب نخبة من العرب " البيظان " في الداخل والمؤثرين الخارجيين يوحي للرئيس المنتخب لمأمورية ثانية أن تقسيم دراهم معدودات واسترضاء الوجوه المعارضة وتدوير العجزة والمفسدين من الامور التي يجب التحرر منها والإنتفاضة ضدها في مأمورية الشباب هذه كي نسير على درب الدول التي لم تأكل من خارج حدودها .
لابد للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أن يقلب الطاولة على سياسة النهج وأن يأتي بتاكتيك مغاير أسلوبا ونهجا وممارسة وتنفيذا ،فلا بد من ردع المفسدين، ولابد من اتساع الحريات، ولا بد من زراعة كل شبر ،ولابد من التصنيع، ولابد من زيادة رواتب الموظفين البسطاء.