خطاب معالي وزير الداخلية واللامركزية أمام رئيس الجمهورية في كيفه

سبت, 05/11/2024 - 17:57

تشرفون اليوم ـ صاحب الفخامة ـ بمدينة كيفه، عاصمةِ ولاية لعصابه، على إطلاقِ حُزمةِ تدخلاتٍ مندمجةٍ لصالح المدينة ينفذها مشروع دعمِ اللامركزية وتنميةِ المدنِ مُتوسطةِ الإنتاجيةِ "مُدن"، تتمثل في:
أولاً: مشروعٌ هيكلي لتسيير النفايات الصُّلبة؛بمواصفات فنية عالمية؛يشمل توفيرَ آلياتٍ ثقيلةٍ وخفيفة لجمع القمامة، ستبدأ عملها اليومَ في إطار الحملة " كيفة مدينةٌ نظيفة".
ثانيا:بناءُ شبكةِ طرقٍ حضرية بطولِ خمسة عشر(15 )كيلومترا، على المحاور الرئيسية بالمدينة؛
ثالثا: إعادةُ تأهيلِ واستصلاحِ وادي "لمسيله"، لتمكينِ الساكنةِ من الاستغلال الأمثلِ لهذا الحيّز الترابي الهامّ من المدينة؛
رابعا: تهيئةُ ساحة الشعب العمومية ؛
و علاوة على المشاريع الهيكلية المذكورة،أنجز مشروع " مدن"أربعَ بواباتٍ على مداخلِ مدينة كيفة ، وتم غرسُ بعض أشجارِ الزينة ،إضافةً إلى توسعةِ فندق البلدية وترميمِ مكاتبها و تأثيثها.
و ستُحْدث هذه التدخلات ـ بعد اكتمال العمل فيهاـ تغييرًا نوعيا في نظافة المدينة، و انسيابية حركة المرور داخلها، و على وجهها الحضري،كما سيكون لها انعكاسٌ إيجابيٌّ في التحسين من ظروف السكان، بالنظر إلى ما ستوفره من فُرص عمل محلية.
صاحبَ الفخامة
يتنزّل هذا الإنجازُ الهام، في إطار ِما تحظى به اللامركزيةُ والتنمية المحلية، من اهتمامٍ كبير في البرامج و الخِطط التنمويةِ التي رسمْتْمُوها، سبيلا لتطويرِ البلد، و باعتبار اللامركزية إحدى مرتكزاتِ التنمية، و خيارا لا رجعةَ فيه ،انطلاقاً من قناعتكم الراسخة بمِحْوريتها في مجالاتِ إرساءِ أُسُسِ التنميةِ الشاملة، و تقريبِ الخِدْماتِ العمومية من المواطن أينما كان، و التمكينِ للمجموعات المحلية.
و يعتبر مشروع "مُدن" مثالًا حيًا على اهتمامكم،صاحب الفخامة، بتحسين النفاذِ إلى الخِدْمات العمومية في المدن الداخلية، وتعزيز اللامركزية ، و الرفعِ من قُدُرات المجموعات المحلية، وفى هذا الإطار أعدّ مشروع " مدن "مخططاتٍ تنمويةً للمُدن المستفيدة وهي : روصو ، سيليبابي ، كيفة ، لعيون، النعمة ، باسكنو ، عدل بكرو.
وتغطّى التدخلاتُ المنفذةُ من طرف "مدن"خمسة وخمسين مشروعا، في جميع بلديات التدخل السبع،على المستوى الوطني،إضافة إلى مخيم امبرة للاجئين، وتضم مشاريعَ هيكليةً ( تسيير النفايات الصلبة و الصرف الصحي، مشاريع طرق حضرية، تهيئة بعض المناطق الحضرية في مدن التدخل )، ومشاريعُ ذاتُ طابع اجتماعي و اقتصادي( ترميمُ وتأهيلُ بعض الأسواقِ البلدية، توسعةُ وإنشاءُ مُركّباتٍ سياحيةٍ ، بناءُ وحداتٍ صغير ة للألبان).
صاحبَ الفخامة
عمَلاً بتوجيهاتِكم السامية، أحرزتْ الحكومة، تقدُّماً مُعتبَرا في مجال اللامركزية والتنمية المحلية،حيث تم:
ـ إنشاءُ مجلسٍ وطني للامركزية والتنمية المحلية، يتشرفُ برئاستِكم ؛
ـ وضعُ استراتيجية وطنية للامركزية والتنمية المحلية.
و مواكبةً لجهود اللامركزية والتنمية المحلية، نفذتْ وزارة الداخلية واللامركزية عدة إصلاحاتٍ جوهريةٍ:
فقد تم تنصيبُ رابطة رؤساءِ الجهات واكتمل تشييدُ جميع مقراتِ هذه المجالس؛ كما التأمَ المؤتمرُ السابعُ لعُمد موريتانيا، الذى وجّهتم خلاله بتحسينِ وضعية العُمد.
و في مجالِ التقطيعِ الإداريّ،تم إنشاء تسعَ عشرةَ بلدية جديدة.
و تنفيذاً لتعليماتِكم الساميةِ لقطاعنا، بخصوصِ تعزيزِ قدراتِ السلطات الإدارية و الجهوية والبلدية، نظمتْ الوزارةُ سلسلةً من التكويناتِ، لصالحِ هذه السلطاتِ ، فى عُموم التراب الوطني.
ينضافُ إلى ذلك، صدورُ مرسومٍ مُنشئٍ للشرطة البلدية. والعملُ جارٍ على إصدارِ قانونٍ يتعلق بالوظيفة العمومية المحلية، و مرسومٍ بإنشاءِ لجانٍ جهويةٍ و مقاطعية للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية،مكلفةٍ بالبرمجةِ والتخطيطِ ومتابعةِ تنفيذِ برامجِ و سياساتِ الحكومة، ويهدف هذا المرسومُ إلى أن يكون مُنطلق التنمية المحلية من المقاطعات، فالولايات، باعتبارِ أن تشكيلة تلك اللجان تضم كافةَ الفاعلين في التنمية المحلية و الجهوية، من سلطاتٍ إدارية، و منتخبين و رؤساءِ مصالحَ فنية، ،إلخ.
و تمتْ زيادةُ مخصصاتِ الصندوقِ الجهويِّ للتنمية، في ميزانية 2024 ، بنسبةِ ثلاثة عشرَ بالمائة، وقد حُوّلتْ مبالغ الثلاثى الأولِ من هذه السنة، إلى البلديات، كما تم تعزيز مجهود النظافة، بتخصيص ما يربو على ثمانيةِ مليار ات أوقية قديمة سنويّا، لبلدياتِ الداخل و لمدينة نواكشوط، وغيرِ ذلك من أشكالِ الدعم المالي، وإنشاءِ اللجان الجهوية للصفقات.

صاحبَ الفخامة
إن حجمَ الاستقبال الشعبي الذى حظيتُم به اليوم ـ فخامة الرئيس ـ في مدينة كيفة، عاصمة ولاية لعصابة، والاستقبالاتِ المماثلةِ في باقى مناطق الوطن، تعكس كلها، تثمينَ المواطنين للحصيلة المشرّفةِ، خلال المأمورية الأولى، من عهدكم الميمون، وتطلُّعَهم المعبّرَ عنه بقوةٍ ، وبمختلف الأساليبِ العفوية،من أجل تعزيز المكاسب، وتكملة الورشات الكبرى ( المدرسة الجمهورية، المندوبية العامة " التآزر "..إلخ ) و تعزيزِ اللُّحمةِ الاجتماعية، في جوّ من الأمْن والاستقرار، والمحافظةِ على الحوزةِ الترابية، والسيادةِ الوطنية، و تهدئةٍ سياسيةٍ غيرِ مسْبوقة.
فخامةَ رئيس الجمهورية
أودّ بالمناسبة، وقبل الختام،أن أثمّن الجهودَ المقدَّرة التي يبذلها الفريقُ المشْرفُ على مشروع "مُدن"،كما يطيب لى أن أتقدم بجزيل الشكر لشركائنا في التنمية، وخاصة البنكَ الدولي، على الدعم المستمرِّ لبلادنا، في مجال اللامركزية، والتنمية المحلية.

أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

القسم: