عصر الإقناع؟؟

جمعة, 04/19/2024 - 13:23

طالعت سلسلة مقالات وتدوينات تحمل الإعلام الرسمي و طائفة من مدوني وصحافة الموالاة بما فيهم أولئك الذين يرافقون رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في زياراته الدولية التقصير في عدم "إقناع "الرأي العام بمنجزات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني خلال الخمس سنوات الماضية.
القضية أننا في عصر الصورة والبرهان، حيث لا مكان للبلاغات عبر الأثير .
ولا مكان للرأي الواحد، والهيمنة على وسائل التواصل الاجتماعي...
إننا في عصر لم يكن الرائي السميع، أفضل من البصير الأصم، لأن وسائل التكنولوجيا وحدت و"جمعنت "مالم يجتمع من قبل.
القضية لا تكمن في هزيمة طرف مقابل إنتصار طرف آخر، ، وبالتالي فإن القضية تكمن في التعاطي مع الوعود وتنفيذ البرامج والعدالة الإجتماعية وهذه المرتكزات هي التي أساسها تتقدم الدول و يرتفع سهم شعبية القائد صعودا وهبوطا حسب الإنجازات و الوفاء بالإلتزامات للشعب التي قطعها على نفسه خلال تأدية اليمين القانونية لذا من حق المواطن أن يتساءل:
عن محاسبة المفسدين، ولماذا تم تدويرهم، ولماذا لا يشاهد المواطن البسيط مشاريع كبرى على غرار تلك التي يشاهد المسافرون في المغرب والجزائر وتونس والخليج والسنغال وغانا وراندا وساحل العاج ناهيك عن الغرب طالما أن الأموال موجودة والأرض تتفجر تارة بالنفط والغاز وتارة بالذهب والحديد والنحاس والفوسفات بصرف النظر عن آلاف الأراضي الصالحة للزراعة مع نسبة أقل من العمال في شبه المنطقة في الوقت الذي هجر فيه آلاف المؤلفة من الشباب أرض الوطن بحثا عن لقمة العيش؟
إن هندسة إقناع الرأي العام تحتاج لأساليب الإقناع ميدايا:
ماذا يقول صحافة الموالاة مثلا في ارتفاع سعر الإسمنت في موريتانيا أكثر من غيرها في دول الجوار والعالم؟
وماذا يقول صحافة الموالاة قبل أن نقول النظام في احتكار المواد الإستهلاكية على حساب الراغبين في توسيع شبكة التنافسية؟
وماذا يقول صحافة الموالاة والنظام في رفع الحصانة البرلمانية عن كل نائب خالف المنظومة الحاكمة؟
وماذا يقول صحافة الموالاة والنظام في تأخر رتبة موريتانيا في مجال الحريات العامة خلال السنوات الخمس الماضية أكثر خلافا للعشرية الماضية و المرحلة الإنتقالية الأولى في عهد الرئيس الراحل اعل ولد محمد فال؟
وماذا يقول صحافة الموالاة والنظام في صرف مئات الملايير في نواذيبو والحوضين ومع ذلك لم يرى لها أثر على الساكنة لا في البنى التحتية ولا في التشغيل؟
ماذا يقول صحافة الموالاة والنظام في قطع الكهرباء و والمياه بشكل شبه يومي في العاصمة نواكشوط، وأيام وليالي، وأسابيع، في الداخل؟
قوة أي نظام تكمن في ارتفاع سقف الإنجازات، وعليه مالم يتغير البلد من الإقتصاد الريعي إلى الإقتصاد الصناعي الممتص للبطالة فإن أسلوب" الريعنة " لايلازمه، تطور ولا تقدم .
وماذا يقول صحافة الموالاة والمنظومة ككل، في خفض أسعار القمح والمحروقات عالميا بينما تظل في ارتفاع دائم في هذه البلاد؟
لقد سحب النظام السابق البساط من المعارضة بقوة الإنجازات و وتوسيع مجال الحريات العامة، عكس النظام الحالي وهو نفس النظام السابق ولكن بوجه آخر حيث أتته المعارضة تجر أذيالها،وكأن هدفها، هو إبعاد الرأس، ف...طوبى له على حسن الإحتضان، وقلة الإحتقان، مقابل إنجازات أقل، وتضييق على الحريات العامة بشكل أكثر...
إقليميا لم تشفع الإنجازات الكبرى للرئيس السنغالي ماكي صال في تسويق خلوده مرة أخرى، ولا تولي مرشحه، ولا تأخير الإنتخابات الرئاسیة عن موعدها لأن تكريس مبدأ الفصل بين السلطات تجسد بقوة المنظومة الفاعلة:
رجال الدين، الشباب، المرجعيات الدينية، تنظيمات المجتمع المدني، فقهاء القانون، إداريون حتى من حكومة ماكي صال نفسه الذين ساندوا الميل للشعب وليس للسلطان.
إننا في سياق إقليمي من زاويتين:
سباق تسلح جديد عن جنوبنا وعن شرقنا، مع حركة نمو ديناميكي غير مسبوقة في كل من السنغال ودول الساحل، ناهيك عن سباق التسلح بين العملاقين على حدودنا الشمالية بين المغرب والجزائر. والسباق الثاني هو في الإكتفاء الذاتي والتصنيع والتصدير نحو الخارج و منافسة دول أوروبا في المشاريع الكبرى حتى صارت الهجرة معاكسة الرغبة في أوروبا إلى الرغبة في الإقامة والإستثمار في المغرب .
فماذا يقول صحافة الموالاة والموالاة أنفسهم:
في ارتفاع سعر المادة المستهلكة حالما يعلن عن تحقيق الإكتفاء الذاتي فيها في هذا البلد؟
في نهاية المطاف، سيفوز الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، لكننا للأسف لم نقرأ واقعنا، وواقع العالم من حوالينا، نحن الحلقة الأضعف، والأزمات تطرأ، والأمن والأمان، سلاحهما البناء و التسلح و تكريس السيادة الغذائية والصحية والدفاع .
من الأخطاء، نتعلم....كيف لملمت رواندا جراحها؟
وكيف أصبحت إثيوبيا دولة صاعدة إقتصاديا؟
ولماذا لا يتم استغلال عوامل الدعم كما ينبغي:
الثروات، و وحدة الشعب، وسلميته، ووحدة ديانته؟

اللهم هل.....أنصفت؟؟؟
محمد ولد سيدي كاتب صحفي

٥