مصادرة السفينة الإسرائيلية هو بحد ذاته، رد، مجابهة إسرائيل نظامياً،ليس بالأمر الهين، حكموا عقولكم، مجابهة إسرائيل، يعني مجابهة الغرب الصناعي كله.
احتلت إسرائيل أراضي دول الطوق في غضون ستة أيام، و بعد إتفاقيات السلام، من حين لآخر، توجه أسلحتها صوب أطراف هذه الدول، تقتل وتدمر أحيانا، وهم على الصامت بترساناتهم وعدتهم وعتادهم.
تحتل، وتتمدد فيما تبقى من فلسطين، فلم يزدهم ذلك، إلا تقرباً،منها، بين مطبع، عن قرب، ومطبع عن بعد، و مهرول نحو التطبيع، وداع إلى التطبيع.
لقد قرؤوا المقاومة، قراءة معاكسة...
زادوا الوجع الفلسطيني، فأحكموا قبضة حدودهم مع فلسطين ، وبقي شعب الشتات يصارع وحده، تحت النيران، يواجه الصواريخ والطائرات ومدافع الهاون، والغاز المسيل للدموع، بالحجارة، والعمليات الإنتحارية.
إيران ردت بصفة مباشرة، وغير مباشرة، عن طريق اذرعها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، فأين ردود الشعوب العربية والحكومات العربية على تعنت إسرائيل وحربها الهمجية على غزة والضفة الغربية غير بيانات الشجب والإدانة ومطالبة المجتمع الدولي بفرض عقوبات على إسرائيل ومحاسبتها؟
المجتمع الدولي الفعال، هو الغرب، والغرب داعم لإسرائيل ممثلا بثلاث دول لها حق النقض الفيتو:
أمريكا، فرنسا ،بريطانيا.
وهذه الدول هي من تحاملت على مصر خلال العدوان الثلاثي عندما أممت قناة السويس في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
يخيل إليكم أن فرنسا محايدة في قضية الشرق الأوسط، أو إنجلترا محايدة، أو إيطاليا، أو ألمانيا التي شربت إسرائيل من نفس الكأس الذي شربت منه ألمانيا ،إحتلال ،ومجازر، هلوكست، لافرق بين الهولوكست النازي ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، والهولوكست الإسرائيلي ضد الفلسطينيين بعد عملية طوفان الأقصى سنة 2023م أو مذبحة ديرايس وصبرا وشاتيلا...
الحقوق لا تنتزع بالعواطف، ولا بجمع دراهم يركب بها اسلاماويون موجات شعبوية، سبق وأن وجدوا فرصا للمقاطعة، أو المواجهة، فلم يستغلونها، فلا إخوان مصر قاطعوا إسرائيل، ولا إخوان تونس، وقد حكموا بلدانهم بعيد ثورات الدمار العربي، ،لا بل إن إخوان موريتانيا دخلوا حكومة ائتلاف وطني تبادلت التحايا الحارة مع وزير خارجية الكيان الإسرائيلي خلال زيارة له/ نواكشوط سنة، 2008م .
هناك سبب واحد لإيقاف حرب الإستزاف التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين، هي: إعادة " تدوير " خطة تصدير النفط والغاز " التي استخدمها الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، إنها ورقة ضغط فعالة، لأن حركة الملاحة الدولية ستتوقف بحرا وجوا، والمصانع ستتقف لغياب البنزين بوصفه الديناميك المحرك لكل شيء، وإذا ما أوقفت موريتانيا أيضا صادراتها من الحديد والذهب إلى فرنسا وكندا. عندها سيكون للعرب سلاح فتاك وإلا فإن تكبيرات أخرى على المقاطعة ضد إسرائيل ستتكرر مثلما هو الحال مع اللاءات الثلاثة مع لاءات مؤتمر الخرطوم .
ثمانية ملايين نسمة تواجه نصف مليار عربي و أكثر من مليار مسلم ومع ذلك تميل الكفة عسكريا لإسرائيل.
على الشعب الفلسطيني أن يدرك أن تحرير الأوطان لايأتي من الخارج ولا من أحبة يصدرون بيانات من تحت المكيفات،و أن الأوطان لا يحررها إلا أهلها، المقاومة هي الحل حتى آخر رمق.
خرجت بلاد فارس قوة عسكرية من الحصار، وبمثابة نظير الولايات المتحدة الأمريكية، في الشرق الأوسط، مثلما كان الأتحاد السوفيتي نظير لأمريكا خلال الحرب الباردة .
بينما خرج العرب من حصارات أمريكا عليهم، مشتتين، منقسمين، تنهكهم الفوضى والحروب والخلافات البينة والفقر والأيديولوجيات والعشائرية والمناطقية والتفكك أحيانا كالسودان وليبيا والصومال .
في الأخير هاهي إيران لم تخيب الآمال، فقد ردت على الكيان الصهيوني برشقة غير مسبوقة من الصواريخ والطائرات المسيرة ضربت العمق الإسرائيلي دون أن تقدر القبة الحديدية على اعتراضها بشكل كلي ولا الدفاعات الأميركية في قواعدها بالشرق الأوسط والمياه الدولية.
العالم يناصر العدو الغازي، الذي مافتئ يرمي بالقانون الدولي عرض الحائط، ويعاقب الضحية، إنه قانون الغاب، أن تحدث حرب عالمية ثالثة من أجل إسرائيل التي تعبث يوما بعد يوم بالقرارات الأممية إن هذا هو قمة النفاق العالمي.
لقد ساد الطغاةوالطغيان واستحكموا، في مصير الأمم،،بفعل العمالة، وياريت صلاح الدين " آخر "يبعث من جديد .
الآن وقد أوقدوا حربا جديدة، لإضعاف آخر حلقة من حلقات المقاومة، والتوازن، فإن العرب هم الأضعف في حرب الكبار، وبالتالي فإن سيناريوهات جد صعبة، ستزيد من أوجاع أمة مغلوبة على أمرها، والسبب هو أن الحكام في واد، لا يعكسون تطلعات الشعوب، والشعوب في وديان أخرى، إذ لم يستطع حاكم أن ينزل عن الكرسي في الألفية إلا على ظهر دبابة، بعضهم قتل، وبعضهم الآخر نفي، وبعضهم الآخر هرب، ولكن، طبقة المتحكمين،بعد طوفان الربيع أعادوا أنفسهم كالحرباء في أثواب جديدة أسوأ مما كانت الأوضاع ماقبل الطوفان الأول،ولما أشرق فجر طوفان الأقصى ،وسقطت نظرية القبة الحديدية، والجيش الذي لا يقهر، خيم الصمت والنظر عن بعد على المستوى العربي وتكررت بيانات لاتقدم دأبت عليها جامعة الدول العربية منذ نشأتها.
تطور دراماتيكي بعد الرد الإيراني والأمة العربية متفرجة، رغم كثرة العدة والعتاد.
المخاطر ستتناسل والأوجاع ستكثر ،ونخبة الإستهلاك تنوم شعوبها "مغناطيسيا" بالقبيلة والكرنفالات التي لا تقدم.
محمد ولد سيدي كاتب صحفي