حركة الحر _ و توابعها _ ماذا تحقق ؟؟

أربعاء, 03/06/2024 - 12:47

كل التشكيلات السياسية ك..الميثاق و حركة إيرا ذات الطابع الشرائحي لمكون لحراطين تحمل نفس المنطلق :
الحد من الغبن ...
المشاركة في صنع القرار...
صحيح أن لحركة إيرا منهج خاص أكثر مواكبة لكل تظلم مستفيدة من فكرة التموضع في كل حيز و إعلام الشعب ، ورغم أن القاسم واحد والهدف واحد ، فقد تحقق الكثير من المطالب وذلك ناتج عن ضغوطات الجبهة السياسية الداخلية من جهة ،ومن جهة أخرى مواكبة الحكومات المتعاقبة للمناخ الدولي والوعي المجتمعي في نفس الوقت...
أول مكسب حققته حركة الحر هو " إلغاء العبودية" التي طالما اكتشفت منها بعض المنظمات الحقوقية حالات نادرة أنشأت محاكم خاصة بها في السنوات الأخيرة ،وللحد من مخلفات آثار الإسترقاق، أنشأت الحكومات المتعاقبة سلسلة برامج تنموية للرفع من المستوى المعيشي والتنموي في تجمعات لحراطين فيما يعرف ب....آدوابة حيث الفقر المدقع والجهل و التسرب المدرسي وتزايد وتيرة السكان بشكل متسارع ومن أهم البرامج المتخذة للتقارب بين المكونات الإجتماعية:
برنامج مكافحة الفقر في الوسط القروي
وكالة التضامن
وكالة تآزر
محاربة التقري الفوضوي
إنشاء التجمعات الريفية
تأسست حركة الحر في 5/3/1978 سعياً الى الحد من الغبن الإجتماعي والقضاء على المظالم التاريخية التي تواجه مكونة لحراطين على الرغم من وجود نفس المعاناة في المكونات الإفريقية ذات البناء الهرمي .
وبما أن تقدم المجتمعات وتطورها يحتاج وقتاً طويلاً خلافاً لتغيير الأشكال المجسمة والهندسية فإن المجتمع الموريتاني قطع أشواطا في المساواة والمشاركة فى الشأن العام خاصة مجتمع البيظان وهنا لم يعد للمغالاة في وصف موريتانيا ب...لابارتيد بجنوب إفريقيا إبان حقبة الإستعمار من وجود أو مقارنة البتة :
المدارس واحدة...
المشافي واحدة...
الأفراح والفلكلور ...
الحكومةمن كل الفسيفساء ...وهذا مكسب بحد ذاته للنضال فيه سبب وللحكومات فيه أسباب أخرى.
إن من أسباب معاناة لحراطين وضعف تواجدهم بشكل واسع في المناصب السامية يعود لثلاثة أسباب هي :
التأخر في الدراسة
المحاصصة القبلية
عدم التواجد في أقاليم جغرافية معينة على غرار المكونات الإفريقية الأخرى البولار والسونوكى من هنا صنعت الجغرافيا والتاريخ الفوارق وعززت الإرتباط الوثيق بين المكون الهوياتي للعرب في موريتانيا بصرف النظر عن التسميات الجزئية - العرب / ازواي حيث ينطبق عليها ماينطبق على المكونات الإجتماعية الإفريقية من تراتبية لن تنجلي مادامت هناك حياة لكن تداعياتها تنخفض حدتها سلبيا كلما انتشر الوعي وكلما تفككت الخيوط التاريخية بين الدولة والقبيلة وهنا تأتي معضلة الملكية العقارية التي طالما شكلت عقبة كأداء لكل الأنظمة المتعاقبة حتى يومنا هذا حيث امتزجت القبيلة والدولة والشرائحية في حراك اركيز الأخير .
الدولة قطعت مرحلة من التطور الإجتماعي والتنموي في ستينيتها فكت العزلة وعلمت الجميع وشيدت المشافي و المدن واحتضنت المؤتمورات الدولية الكبرى ولكن لها من المقومات مايخولها أن تكون أفضل إذا ما تم التغلب على نكبات التنمية إنطلاقا من الثالوث المدمر : الغبن،و المحسوبية ، و الفساد الإداري...
هذه هي التحديات اليوم وأمس وستظل مادام القطار يسير على نفس السكة ، هذا ويرى ناشطون أن التواجد في أماكن التمكين مازال دون المستوى رغم ارتفاع نسبة التمدرس وحملة الشهادات العليا في صفوف لحراطين خاصة في الدبلوماسية وصناعة رجال الأعمال والمؤسسات السيادية الكبرى من قبيل : تآزر و الهابا ومفوضية الأمن الغذائي وتلك التي تتعلق بحقوق الإنسان والهيئات الإعلامية وغيرها.. .
والحقيقة أن دينامية التغيير البناء المنصف للحمة الإجتماعية ككل تحتاج لمقاربة إصلاحية قادرة على مواكبة التطور بشكل ديناميكي خاصة أننا أمام مستقبل مليء بتحديات الهجرة والأمن القومي في ظل صراعات بينية وتدخلات أجنبية في المنطقة..
في الذكرى ال 46 لميلاد حركة الحر تحقق الكثير من المنجزات في مجال البنى التحتية وحرية الرأي وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين ولكن مازال الكثير والكثير مما وجب تحقيقه مادام أن الإمكانيات متاحة والخبرات موجودة ك..تحقيق السيادة الغذائية لأن مياه الري موجودة ، والكفاءات العلمية كذلك، والأراضي الصالحة للزراعة بالآلاف ، وعليه فإن أبجديات التنمية تجاوزتها دول شتى في العقد الثالث والخامس وبرامج الحكومات الراشدة تنصب كلها حول تحقيق الرفاه الأقتصادي وهو ماجعل بعض الدول في العالم الثالث تبتكر وزارة للسعادة وياريت حكومتنا الموقرة تسير على نفس المنحى .