أصبحت عبارة السكان الأصليين متداولة كثيرا في نيل الحقوق ليس في موريتانيا وحدها، ولكن في مختلف بقاع من العالم، من أمريكا اللاتينية، إلى أستراليا و إفريقيا، وغيرها...
ليس كل ما وضع المستعمر من قوانين في حق المواطنين يعتبر مسلمات رياضية...
الدولة المدنية الناشئة بدأت في تصحيح بعض القوانين التي لاتخدم النظام العام، لكنها بالمقابل أعطت الأولوية للبنية التحتية، وتركين الدولة من ناحية مجالات الحياة ذات الصلة بحياة الفرد بشكل يومياتي ك...:
الصحة
المياه
التعليم
الطاقة
المواصلات
الزراعة
وتوفير المواد الإستهلاكية ،ومما لا يدركه غلاة الحقوقيين أن المساواة متجسدة على أرض الواقع خلافاً لما هو موجود في نظام لابارتيد بجنوب إفريقيا ،وأمريكا إبان حقبة مارتن لوثر كينغ،حقبة ظلامية، طالما أسقطوها على واقع المجتمع الموريتاني المتصالح مع ذاته ،المتساوي في الحقوق والواجبات، فالأفراد :
يركبون في حافلات واحدة...
ويدرسون في مدارس واحدة...
ويتعالجون في مشافي واحدة...
وتجمعهم مناسبات إجتماعية واحدة...
وجهاز حكومي واحد من كل فسيفساء المجتمع .
صحيح أن تغيير المجتمع، يختلف عن تغيير الأمور المادية الأخرى، وقد تغير المجتمع الموريتاني تغييرا جذرياً،خلال العقود الأخيرة فنلاحظ:
القراء...
والأئمة...
ورجال الدين
في المكونات التي وجدت نصيباً من الغبن في الفترات الظلامية، وبالتالي لم يعد غريباً على أحد افتتاح مناسبات كبرى بآيات أو محاضرات من طرف سكان الهوامش، فالكل أصبح سواسية في ؛
التعلم
والمعرفة
و الشهادات العليا
والتخصص....
والكل يمثل الكل،سواء من ناحية التوظيف، أو من ناحية الإنتخاب، أن تجد نائباً ممن لامكان لهم قديما في المجتمع وقد أنتخب من طرف الزعامات التقليدية :
رئيساً لحزب
أو نائبا عنه
أو عمدة...
أو رئيس رابطة
أو نقابة...ف..هذا بحد ذاته، تطور ،وتخلي عن الأفكار البالية التي عفا عليها الزمن.
يمكن استخدام المنطق شيئا ما في قضية توزيع الأراضي الزراعية ،ف...مجموعات دأبت على العيش في أرض، وتستغلها سواء من ناحية الملكية العقارية، أو من ناحية الإستثمار والتنمية المحلية من المنطق أن تجد النصيب الأوفر، عكس وافدون جدد، اشتركوا في الإقامة والتحضر نتيجة عوامل أخرى تخولهم الحصول على بعض الأراضي الزراعية،وبما أن الدولة هي الجهاز الإداري والمنظم للشأن العام من البداهة بمكان أن تنظر إلى تلك الملاحظات بعين ثاقبة ورؤية واضحة المعالم.
لا تقل الأراضي الزراعية شأناً ، عن الكنوز الموجودة في باطن الأرض، ف...سكان المناطق التي بها ثروات باطنية تجد حظها من الكعكعة في جنوب إفريقيا في مناجم الذهب، وفي غانا، ودول أمريكا اللاتينية وغيرها، وإياك مايموت لعجل، ؤلا تيبس التاديت أعتقد أن الدولة لن تبكي أحدا في بحيرة اركيز سواء من ناحية السكان الأصليين أو الوافدون الجدد.
محمد ولد سيدي _ كاتب صحفي