
النسخة الثانية من مهرجان مدائن التراث تختلف عن النسخة الأولى وبفارق شاسع رسمت خطوطه الطبقة السياسية المتباينة في الرؤى والمناهج أمس المتقاربة إلى متوافقة اليوم أكثر من أي وقت مضى وإنطلاقا من قراءات الوفود المرافقة للرئيس في هكذا مناسبات فإن حضور السادة :
أحمد ولد داداه ، ومحمد ولد مولود ، وصالح ولد حننة ، ولقاء آخرين من حين لآخر ، وتعيين بعضهم، في حكومات العهدة الأولى، وتكليف البعض بمهمات قيادية في حزب الإنصاف ليعطي صورة جد متباعدة عن فترة الصدام والتجمهر والخطابات النارية .
بعث مهرجان ولاتة في أول أيامه رسالة عامة سواء من حيث حسن التنظيم أو من حيث جماليات أداء البراعم لنشيد الإفتتاح الذي عكست كلامته وتنوعها والأهداف المتوخاة منها الفسيفساء الكلياتية للكنونة الإجتماعية مثلها في ذلك مثل تشكلة الفرقة الموسيقية من ألسن جامعة للساكنة الوطنية.
من أطرف نسخة مهرجان ولاتة وكذلك الحال مع مهرجانات شنقيط وولاتة وودان في عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني هو خنوع المعارضة إجلالا للنشيد الوطني الجديد الذي سبق وأن اعترضت عليه من قبل .
تمتاز ولاتة بنمط معماري فريد لم تغيره عاديات الزمن، ولا التلاقح الحضاري المتطور.
ولاتة مدينة هادئة تقطعها ألسنة من الرمل نتيجة السيول الجارية من أعالي الجبال المحيطة بها من عدة جهات.
هذا المهرجان أعاد لمدينة ولاتة ألقها الذي امتازت به منذ وصول الفاتحين إلى هذه الربوع حيث القوافل ودور العلم والتواصل مع شعوب شمال وجنوب القارة السمراء.
المهرجان أعاد لمدينة ولاتة بعضا من حيويتها الضاربة في القدم، قوافل التجار الباعة والمتجولين والبحاثة والمتنزهين في كل ركن من أركان المدينة الوديعة.
ألوان ثقافية شتى ،ثقات مختلفة، شكلت لوحات لا تقل في جمالياتها عن جمال الطبيعة الأخاذ الذي تمتاز به ولاتة هذه الأيام، جمال شد الرائين بتنوع التضاريس الجميلة، والسهول الناعمة، والجبال الشاهقة التي تأخذ أشكالا هندسية فريدة.
أن تنفق ثلاثة مليارات في قلب الصحراء، لبعث الحياة من جديد في مدينة بقلب الصحراء ،تحاول أن تعود كما كانت في عز أيامها، أعتقد أن أي نشاط تنموي سواء في الصحراء أو في الأدغال والشواطئ هو بحد ذاته إنجاز، ولكن، ثمة معايير مفيدة في مجال التنمية يجب أن تراعى فيها عوامل الكثافة السكانية، و المواصلات،وفك العزلة، حتى تعطي نتيجة أكثر للدولة والمجتمع معا ،ثلاثة مليارات يمكن أن تشيد مجمعا سياحيا على المحيط و تستصلح آلاف المساحات الزراعية، في زمن تطغى فيه الأزمات الإقتصادية على العالم أكثر من أي وقت مضى.
محمد ولد سيدي كاتب صحفي