النجاح مركبه صعب ، والوصول للأهداف ليس مفروشا بالورود في ظل قطب عالمي ، يرى الأشياء من زاوية واحدة، خاصة إذا تعلق الأمر بالقضية الفلسطينية. تلك القضية التي أظهرت حقيقة الغرب للعالم ، كما أظهرت زيف الشعارات البراقة المتعلقة بالحقوق والمساواة والإعتناء بالنساء والأطفال، ف..هذين الأخرين هما ضالة الجيش الإسرائيلي سواء في مشفى المعمداني أو في مشفى الشفاء أو في مدارس الأونروا.
مازالت تداعيات عملية طوفان الأقصى " المجيدة " تلقي بظلالها على الساحة الدولية، في المشرق بؤر التوتر والأزمات والأطماع الخارجية، إلى الغرب الغازي ، الإستعماري ...
لقد أعادت عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر سنة 2023م إلى الأذهان مناخ الحرب العالمية الثانية، وأزمة قناة السويس، نظرا لوحدة مواقف الدول الغربية الداعمة للكيان الصهيوني الضيف الثقيل على سكان فلسطين مهبط الرسالات السماوية ومسرى رسول الله صل الله عليه وسلم.
بعيد السابع من أكتوبر سنة 2023م تناسى القادة الغربيون خلافاتهم السياسية والإقتصادية حول الهجرة وصعود اليمين المتطرف، ودعم أوكرانيا ضد روسيا، و تسابق قادتهم ، سباق المارتون ، من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن ، إلى الرئيس الفرنسي، ثم رئيسة وزراء إيطاليا، والمستشار الألماني، ورئيس الوزراء البريطاني ، فضلا عن قادة آخرين من فلك حلف شمال الأطلسي ، الذي تأسس على
ضوء نتائج الحرب العالمية الثانية إلى جانب حلف المعسكر الشرقي وارسو .
غزة ظلت صامدة ، تقاوم برجالاتها ، وشبابها الفدائي ، المشحون بقوة الإيمان والذود عن العرض والأرض ، لذا أحدثت عملية طوفان الأقصى صدمة في الذهنية الغربية ذات التفوق العسكري والتكنولوجياتي وهو مالم يقبله المحللون العسكريون، ومراكز الأبحاث للدراسات الإستراتيجية .
وسط هذه الأجواء الصاخبة ، والملغمة ، وبعد شهرين من سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها إسرائيل، وبدعم من كبريات حلفاء مابعد الحرب العالمية الثانية، بالسلاح والجنود تارة أخرى، مازالت عزة شامخة ، وتسجل البطولات بالصوت والصورة، على لسان أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس في يوميات الحرب والمقاومة ، ففي كل بيان يتأكد للعالم حقائق وأرقام عن بطولات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مما أسفر عن مقتل عشرات القادة العسكريين ومئات الجنود في صفوف الجيش الإسرائيلي الذي اعترف عنوة بقوة المقاومة الفلسطينية وبشراستها مما أدى بالجيش الإسرائيلي إلى أن يقلب منجزنراته وصواريخه وبوارجه وجراراته و قصف طائراته إلى ميمنة غزة بعد أن أخفقوا في ميسرتها .
و عجز إسرائيل، هو عجز للقوى الغربية عموما ، فأمريكا تراقب العالم بأقمارها ، وحاملات طائراتها ، ومن مراكز الصناعات المتطورة التي بحوزتها ، والحال نفسه مع فرنسا وإنجلترا وألمانيا وإيطاليا، أليس هذا عجز وهزيمة إستراتيجية من قبل شعب معزول إلا أن قوة الإرادة لا يقف شيء أمامها إلا وانحنى .
غزة ..تنتصر!! مهما كانت بشاعة التضحيات، و الدمار ، لأن ردة الفعل الإسرائيلي، انتقاماتية، الغاية منها تحرير الرهائن الإسرائيليين الموجودين لدى حماي ، وهذا لم يقع ، و الأسرى المفرج عنهم من الإسرائيليين والغرب جاءت عملية إطلاق سراحهم وفق أجندة حركة المقاومة الإسلامية حماس عند الوهلة .
غزة ..لا تستكين ، ولن ترضخ للإملاءات الخارجية ، غزة فكر ، والفكر لا يموت ...
غزة ، ستظل كما هي : نضال ومقاومة وعمل حتى يتحقق النصر ، كما حققته الجزائر وجوهاني سبورك ،
محمد ولد سيدي كاتب صحفي المدير الناشر لموقع اركيز انفو