صنمية الموت..مالكم لاتنطقون؟؟محمد عوام

أربعاء, 10/11/2023 - 17:28

حال حكامنا اليوم، شبيه بحال الأصنام، التي كان يعبدها قوم إبراهيم عليه الصلاة والسلام، صماء، خرساء، صاموا عن الكلام، للدفاع عن قضايا الأمة، وحماية المقدسات، فهم في المحافل الدولية، تحسبهم ناطقة، وواقع حالهم يشهد بعكس ذلك، وإذا ما تكلموا، فلا يكاد يبينون، فكأن بهم لثغة.
هذا هو حالهم اليوم مع القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، ها هي مجازر الصهيونية لا تتوقف، والإبادة الجماعية للفلسطينيين، في غزة والضفة والقدس مستمرة، ولا اتخذ حكامنا موقفا مشرفا، يعبر حقيقة عن قدر هذه الأمة، ومكانتها التاريخية والحضارية والواقعية.
بالرغم ما شاهدوه من تهاوي الكيان الغاصب، بضربة واحدة، قلبت الموازين، فبدل الدعم وقلب الطاولة على الكيان المحتل، الظان أنه لا يقهر، فإذا بحكامنا الأشاوس، يلتزمون الصمت المطبق، لا جامعته العربية تكلمت، ولا منظمتهم الإسلامية عبرت، فما زالوا يعتقدون أن الكيان الغاصب، على حاله من القوة، فحصل لهم مثل ما حصل لجن سليمان عليه السلام، ظلوا في خدمته، بالرغم من وفاته، حتى جاءت الأرضة لتدلهم على موته، بأكل منسأته.
اليوم يأتي المجاهدون الخلص، الغيورون على أمتهم ودينهم ليدلوهم عمليا على ضعف الكيان وتهاويه، لكنهم أبوا إلا أن يظلوا له عاكفين ساجدين خائفين.
بالله كيف هل يعقل أن يحصل هذا الذل في أمة تمثل 57 دولة من دول العالم، ومساحتها 32 مليون كلم مربع، وملياران من السكان؟ هنا يحار العقل، ويصاب بالشلل، ولكن لا تفسير له سوى حديث النبي صلى الله عليه وسلم :"يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل:"ومن قلة نحن يومئذ؟، قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: وما الوهن؟. قال: حب الدنيا وكراهية الموت." أخرجه أبو داود وغيره، وهو من الشهرة بمكان.
هذه الغثائية، الناتجة عن الوهنية(حب الدنيا وكراهية الموت)، هي الداء العضال، والسم القاتل، الذي يشل من فاعلية الأمة، وهو سبب تداعي الأمم على أمتنا، وهذا ما لا يريد حكامنا الأبطال فهمه، إن لم يكن كثير منهم، يسعى إلى ترسيخ الوهنية، ليستمر وجوده في الحكم، بمباركة تلك الأمم المتداعية. لكن ما قيمة عروش يحيط بها الذل من كل جانب، ويدثرها الخزي والهوان من كل ناحية؟!!
طبعا لا قيمة لها أمام ما تصنعه قوة القرار، وفاعلية الإنجاز، وروح العقيدة، لذلك وجدنا معظمهم يركن ويحبذ نظرية الخولفة، ظنا منه أنها المخلص الحقيقي من كل التبعات.
هيهات ثم هيهات، لا يمكنهم ذلك، بل الحل الوحيد، هو نزع جلباب الوهن، ولباس دروع الجهاد، وتبني قضايا الأمة والدين، فهو السبيل الوحيد لإعادة العزة والكرامة، أما الوهنية، فتعني استمرار الذل والخنوع.
أقول هذه الكلمات، والقلب يموت كمدا من جراء ما نرى ونسمع، فالحكام ذلوا أنفسهم وشعوبهم، ولا خلاص من ذلك إلا بالتمسك بالدين، الذي يربي على العزة والكرامة والصمود.، لا الذل والخنوع.
فنسأل الله تعالى أن يرزقنا العزة كأهل غزة، وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

بقية الصور: