الهاتريك الثالث _ رأي حر

ثلاثاء, 07/04/2023 - 11:13

شهدت ضفتا نهر السنغال حدثين عظيمين في 3/7/2023 الحدث الأول تمثل في إعادة الثقة في الوزير الأول السيد محمد ولد بلال ولد مسعود من قبل رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للمرة الثالثة على التوالي .
بلغة الرياضة يكون PM محمد ولد بلال قد سجل هاتريك في مرمى خصومه من السياسيين وإعلام الحواضر الذين ملأوا الفضاء ضجيجا بعجز الوزير الأول مروجين لوجوه صدأت في دهاليز الإدارة ولم تقدم للأجيال سوى النكبات والتباعد بين المكونات الإجتماعية.
في تلال المجابات الكبرى وأفل وآوكار وأدغال شمامة يبدو أن شماعة الفيلسوف الإغريقي وجدت صداها مرة أخرى ، كون الوزير الأول هو من يتحمل أكثر من الرئيس فهذا هو قمة المغالطة ،فقوة أي نظام، ونجاحه، وضعفه، وفشله من القائد وبما أننا في عصر الذكاء الإصطناعي، و الإقتصاد المرقمن، فإن قيادتنا حتى وإن نجحت في جمعنة الطيف السياسي في حاضنة الموالاة منذ أربع سنوات إلا أنه كان عليها أيضا أن تفعل هندسة تسيير الميزانيات كما فعلت هندسة تقارب وجهات النظر والتعايش السلمي ،وبالتالي فإن تبعية مفتشية الدولة لرئاسة الجمهورية زادت من تخفيف الأعباء عن الوزير الأول، و عليه فإن إعلام الحواضر تجاهل عن قصد هذه المسألة .
لا نتوقع المسح الزلزالي، ولا المكنسة، في الحكومة الجديدة، لأن المسح الزلزالي وجد صداه في عدة مناسبات ولم يطرأ جديد، سواء عند إثبات فساد في قطاعات كبرى، أو في تهريب الذهب والعملات الصعبة، علاوة على خروج سجناء من بطن العاصمة، ناهيك عن قضايا أخرى حجب فيها الإنترنت أكثر من مرة..
الحدث الثاني وقع أصيلانا في الضفة الجنوبية لنهر السنغال حيث أعلن الرئيس ماكي صال عدم ترشحه لمأمورية ثالثة حفاظا على أمن السنغال وإستقرارا فقد سالت دماء كثيرة ومات أفراد من المدنيين والعسكريين وأحرقت محلات تجارية رفضا للمأمورية الثالثة .
الرئيس ماكي صال كان حكيما، فلم تغريه لذة الجلوس على الكرسي الرئاسي ،ولم يغريه تواقيع أكثر من 400عمدة ورئيس جهة للترشح، ولكن، استمع لنصحاء عقلاء، وأصحاب تجارب سواء رؤساء الوزراء السابقين، أو عمد داكار ،وقادة الرأي ...
في موريتانيا والحالة هذه من اللا رضا، عن الأداء،وهجرة الشباب ، وارتفاع الأسعار، ،يروج أصحاب جسر الحي الساكن لمأمورية ثانية....
مأمورية ثانية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لا تحتاج للترويج فهي مخولة له سلفاً ،إلا أن ثقافة التملق،هي المسيطرة على المشهد ،وطبيعي أن تسيطر على المشهد لأن الإستثمار في عقول الأربعة ملايين نسمة لا يقل عن ضعف الإستثمار في البنى التحتية وبالتالي البلد جاثم على حالة من عدم التقدم مخيفة جدا، و مطوق تنمويا فالسنغال ورشة كبرى وقبلة للمستثمرين الأتراك والغرب والصين والهند والخليج والمغرب حققت فائضا في المنتجات الصناعية والفلاحية،والجزائر قاب قوسين من الإنضمام الى مجموعة بركس.
كثير منا سيقضي عطلته في دول المغرب العربي و تركيا لأنه يريد الجمال والبحث عن السعادة والتمانوكت، وياريت حكومتنا الموقرة تستحدث وزارة للسعادة بدل مكلف بالمبادرات ...
موريتانيا لا تخر جراحا، ولا تشهد نزاعات عرقية، ولا مذهبية، إلا أن هندسة التسيير تضعها في خانات الدول الأكثر هشاشة والهشاشة إذا لم تجد العلاج الفعال تقود إلى الأسوأ .
محمد ولد سيدي كاتب صحفي