ح 1 _ اكراهات العمل وتجارب من الحياة:
ﺯﻳﻨﺐ ﺩﻓﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻣﺘﺤﺎﻥ ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﺴﺎﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻃﻲ ﺳﻴﺪﺃﺣﻤﺪ .
ﺃﺟﺮﺕ ﺍﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﺍﻟﻬﺪﻑ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﺢ ﻭ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻮﻇﻔﺔ ﻣﺜﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻬﺎ .
ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﺯﻳﻨﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ " ﺧﺬﻭﺍ ﺣﺎﻓﻈﺎﺗﻜﻢ " ، وهي دفعة من المعلمين ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻭﻟﻮ ﺃﺳﺒﻮﻋﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ،تم اكتتابهم ، لسدالنقص الكبير في طواقم التدريس خاصة في الريف ...
ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﻨﺪﻭﺏ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ :
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻔﻮﻗﻮﻥ ، ﻣﻮﻋﺪﻧﺎ ﻣﻌﻜﻢ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺳﺘﺮﺳﻠﻮﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺗﺒﺎﺷﺮﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻮﺭﺍ !.
ﺯﻳﻨﺐ : ﻳﺎﺍﻟﻬﻲ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻣﺪﺓ ﺍﺳﺒﻮﻉ ﻓﻘﻂ ،ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ،ﻧﺤﻦ ، ﻧﺤﻦ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻋﻤﺎﻻ ؟
ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ : ﻧﻌﻢ ﺍﺻﺒﺤﺘﻢ ﻋﻤﺎﻻ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﻓﺼﺎﻋﺪﺍ ،ﺯﻳﻨﺐ ، ﻭ ،ﻭ ﻟﻜﻦ ... ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ... ﺳﻨﺘﻘﺎﺿﻰ ﺭﻭﺍﺗﺐ ؟ ﺍﺟﺒﻨﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ؛ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ : ﻧﻌﻢ ﺭﺍﺗﺒﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﺑﻤﺎﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ .... ﻭ ﻏﻤﺮﺕ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﺯﻳﻨﺐ ﻭ ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻬﺎ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻭﻣﺮﻳﻢ ﻭ ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ ..
ﻭﺟﻲﺀ ﺑﺎﻟﺤﺎﻓﻼﺕ ﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﺯﻳﻨﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﺘﺠﻬﺔ ﻧﺤﻮ ﺳﻴﻠﺒﺎﺑﻲ ، ﻣﻀﺖ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻓﻼﺕ ﻣﻦ ﻃﺮﺍﺯ mb 180 ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﻮﺩﺓ ﺁﻧﺬﺍﻙ .
ﺣﻄﺖ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﺴﺎﺀاً ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ ﻋﻨﺪ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺠﻬﻮﻳﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ، ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻐﻠﻘﺔ ، ﻻﻣﺮﺍﻓﻖ ، ﻭﻻ ﻣﻄﺎﻋﻢ ،ﻭﻻﻧﺰﻝ ... ﺍﻟﺒﺎﻋﻮﺽ ﻳﺮﺩﺩ ﺍﻷﻟﺤﺎﻥ ،ﻭﻳﻜﺮﻡ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ، ﺑﻠﺴﻌﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﺎﻣﺔ ،ﻭ ﺃﺷﻮﺍﻛﻪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺩ ...
ﺯﻳﻨﺐ ، ﺗﺒﻜﻲ ، ﺑﻜﺎﺀاً ﻣﺰﺩﻭﺟﺎ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ ، ﻭ ﺟﻮﻉ ، ﻭﻋﻄﺶ ،ﻭﺻﺪﺍﻉ ﺃﻟﻤﻮﺍ ﺑﻬﺎ ... ﻭﻣﺎﻫﻲ ﺇﻻ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﺠﻬﻮﻱ ﻭﻣﻌﻪ ﻗﺎﻓﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺑﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻓﺄﻋﻄﻰ ﻣﺬﻛﺮﺍﺕ ﻟﻠﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻐﺎﺋﺒﻴﻦ ﻭﻭﺯﻉ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻣﺮﺍﻛﺰﻫﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﻭﺑلدﻳﺎﺗﻬﺎ ، ﻭﻗﺮﺍﻫﺎ ، ﺯﻳﻨﺐ ﻓﻲ ﺧﻂ ﻣﺮﻛﺰ ﻏﺎﺑﻮﺍ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺑﻮﺟﺪﻭﺭ ...
ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ﻭ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺗﺘﻨﺎﻓﺴﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ،ﺍﺑﺘﻠﺖ ﺯﻳﻨﺐ ،ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻬﺎ ،ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺗﺴﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻛﻤﺎ ﺗﺴﺒﺢ ﺍﻟﺤﻴﺘﺎﻥ ، ﺯﻳﻨﺐ ﺗﺒﻜﻲ ،ﻟﻮﻻ ﻣﺎﻣﺎ ﻟﻤﺎ ﻓﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﺃﻟﺤﺖ ﻋﻠﻲ ، ﺗﻠﻮﻣﻨﻲ ،ﻳﺎ ﺍﻟﻬﻲ ،ﻣﺎﻣﺎ ﻛﻢ ﺍﻧﺖ ﺑﻌﻴﺪﺓ ؟ﻟﻴﺘﻚ ﺗﺮﻳﻨﻲ ﻟﺘﺸﺎﺭﻛﻴﻨﻲ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ !.. ﻟﻢ ﺗﺤﺪﺙ ﺯﻳﻨﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﻮﻳﻞ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺍﺣﺪﺛﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﻣﻌﻬﺎ ﺳﻮﻧﻮﻛﻲ ﺭﻕ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﻬﺎ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻛﻠﻤﺎ ﻧﺎﺩﺍﻫﺎ ﺑﺎﻟﺴﻮﻧﻮﻛﻴﺔ " ﺁﻧﻜﻴﻪ ﺑﺎﺑﺎ ، مابك، ،ياصغيرتي، أنا أباك...ﺗﺒﻜﻲ ، ﻭﺗﺰﻳﺪ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ، ،ﻭﺗﻘﻮﻝ " ﺳﻼﻝ " ﺳﻼﻝ " ،يعني مصاص دماء ، ﺣﻄﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻋﻨﺪ debégoumeh ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺪﺷﺮﺓ gandega ﺯﻳﻨﺐ ﺗﺒﻜﻲ ﻭﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻳﻘﻮﻝ " keh ﺍﻏﺮﻣﺎﻗﻮ،" ﻳﻌﻨﻲ هذه ﻣﻌﻠﻤﺔ ﻟﻢ ﺗﺮ ﺯﻳﻨﺐ ﻣﻠﺤﻔﺔ ، ﻭﻻ ﺩﺭﺍﻋﺔ ﻭﻻ ﻋﻼﻣﺔ ﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﻴﻈﺎﻧﻲ ،ﻓﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻰ ﻋﺬﺍﺑﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ، ﻭﺟﺪﺕ ﺯﻳﻨﺐ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﻄﻼﻗﺔ ... ﻓﺎﺳﻌﺪﺕ ﻗﻠﻴﻼ .
ﻣﺎﺭﻳﺔ ﺳﻮﻣﺎﺭﻱ :
ﺍﻃﻤﺌﻨﻲ ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ ؛ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﺒﺘﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ،ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﺒﻴﺘﻮﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ،ﺍﺷﺮﺑﻲ ﻭﺍﺳﺘﺤﻤﻲ ﺃﻧﺎ ﺃﻣﻚ ،ﺯﻳﻨﺐ ﻫﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻳﺒﺎﻉ ؟ ﺳﻮﻣﺎﺭﻱ ،ﺍﻟﺸﺎﻱ ﺳﻨﺼﻨﻊ ﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﺣﺎﻻ ،ﻭ ، ﻭ ،ﻣﻊ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻟﻢ ﺗﻄﺌﻦ ﺯﻳﻨﺐ ﻭﺃﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻫﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺑﻴﻈﺎﻥ ،ﺳﻮﻣﺎﺭﻱ ، ﻫﻬﻪ ، ﻛﺜﺮ ،ﺯﻳﻨﺐ ﻭﻣﺎﺫﺍﻳﺼﻨﻌﻮﻥ ؟ ﺳﻮﻣﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﺤﺎﺭﺓ . ﺯﻳﻨﺐ ﺍﺭﻳﻨﻲ ﺃﺣﺪﻫﻢ ،ﺳﻮﻣﺎﺭﻱ ﺗﺮﺳﻞ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺑﺎﺭﻱ ﺍﻟﻰ ﺳﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ .... ﻭﻭﺻﻞ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﺰﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺪﺷﺮﺓ ﺩﺑﻐﻮﻣﻲ ﻏﺎﻧﺪﻏﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻴﻈﺎﻧﻴﺔ ﻳﺤﻄﻦ ﺑﻬﺎ ﻧﺴﻮﺓ ﺳﻮﻧﻮﻛﻴﺎﺕ ... ﻓﻀﻠﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻣﻊ ﺳﻴﺪﻣﺤﻤﺪ ﻭﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻪ ﺍﻏﻼﻧﻪ ﻋﻠﻬﻢ ﻳﻘﻠﻠﻦ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﻟﻢ ﺗﻤﺾ ﺯﻳﻨﺐ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻼ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﺮﻗﻬﺎ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﻟﻢ ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺪ ﺍﻛﺮﻣﻬﺎ ﺟﻴﺪﺍ ﻫﻮ ﻭﺯﺟﺘﻪ . ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﺣﻄﻬﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ ، ﻓﺎﺳﻨﺪ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻧﺠﺎﻱ ﻗﺴﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﻗﻞ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﻪ 93 ﺗﻠﻤﻴﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻤﻊ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻛﻼﻣﻬﻢ ﻛﺰﻗﺰﻗﺔ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻣﻀﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻷﻗﻞ ﻛﺌﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺎﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻭﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻛﻞ ﺣﺼﺔ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ ﺳﻴﺪﻣﺤﻤﺪ ﻭﻳﺼﺤﺒﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ، ﻟﻜﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻏﻼﻧﻪ ﺃﻭﺟﺴﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻴﻔﺔ ،ﻓﺸﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮﺓ ﻭ ﻣﻨﻌﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺬﻫﺎﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻀﻴﻔﺔ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ .
ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮﺓ ﻭ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ،ﺍﻧﺘﻈﺮﺕ ﺯﻳﻨﺐ ،ﺧﻤﻨﺖ ،ﻟﻌﻠﻪ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺑﺄﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ،ﻧﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻃﺎﻟﺖ ﺍﻹﻧﺘﻈﺎﺭ ، ﺭﻓﻊ ﺍﻷﺫﺍﻥ ،ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻭﺃﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ،ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺍﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺿﻠﺖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺪﺷﺮﺓ ﻏﺎﻧﺪﻏﺎ ﻓﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ﺯﻭﺝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻏﺎﻧﺪﻏﺎ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺳﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗﺎ ﻳﻌﻠﻮ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﺑﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ؛
ﺯﻳﻨﺐ ﺳﻮﻣﺎﺭﻱ ﺗﻮﻗﻔﻲ : ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻳﻌﻠﻮ ﺍﻏﻼﻧﻪ ﺗﻌﺎﺗﺐ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﺛﻼﺛﺔ ،ﺍﻧﺖ ﺍﺧﺒﺎﺭﻙ ﺍﻣﻊ ﺫﻱ ﺍﻟﻜﺮﺍﻱ ﻣﺎﻫﻲ ﻭﺍﺿﺤﺔ ؛ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺗﻮﺑﻲ ﺍﻟﻤﻮﻻﻥ ﻫﻲ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺃﻭﻃﺎﻥ ،ﺧﻠﻴﻨﻲ ﺍﻧﻜﻴﺴﻪ ﺍﻧﺠﻴﺒﻪ ،ﺍﻏﻼﻧﻪ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﺗﺤﺮﻙ ... ﻣﻤﺘﻦ ﻋﺰﻣﻚ ﺍﻧﺖ ﺍﻟﻞ ﺍﻋﻠﻴﻚ ﻋﺪﻟﺘﻮ ﺅﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﺅﻓﺎﻭ .. ﺑﻜﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﻭﺍﺟﻬﺪﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺑﻌﺪ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻋﻤﻴﻖ ﺍﺑﺖ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺳﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﺴﻮﻣﺎﺭﻱ ﺍﻧﺘﻈﺮﻳﻨﻲ ﻗﻠﻴﻼ ﺳﺄﻋﻮﺩﻣﻌﻚ .: ﺳﻴﻄﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺼﺎﺑﻬﺎ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻠﺲ ، ... ﺻﺎﺣﺖ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﻳﻨﻪ ﺍﻏﺪﺍﻱ ،ﺍﻏﻼﻧﻪ ﺫ ﻫﻮ ﺍﻧﺖ ﺃﻳﻦ ﻛﻨﺖ ؟ﺯﻳﻨﺐ ﻛﻨﺖ ﺍﺻﺤﺢ ﺍﻣﺘﺤﺎﻧﺎ ﻟﻠﺘﻼﻣﻴﺬ ،ﺳﻴﺪﻣﺤﻤﺪ ﻳﺤﻤﻠﻖ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﺪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻭﺍﻏﻼﻥ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟﺸﺎﻱ،ﻭﺗﺮﻣﻴﻪ ﺑﺴﻬﺎﻡ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺤﺬﺭﻩ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﺯﻳﻨﺐ !.. ﻭﻟﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻱ ، ﻭﺍﻓﺮﻏﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﻣﻤﺎ ﺗﺄﻛﻞ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ :
ﺃﺧﺘﻲ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﻭﺍﻧﺖ ﺍﺳﻜﻨﺘﻲ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻋﻮﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺪﺷﺮﺓ ﻫﻮ ﻣﺤﻞ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،
ﻋﺎﺩﺕ ﺯﻳﻨﺐ ﻣﻊ ﺳﻮﻣﺎﺭﻱ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻻﺗﺘﺤﺪﺙ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﻻ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻤﺎ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ،ﻣﻀﺖ ﺍﻻﺷﻬﺮ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺠﺪ ﺭﺍﺗﺒﺎ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﻳﺒﻌﺚ ﻟﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﻣﻼﺑﺲ ﻭ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ، ﺫﻫﺒﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﺍﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺃﺳﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻗﺎﻣﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﻓﺠﺮﻯ ﻟﻬﺎ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺔ ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ﻣﺎﺟﺮﻯ ﻣﻊ ﺁﻝ ﺳﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎ ﻭﺍﺟﻬﺖ ﺣﺎﻟﺔ ﻃﺮﺩ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺜﻘﺎﻝ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺪﺷﺮﺓ ﻭﺯﻭﺟﻪ ﺳﻮﻣﺎﺭﻱ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ... ﻭ ﺣﻴﻦ ﺣﻠﺖ ﻋﻄﻠﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺫﻫﺒﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﺍﻟﻰ ﺳﻴﻠﺒﺎﺑﻲ ﻭ ﺍﻣﺘﻨﻌﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺑﻮﺟﺪﻭﺭ ﺗﺎﺭﻛﺔ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﻣﺆﻟﻤﺔ ، ﻭﺃﻳﺎﻡ ﻻﺗﻨﺴﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ .
ﻭﺟﺪﺕ ﺯﻳﻨﺐ ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ ﺃﺥ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺿﺎﻋﺔ ﻛﺎﺗﺐ ﺿﺒﻂ ﻓﻲ ﺳﻴﻠﺒﺎﺑﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ، ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻭﺟﻴﻪ ﺳﺎﻣﻲ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ، ﺃﺧﺘﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺳﺘﻘﻴﻤﻴﻦ ﻣﻌﻲ ﻫﻨﺎ ، ﻟﻦ ﺗﻌﻮﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﺑﻮﺟﺪﻭﺭ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﺠﻬﻮﻱ ﻭ ﺃﺣﻀﺮ ﻟﻬﺎ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺠﻬﻮﻳﺔ .
ﻏﻤﺮﺕ ﺯﻳﻨﺐ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ، ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺴﺮ ﻳﺴﺮﺍ ،ﺯﻳﻨﺐ ﺗﻨﺎﺳﺖ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺍﻵﺛﺎﻡ ، ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ، ﻭﺍﻷﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎﻃﺎﺏ ﻭﻟﺬ ... ﻭﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻠﺴﻼﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ،ﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ، ﻭ ،ﻭﺍﺩﺉ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ ، ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﺍﻷﺳﻮﺩ 27 ﻳﻨﺎﻳﺮ 2010 م ﺭﻥ ﻫﺎﺗﻒ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ،ﻋﻠﻮ ،ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ،ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻣﻦ ﻣﻌﻲ ، ﺃﺑﺸﺮ ؛ ﻣﻦ ﻣﻌﻲ ،ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ،ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻧﻌﻢ ﺗﻔﻀﻞ ، ﺍﺑﺸﺮ ،ﺑﻤﺎﺫﺍ ؟ ﻟﻘﺪ ﺣﻮﻟﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻰ ﻧﻮﺍﺫﻳﺒﻮ ،ﺟﻤﻴﻊ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻀﺒﻂ ﺣﻮﻟﻮﺍ ﺍﻟﻰ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺃﺧﺮﻯ ، ﻭﺃﻧﺖ ؟ ﺃﻧﺎ ﺣﻮﻟﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ .
ﺧﻔﺖ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ،ﺍﻣﺘﻸ ﻓﺮﺣﺎ ﻭﺣﺰﻧﺎ ،ﺯﻳﻨﺐ ﺍﻗﺘﺮﺑﻲ ﻣﻨﻲ : ﻟﻘﺪ ﺣﻮﻟﺖ ﺍﻟﻰ ﻧﻮﺍﺫﻳﺒﻮ ، ﺯﻳﻨﺐ ﺗﺒﻜﻲ ، ﺗﺬﺭﻑ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ، ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ : ﻻﺗﺤﺰﻧﻲ ﻟﻦ ﻧﺘﺮﻛﻚ ﻭﺣﺪﻙ ،ﺳﺘﻘﻴﻤﻴﻦ ﻣﻊ ﺃﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻞ ﺳﺘنسيك ﻓﻴﻨﺎ ، ﺃﺳﺮﺓ ﺳﻨﻮﺻﻠﻚ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ بحول الله تعالى.
ﺃﻭﺻﻞ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻭﺯﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺯﻳﻨﺐ ﺍﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ،ﻓﻨﻌﻢ ﺍﻟﻨﺰﻝ ... ﻭ ﺍﻭﺻﺎﻫﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺠﻌﻠﻮﻫﺎ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ، ﻭﻗﺒﻞ ﺫﻫﺎﺏ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺯﻳﻨﺐ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﺩﺙ ﺃﻣﻬﺎ ﻋﻴﺶ ﺑﻮﺏ ،ﺍﻧﺰﻭﺕ زينب ﺑﻐﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﺗﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻬﺎ ﻋﻴﺶ ﺑﻮﺏ :
ﺃﻣﺎﻩ ﺗﻠﻚ ﺃﻧﺎ ﺯﻳﻨﺐ ﺍﺑﻨﺘﻚ ، ﻋﻴﺶ ﺑﻮﺏ ﺗﺼﻴﺢ ﻳﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ،ﺑﻨﻴﺘﻲ ،ﺃﻧﺖ ﺣﻴﺔ ؟ زينب :ﻣﺎﻣﺎ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﺗﻴﻬﺎ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻢ ﺃﺭﺍﻫﺎ ،ﺑﻞ ﺍﻟﺘﻌﺎﺳﺔ ، ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺑﺎﺕ ،ﺃﻧﺼﻒ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ،ﺭﺍﺗﺒﻲ ﺍﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺭﺍﺗﺐ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺃﺣﻤﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﻻﻳﻄﻴﻖ ،ﻋﻴﺶ ﺑﻮﺏ : ﺑﻨﻴﺘﻲ ﺣﺪﺛﻴﻨﻲ ﻋﻦ ﺻﺤﺘﻚ ، ﺃﻟﻢ ﻭﻋﺬﺍﺏ ، ﻣﺎﻣﺎ ﺍﺭﺳﻠﻲ ﻟﻲ ﻧﻘﻮﺩا !!!ماما: ترد على زينب ،وتتفاجأ من طلبها ، ﻣﺎﺫﺍﺗﻘﻮﻟﻴﻦ ؟ زينب تسترسل في الكلام : ﻣﺎﻣﺎ ﺳأﻗﺪﻡ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻲ ! ﻣﺎﻣﺎ ،ﻣﺎﻣﺎ ... ﺑﻨﻴﺘﻲ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻟﻴﻦ ؟ ﺃﺭﺳﻠﻲ ﻟﻲ ﻧﻘﻮﺩا ،ﺳﺄﻓﺘﺢ ﻣﺘﺠﺮﺍ ...زينب : ﻣﺎﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻌﻲ ،ﺳﺄﻗﺪﻡ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻲ ،ﻭﺩﺍﻋﺎ ،ﻭﺩﺍﻋﺎ ،ﺃﻧﺎ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﺍﻟﻴﻚ....
الحلقة 2:من زينب ورحلة العذاب _ المصاعب دروس للنجاح!!
ذهبت زينب الى ممثلية BNM وسحبت راتبا مقدما ،ثم توجهت إلى إحدى وكالات النقل وحجزت في الحافلة الأولى التي ستنطلق عند تمام السابعة صباحاً نحو العاصمة.
بعد تناول العشاء همست زينب في أذن مقيمتها آمنة قائلة :
الصبح إن شاء الله سنذهب إلى نواكشوط !
آمنة تجيبها بعفوية وقلق : خيراً ؟
زينب: ظروف عائلية تتطلب حضورنا جميعاً ...
آمنة : ظروف محزنة أم مفرحة ؟
زينب: ظروف مفرحة ...
آمنة: لم يبق من السنة الدراسية إلا أسابيع قليلة، وعادة المناطق النائية تغلق بسرعة بسبب الأمطار والظروف المناخية القاسية ،سأبلغ الوالد فوراً كي يتصل بصديقه، رئيس مصلحة الأشخاص في الإدارة الجهوية ...
زينب: والله فكرت في ابلاغه ،التعليق آخر السنة كارثة...
آمنة: اطمئني ،مافيش مشكلة، على راحتك ...
ركنت زينب إلى غرفتها ،وقد رتبت كل أغراضها، وقبل أن يرسل الصبح خيوطه ، استيقظت ورددت الشهادتان ، ،وحفظت آيات و سوراً من القرآن الكريم، ،وأقامت ليلتها الليلاء بالصلاة والأذكار والأدعية حتى صلاة الصبح،ثم ذهبت إلى الحانوت وجاءت بالفطور ،وصنعت شاي الوداع ،ثم ذهبت صحبة مقيمتها وأطفالها والدموع تنهمر منهم جميعاً.
لم تمض دقائق قليلة حتى إنطلقت رحلة العودة إلى نواكشوط ، حيث كانت الإستراحة الأولى عند الساعة 16H عصرا في مدينة كيهيدي، تعب و قيء، وصداع ، تقاسمتهم زينب مع بعض المسافرين من حولها .
وظلت الرحلة هكذا حتى وصلوا مدينة واد الناقة ،عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
اكتملت الرحلة مع بزوغ الصباح حيث وصلوا العاصمة عند الساعة الحادية عشر، وبينما والدة زينب في المطبخ ترتب وجبة الغداء، إذا بالسيدة زينب تقرع باب المنزل ...
عيشة بوب تنادي أبناءها : افتحوا الباب ،ألم تسمعوا رنين الجرس وقرع الباب .
زينب: تردد : افتحوا ،عثمان يقول: من بالباب ؟ زينب ترد : أنا إزيدن بيها كما ينادونها في المنزل ..
عثمان يصيح فرحا : ماما هذه إزيدن بيها
عيشة بوب والأبناء يتسابقون ،نحو الباب لشدة الفرح بعودة ابنتهم ...
عيشة بوب: بنيتي ،إياك ماريت كدر ،وعيناها تفيضان دمعاً ، لأن زوج زينب تم توقيفه بسبب اشبيكو منذ يومين ...
زينب: ماشاء الله، ماريت كدر، يغير كايلالكم عن الماهو في الغز ارجيل ...
عيشة بوب : إزيدن بيها ذاك نعرفوه
زينب: وازن اعليكم اتعودو انسيتوه! تتدخل أخت زينب الوسطى فاطمة: وتسأل زينب: كيف آش ؟
اللا عن لعلايات احملو الرجالة أكثر مما يتصورون ،الميدان وحده،كفيل بمعرفة الحقائق، أنا راتبي ضعف راتب سيدأعمر ثلاث مرات ومع ذلك لم أخفف عنه التكاليف، علاوة على مايوفره للأبناء، الذين معكم، يبعث لي أضعاف ذلك، ؤذكامل ماهو مزيلي ش !!!
إبراهيم: يتدخل، إزيدن بيها: اتصلنا بك منذ يومين لنخبرك بتوقيف سيدأحمد من طرف أحد الدائنين حيث تأخر عدة مرات عن سداد شهري،وكلما تأخر، كلما زادت الربوحات .
زينب: مسألة عادية، اشبيكو، أدركت أن هناك أمر ما ،لأنني لم أجده منذ ثلاثة أيام.
بعيد الإستراحة، والمرور بالحمام ،ذهبت زينب واخوتها لزيارة زوجها والاطمئنان على حياته،أمضت معه نصف ساعة، وخرجت إلى المنزل وكان المحامي زيدان قد أخبرها أنه سيطلق سراحه غدا بضمانات وقد حدث ذلك فعلاً.
أطلق سراح سيدأحمد وأصبحت زينب تخصص نصف راتبها لزوجها ليمنحها لصاحب اشبيكو طيلة العطلة الصفية .
خلال تحويلات المعلمين بداية السنة الدراسية كانت زينب في طليعة الصفحة الأولى من المحولين إلى نواكشوط وتزامنت مذكرات التحويل مع علاوة الطبشور.
تسلمت زينب مذكرة تحويلها إلى مدرسة آب ولد اخطور، بمقاطعة تيارت حيث تعمل ثلاثة أيام من الأسبوع.
ارتأت عليها صديقتها سهام الدخول معها في متجر لبيع المستعمل ، أو تفتح بجانبها في سوق المطلقات قرب سوق تيارت.
قبلت زينب بفتح متجر والتكاليف مجموعها 100000 أوقية قديمة 70000أوقية منها ملابس الكبار و قيمة 30000أوقية للصحون .
كما خصصت زينب غرفة من منزلها لتدريس التلاميذ ليلاً في أيام مداومتها .
مع مرور الشهور أصبحت زينب من أكبر موردات المستعمل حيث فتحت شبكات من المستعمل في عدة نقاط في تفرغ زينة وعرفات وتيارت ،دون أن تتخلى عن واجبها الوطني، بل وحتى عن الساعات الإضافية فقد غرس في مخيلتها أن الوقت من ذهب، وأن كل دقيقة تمر دون استغلال تولد ضعف وهزيمة .
ومن المفارقات أنها لم تدرس أطفالها في المدارس الخصوصية وقد تحسنت أحوالها المعيشية لأنهاوعت عن ظهر قلب مفهوم المدرسة الجمهورية و عملت به .
تحقق حلم الأم ، وأخذت زينب تجربة مريرة علمتها كيف تحول المصاعب إلى نجاحات ؟
محمد ولد سيدي كاتب صحفي.