تحتفل القارة السمراء بعيد ميلادها الستون وإنطلاقا من نظرية ابن خلدون في كتابه المقدمة فإن "ماما إفريقيا" دخلت مرحلة الشيخوخة التي لا يعقبها إلا الإنهيار بناءاً على تخطي طور العنفوان والقوة وقمة الخسارة أن تتاح الظروف دون أن تستغل كما يجب.
في 25مايو سنة 1963 تأسست منظمة الوحدة الإفريقية بأديس أبابا عاصمة الحبشة حينها لم يبق من دول القارة تحت نير الإستعمار إلا القليل .
عمل الأفارقة وبدعم من الأتحاد السوفيتي على إستقلال كل دول القارة وآخرها جنوب إفريقيا من نظام لابارتيد العنصري خلال تسعينيات القرن الماضي.
العيد لايعني تظاهرات تخلد، وخطب تلقى، العيد بمفهومه السياسي ينبغي أن يحمل طابع الوحدة والذاتية الخاصة المجسدة في الإنتماء والقوة و النفوذ والإستقلالية عن الآخر عن طريق التنازل عن المقدسات الذاتية من أجل المصلحة العليا الجامعة للأمة الإفريقية وفق المقاربة الأوروبية حيث ذابت الفوارق، وذابت العملات المحلية، واتحدت القوى المتعادية في برلمان واحد، وشعار واحد، وتأشرة واحدة رغم تعدد القوميات، واختلاف الألسن، والضغائن التاريخية.
أعتقد أن إفريقيا مازالت تعاني من قبضة التراث الإستعماري، ومالم تتحرر من العملاء فإنها ستبقى مرتعاً للقوى الإمبريالية العالمية.
فقد علمتنا التغيرات الجيو سياسية في القارة السمراء سواء في غرب القارة أو في شمالها ووسطها وشرقها وفي كل جهاتها أنه كلما حسب العالم أن دولة ما من القارة قد خطت خطوات في الحكم الرشيد فإذا بها تعود عشرات السنوات الضوئية إلى الخلف عن طريق إنقلاب عسكري لتبقى مشاكل كل دولة على حدة، خيط ناظم يجمع أطراف القارة من ضمن حلقاته المتعددة الفقر والتخلف والصراعات البينية والطبقية الهرمية .
إفريقيا في عيدها الستون، التزوير والمحسوبية واستغلال النفوذ والإنقلابات العسكرية ووأد التجارب المدنية في المهد والتدويل والتدخلات الأجنبية وزيادة الديون والفساد الإداري، والحروب الأهلية هذا غيظ من فيض عن ستينية إفريقيا.
محمد ولد سيدي كاتب صحفي