أظهرت نواميس الترشحات للإستحقاقات الإنتخابية المقبلة هزات إرتدادية طالت أقوى الأحزاب السياسية في موريتانيا وعلى الخصوص حزب الإنصاف أكبر الأحزاب السياسية الداعمة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في خطوة غير مسبوقة.
ولم يسلم حزب تواصل الذي يحظى بأكبر كتلة برلمانية معارضة من تصدع هو الآخر ،وقد تصاعد منذ أن أعلن المرشح - الرئيس الحالي- محمد ولد الشيخ
الغزواني عن برنامجه الإنتخابي في الأول من مارس سنة 2019 م إذ لوحظ مع مرور الوقت إنسحابات تلو الأخرى لأبرز رموز التيار الإسلامي .
وكان بيان القيادي البارز محمد جميل منصور قد أعلن في تدوينة " اصحور " عن توجهه إلى وجهة سياسية أخرى حسب المؤشرات فإن أقربها إليه هي الحزب الحاكم شأنه في ذلك شأن الناشطة التواصلية ذات الميول الشرائحية سعداني خيطور.
حزب التكتل هو الآخر لم يسلم من إتسونامي رحيل القيادات وآخرهم منى بنت الدي ولن تكون هي الأخيرة والحال نفسه مع جميل منصور وسعداني وبنت التقي.
حزب الإنصاف سيحافظ على الأغلبية المطلقة رغم حمى المغاضبين، بيد أن مرحلة جديدة بدأت معالمها تتشكل بعد إستحقاقات مايو 2023 م سواء على مستوى الجهاز الإداري أو على مستوى الخريطة السياسية، وفي الأخير يبقى الهدف الأسمى هو السلم الإجتماعي و تنمية تعكس تطلعات المواطن الموريتاني حتى تقف قوافل المهاجرين إلى الفردوس الغربي...
ومهما يكن يبقى شغل المواطن هو البحث عن من سيوصله إلى عيش أفضل وحياة كريمة تعكسها برامج بناءة وخطط واضحة الخطوات سريعة المعطى على غرار غيث قرية بلواخ طالما أن الأرض أعطت كنوزا قل شكلها في أي بلد آخر.
تداعيات ترشحات الأحزاب الكبرى، وغيرها، أعطت صورة عامة تشاركية مفادها أن العقيدة السياسية نسبية ولم تتبلور بعد في أي حزب، كما أعطت صورة أخرى، أن من يتصور أنهم مشعل فكري ناصع ، لم يأخذوا العبرة من أخطاء المدارس السياسية في العالم العربي، إذ متى كانت الشرائحية مقياسا للتوازن ومشاريع البناء المؤسساتي، حيث مضمون " شوفات " القيادي جميل منصور في تدوينة اصحور اليوم؟
في الأخير يبقى جميل منصور شخصية وطنية ومدرسة فكرية من خيرة ما أنجبت هذه الربوع وأينما حل لابد أن يميل الكفة لصالح تلك الوجهة.
محمد ولد سيدي كاتب صحفي