إن ماعرف في الأوساط السياسية ب....المغاضبون، ظاهرة سياسية موسمية تكثر أساساً في الفترات الإنتخابية،
"فالمغاضب" عليه أن يفهم القيم الديمقراطية التي تقوم على مبدأ الإنصاف فالمنصب أيا كان نوعه، بيد المؤسسة التي تضم الحزب والدولة معاً ،ومهما طال الزمن أو قصر فإن مؤسسة الحزب، التي تمثل الجهاز التنفيذي للحاضنة الكبرى هي المخول الأول والأخير في تعيين فلان، وازاحة فلان لإعتبار معينة أساسها التوازن والإنصاف والموضوعية،من هذا المنطلق، فلئن كان للجانب الديمغرافي من مكانة في ميزان الشعبية، فإن للعدالة "مكانة "أخرى لإنصاف الأقليات الأقل حظاًّ طالما أن الدولة هي الكيان الجامع لكل أبناء المجتمع، لذا فإختيار أفراد لتمثيل أحياز معينة لا يعني عقوبة بقدرما مايعني حسن النوايا في تقدير كافة الأفراد بصرف النظر عن مكانتهم الإجتماعية أو ثقلهم المادي والمعنوي، الدولة إذن أشمل وأقوى والتمرد على خيارات الحزب الحاكم هو تمرد سلبي وعواقبه وخيمة على الأفراد والدوائر الصغرى من بلديات ومقاطعات وقرى.
على المغاضب أن يغالب نفسه، ويستدرك المعارف التي تحث على التماسك والتكافل وتوطيد العلائق المجتمعية فهل من المعقول مثلاً، أن يظل فلان نائبا عن دائرةكذا، أو وزيرا، أو عمدة حتى يوارى التراب، أم أن المنصب كالعرش، يتوارثه الأفراد جيلاً عن جيل؟
قال صل الله عليه وسلم:
<<لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه >>
رواه البخاري.
الإنصاف ،يعني بالدارجة الحسانية وكل اللغات الوطنية، زين الشرك، والحد من الغبن، فلنفهم معنى الإنصاف ولنكمل مسيرة التماسك والتعاضد في فترة تتطلب أن لا يكون هناك أي نوع من التباغض والتفرقة.
كاتب صحفي ورئيس جمعية التضامن لمحاربة التطرف واستغلال الأطفال.