الحقيقة أن التجربة الديمقراطية لم تنضج بعد ومازالت قيد التشكل والسبب أنها لم تكن من إنتاج قاعدي وهذا هو لب المشكلة وأساس التعثر.
ومع مرور الأيام والسنين يتلاشى الغشاء شيئًا فشيئا، وبالتالي تصبح الصورة أكثر وضوحا لدى المراقب العادي،لذا الحزبية هنا مجرد شعار.
الغاية تبرر الوسيلة هي ديدن أشباه النخبة، ولا نخص المعارض من الموالي، فالكل يصب في دائرة واحدة، المصلحة الذاتية والذاتية فقط هي الغاية والهدف الأسمى، لذا غابت مشاريع الإبهار عن التنفيذ، وغاب تنفيذ التعليمات السامية، لأن مبدأ العقوبة والمكافأة غاب هو الآخر.
إن المسارات العالمية والتموجات الإقليمية الصعبة والخطيرة أحيانا تحتاج الى نهج مغاير للنهوج المتبعة في وقت تتلاقح فيه المشاكل الإقتصادية والإجتماعية وتتعدد، داخلياً، وما إن كاد صفير فضيحة مقتل الشهيد الصوفي ولد الشين يخمد حتى ظهرت عملية السلفيين المأساوية وهي الأخرى في مرفق حكومي ،وهو ما يثير إلى العجب، هذا إذا أخذنا في الإعتبار موجات الشباب المهاجرين من حملة الشهادات والعمال،البسطاء، إن الحياة صعبة جدا فلا شركة التموين سيطرت على الأسعار، ولا وزارة الزراعة حققت الإكتفاء الذاتي للتخفيف من معاناة المواطن البسيط ليبقى سيناريو الملهاة في فلسفة المبادرات والأحلاف القبلية هو المادة الدسمة وكأننا نشاهد تنفيذ برنامجا آخر حذف منه تنفيذ 10000آلاف وحدة سكنية والجسور و السكك الحديدية والصرف الصحي والمدن الذكية و مضاعفة الأجور و تحقيق الإكتفاء الذاتي والتقارب بين المكونات الإجتماعية والقضاء على الفساد والمفسدين.
لقد حل البرلمان وسط أجواء مشحونة بالحزن يتخللها غليان شعبي بعد وفاة الحقوقي الصوفي ولد الشين وعودة الحركة السلفية الجهادية إلى الظهور وتداعيات حرب روسيا وأوكرانيا ناهيك عن معاناة الدول المغاربية وخلافاتها، البينية، مع أوروبا، ومع نفسها،وقضايا التطبيع والهجرة الشائكة،ماذا ينتظرنا، في قادم السنوات، وما ذا ننتظر من الحكومات القادمة؟ فلا الذهب أغنانا ولا السمك والحديد والضرائب والمساعدات الدولية أراحونا من زيادة المديونية؟
فهل سيحقق الغاز ماعجز عنه النفط والمناجم الأخرى؟
إننا نحتاج إلى مقاربة أكثر عطاءا من مقاربات النهوج ،وبالتالي فالمستقبل قاتم جدا، ولن يحقق الغاز نهضة شاملة إلا بالمقاربات التي تجاوزت بها دول نكباتها الصعبة والخطيرة سواء في المحيط الإقليمي أو الدولي.
محمد ولد سيدي كاتب صحفي