قراءة في المشهد العالمي ،عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران وتراجع النفوذ الفرنسي في إفريقيا..

سبت, 03/11/2023 - 12:25

أبرز التحديات التي تواجه الغرب ،تصاعد النفوذ الصيني في الشرق الأوسط، وتنامي الوجود الروسي، في إفريقيا فبينما تنشغل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في التضييق على روسيا على ضوء حربها على أوكرانيا ، توالت النكسات الدبلوماسية وتراجع النمو الأقتصادي في داخل حلف الناتو، إلى درجة التصدع وصعود اليمين المتطرف مما يهدد القطب العسكري والأقتصادي داخل الأتحاد الأوروبي حيث تشهد كبريات الدول الأوروبية سلسلة أزمات إقتصادية وسياسية واجتماعية ففي ألمانيا كادت البلاد تعود الى عهد الإنقلابات مثلما هو الحال في إفريقيا أما في بريطانيا فإن الخروج من لبريكسيست ألقى بظلاله على المشهد العام إذ مازالت حكومة الإمبراطورية التي تغيب عنها الشمس تعاني أسوأ الفترات خلال تاريخ بريطانيا الحديث ،تخبط واستقالات وإقالات وإنتخابات بين الفينة والأخرى.
لقد تفاجأ العالم من عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران عن طريق الخارجية الصينية وهو شكل صفعة قوية للولايات المتحدة الأمريكية وشركائها، وهذا يدل على قوة الصين ومدى تأثيرها في الساحة الدولية، فطي الخلافات البينية بين السعودية وإيران يعني ارتفاع حظوظ السلام في الأزمة اليمنية وتراجع حدة التطبيع ويعزز رسم ملامح النظام العالمي الجديدة، عن طريق قطب إقتصادي ثالث من ضمن أركانه روسيا والبرازيل وتركيا وجنوب إفريقيا والهند ودول آسيوية أخرى.
لقد خابت آمال الولايات المتحدة الأمريكية عندما حسبت أن دول الخليج والمملكة العربية السعودية خاصة ستغرق أسواق العالم بالنفط لتعويض النقص من الحاد جراء العقوبات على روسيا واليوم يشكل عودة العلاقات الدبلوماسية بين أقوى بلدين في الخليج العربي المملكة العربية السعودية وإيران ضربة موجعة لم يحسب لها حسابها في موازين السياسة الأمريكية، بالمقابل وبينما تشهد فرنسا مظاهرات مناوئة لقانون زيادة سن التقاعد يتراجع النفوذ الفرنسي بشكل متسارع في إفريقيا وأصبحت المظاهرات من الكونغو إلى الكاميرون تحمل الأعلام الروسية هذا إذا أخذنا في الإعتبار طرد الجنود والدبلوماسيبن الفرنسيين في كل من مالي وبوركينا فاسو وجمهورية إفريقيا الوسطى مع نفوذ متنامي لقوات فانغير الروسية وفوز الشركات الصينية بمعظم المشاريع التنموية في إفريقيا دون أن ننسى المكانة التي تحظى بها الهند وتركيا في السوق الإفريقية.
لقد شهد العالم اليوم مقولة نابليون بونابرت،الشهيرة:
الصين مارد نائم، وياويل للعالم منه إذا فاق ،ويبدو أن المارد الصيني قد فاق ،فامتد في كل بقاع العالم من الشرق الأوسط، و آسيا عموما إلى إفريقيا ودول أمريكا اللاتينية.
محمد ولد سيدي كاتب صحفي