عندما تكون "الدراعة " موضة !!

ثلاثاء, 12/20/2022 - 16:25

توطئة،،
الإقبال على البشت الخليجي في نهائي كأس العالم، فرض علينا إعادة نشر هذا المقال الذي كتب في 8/5/2019 في عز المطالبة بمأمورية ثالثة.
المقال:
عندما تكون الدراعة موضة، "نكون "، ولكن ، متى ، وكيف ، ولماذا لا تكون الدراعة موضة الى هذه اللحظة التاريخية الفارقة من مسيرتنا الوجودية ؟
لا تجادلوننا في الكينونة لأن كينونتنا لا نقاش فيها ك "شعب "ضارب في القدم و ك "وطن" ، كامل السيادة ...
عندما تكون الدراعة موضة عالمية،ستنتقل الثقافة الموريتانية في الفن ، وفي الأذواق، و في الزي الى أصقاع العالم، وينقلها المهاجرون، والسياح من بلد إلى آخر، وستغزو المسلسلات الموريتانية، و ادراما الموريتانية دور الإنتاج السينمائي، وستكون ادراما الموريتانية أيضا منافسة لأقوى ادراما العربية، والدولية في العالم ، وعندما تكون الدراعة موضة سيتسمى أطفال المشرق من العرب والعجم ب" ول أحمد، و منت المصطفى، و ول امبارك، كما تسمى أطفالنا بالمشاهير من القادة و الممثلين السينمائيين فيصل، و صدام، و القذافي، و بشار، والخميني، ولطفي، و هالة، و وهبة، و يسرا، وسعدون، و مراد و صباح وهدى و ميسي و صلاح ...
وعندما تكون الدراعة موضة، سيرد الإعتبار للمدرسة الجمهورية، و يذوب الخطاب الشرائحي ، وتختفي عبارات الغبن، و الإقصاء، والتهميش ، وعندما تكون الدراعة موضة، سنكون الأقوى في شبه المنطقة إقتصاديا، وعسكريا، و أمنيا، وعندما تكون الدراعة موضة، سيكون لنا فائضا من الحبوب و مخزونا من المحاصيل الزراعيةمعدًّا خصيصا للأزمات الطارئة ، عندما تكون الدراعة موضة ، سيلبسها مشاهير الفن في مهرجانات العروض الدولية الكبرى في "مهرجان "cannes " كان "الفرنسية "و هوليوود و القاهرة و نيودلهي و مومباي ، وعندما تكون الدراعة موضة ، ستصبح الوجبات الغذائية الموريتانية من كسكس " المصمر " و العيش الميدوم ، وهاكو ، وعيش تغيَ ، و ازريك الموريتاني في فنادق الخمس نجوم ب دبي و برلين و باريس والدار البيضاء و القيروان، ونويورك و شيكاغو وبيجين و أبوجا و أبدجان وسيدني ...
وعندما تكون الدراعة موضة سنستغني عن البهارات المالية ، وصبلت. مالي ، واسباغت مالي ،و احرور مالي، و كسكس المغرب، والمنتجات الفلاحية المغربية، و الكباب المصري، واسباكيت إيطاليا ، وعندما تكون الدراعة موضة سنكون المنطقة الأكثر جذبا للسياحة، و الإستثمارات الدولية، ولكن، متى ، وكيف، ولماذا لا تكون الدراعة الموريتانية موضة...؟ " لن تكون الدراعة الموريتانية موضة لأن المناخ والممحاكات السياسية المتتالية لم توصل للأهداف النبيلة التي تمكن من خلق آلية شاملة للبناء والتطوير تتخطى المحيط والوطن الى درجة الريادة بقوة فرض الذات دوليا عن طريق إحداث نهضة شمولية يمكن أن تحدث نقلة نوعية في شتى المجالات بما فيها الفن والإبداع وجذب الآخر بقوة الفعل المؤسساتوي النقي من الشوائب المعيقة التي طالما شكلت عقبة كأداء ظلت حجر عثر أمام التقدم و الرقي والرخاء رغم وجود أسس داعمة، معادن، و أراضي زراعية، و ثروات بحرية هائلة، و متنوعة ، سمك ، نفط، غاز...
إن الموقع الإستراتيجي ل موريتانيا يخولها أن تتبوأ مكانة رائدة في العالمين العربي والإسلامي، كما هي الجسر الرابط بين حضارتين إلا أن سلالم هذا الجسر تحتاج لأعمدة قابلة لتحدي الصدأ و مقارعة الأميبا السياسوية المتوحشة الصامدة في وجه أي محاولة اصلاحاوية يمكن أن تهدد مصالحها الذاتية و تنجم عن تحديث منقطع النظير في كلما له علاقة بحياة الإنسان الموريتاني المتعطش الى النماء والبناء و الرفاهية والتألق في منظومة التطور والتقدم على الصعيد الدولي ، ولكي يتحقق الحلم، فإن الدراعة لما تكن موضة بعد بقدرما ستبقى زيا شعبيا مطرزا يحمل بصمة شعب معين أو مكونة معينة تعيش على رقعة فسيحة تمتد من حدود مالي شرقا الى حدود الجزائر شمالا مرورا بشواطئ المحيط و سهول شمامة الى الجنوب و الجنوب الغربي ...
عندما تصبح الدراعة موضة، سيصبح الرقص الموريتاني موضة في الأفراح في مكسيكو أو الإسكندرية أو اسطنبول أو بيروت أو نيروبي، عندما تكون الدراعة موضة، سينشد الفنان الموريتاني في العرس الكروي الدولي في الدوحة أو مونتريال، عندما تكون الدراعة موضة، سنتعالج بالمنتوج المحلي من الأدوية، وسنصنع كل حاجياتنا من الأثاث المنزلي، و أدوات البناء، وعندما تكون الدراعة موضة، ستبلغ نسبة الأمية مراتب متدنية في صفوف المواطنين، وعندما تكون الدراعة موضة، سنصنع السيارات، وأجهزة الحاسوب، والهواتف الذكية، عندما تكون الدراعة موضة نكون، مجتمعا قويا متراصا يتكلم لغة واحدة للتواصل كما له ديانة واحدة، عندما تكون الدراعة موضة، نكون أكثر "كينونة " من أي وقت مضى.
المدير الناشر لموقع اركيز انفو