لعلكم تعلمون!!

جمعة, 12/09/2022 - 11:20

للذين ينشدون التغيير بالإنقلابات، الإنقلابات لا تقدم، ولا تأتي بالحلول السحرية للمشكلات المستعصية البسيطةعلى الحلول إن وجدت الإرادة، رغم أن الأرض أعطت ومازالت تعطي، والبحر أكثر في العطاء، بيد أن حكومات الإنقلابات العسكرية وقعت كلها في نفس الأخطاء التي تسببت في الإنقلابات محاولة كلها التستر على الواقع المزري في زمن الكشف عن المحجوزات والمستورات والوعي المجتمعي العام في أصقاع المعمورة ،فما كان بالأمس، لم يكن مقبولاً اليوم، وبالتالي لم يعد الإعلام العمومي هو وسيلة التبليغ عن المعلومة وحده فحسب ليس في موريتانيا وحدها بل في جميع البلدان،وكل حدث صغيرا كان أو كبيرا قابلا لتغيير الموازين كما هو الحال مع مظاهرات الربيع العربي، و الطالبة الإيرانية التي لم تندمل جراحها بعد ناهيك عن قانون السير خلال العشرية الفارطة والمظاهرات التي صاحبته.
لقد فرضت الحضارة بثوراتها العلمية والتوسعية وعي الأفراد ومعرفتهم بمالهم وماعليهم من حقوق وواجبات والشعوب التي تصالحت مع ذاتها تسلقت مدارج التقدم،فماذا ينقص شعب يمتلك كل عوامل التنمية، كالإستقرار، والثروات الطبيعية، ووحدة الديانة والمذهب؟
من الأخطاء نتعلم، و أمم الإنقلابات لما تتعلم من سيرورة الأحداث، فكلما جاءت أمة تلعن أختها، فتتخذ من نهج النهج وسيلة للشرعية الداخلية ،وبما أن المال هو عصب الحياة، ورئة الشعوب، وعمود البناء، أول خرجة للرأي العام لحكومات الإنقلابات تقول:
الخزينة خاوية على عروشها ، عندها تجد الملهاة وتبرير الإنقلابات للرأي العام، ثم تبث بنكاً من الوعود البراقة من قبيل محاربة الفساد والمفسدين واستعادة الأموال المنهوبة ،وبما أن الكتاب يقرأ بعنوانه فإن تشكيلات الأجهزة الإدارية تكفى لخفض مؤشر التغيير المنشود.
العالم يتغير، ويجب أن نتغير معه قبل أن يغير فرسان المأمورية الثالثة، وقادة قوافل أغنية الكتاب سيرهم اضطراريا، إنهم يؤيدون بسرعة، ويكلبتون أسرع من ذلك ،فلا يغرنكم كرنفالاتهم في الليل والنهار...فالعدل يغني ،وسلاح واقي،و آثاره لا تحصى ولا تعد،وقديما قيل العدل أساس الملك...
لعلكم تعلمون، مصير ولد عبدالعزيز ومعاوية، وسيدي ولد الشيخ عبدالله رحمه الله وموقف أصحاب الكرنفالات منهم حين برك لهم الزمان جماله...
محمد ولد سيدي ح2من صور من الجمهورية..