موريتانيا ورحلة البحث عن " التمانوكت " رأي حر

اثنين, 12/05/2022 - 11:48

دأب أساطين عشرينية معاوية على شروح خطاباته لأطراف المدن المنسية و سكان القرى والأرياف الذين يعانون من ندرة الخدمات الأساسية، وإذا وجدت فإنها تكون رديئة، إنهم مازالوا يرددون نفس الحكاية مع كل رئيس، ولا أدري لماذا يسلك كل رئيس نفس الطريق المشواك، ولماذا لا يسلك الطريق الذي حول الرمال المتحركة، والبحار إلى أبراج وفنادق ثلجية في مناخات درجات الحرارة تصل فيها إلى فوق 45 درجة؟
من طرائف المنتصرين لجيوبهم، أن سيطرة فرسان التغيير خلال 48ساعة سنة 2003م خرجوا في مسيرات تلوح بالتأييد، لهم، ولما أفل نجم الإنقلابيين، ودمروا دبابة دبابة ،وسجن من سجن، وهرب من هرب، عادوا مرة أخرى في مظاهرة لرئيس الإجماع حينها معاوية الذي كبر أربعاًعلى جنازة الإنقلاب.
نفس السيناريو تكرر مع إنقلاب اعل ولد محمد فال وأضرابه، وعزيز الذي أجهض أول تجربة ديمقراطية حقيقية، وطالبه المنتصرين لجيوبهم بتحويل البلاد إلى مملكة بعد أن غير العلم والنشيد .
السؤال المطروح:
إلى متى ورحلة البحث عن" التمانوكت" غير مسلوكة الخطوط بينما سلكها قادة شباب ملوك وأمراء وعساكر في الخليج ورواندا وفنزويلا وكوبا رغم أن أرض موريتانيا أعطى بحرها وصحاريها وسهولها وواحاتها؟
مرة أخرى فلسفة المبادرات والأحلاف القبلية تكريس للرجعية ووجع إجتماعي لا ينجم عنه إلا الغبن والإقصاء ،طريق القضاء على الغبن وزيادة المديونية هو بفريق غيور على المصلحة العامة أكثر من المصالح الخاصة.
إثيوبيا الحبيسة التي كانت مضرب المثل في المجاعة أصبحت تصدر الطاقة وتنتج ملايين الأطنان من القمح بينما لم يستغل من نصف مليون هكتار في موريتانيا التي تطل على نهر ومحيط إلا أقل من 1/3من المساحات الصالحة للزراعة ولو ألقينا نظرة بسيطة على الجانب الإجتماعي لوجدنا الإختلالات تتسع أكثر سواء نظرنا في المناسبات السياسية أو في توزيع الثروة في المناصب أو على مستوى الجهات والتجمعات السكانية ...
رحلة البحث عن" التمانوكت " مازالت بعيدة المنال ولما تأخذ مدرج الطيران بعد وسط أجواء ملبدة بالأزمات الأقتصادية والسياسية عالميا من حرب روسيا وأوكرانيا إلى تداعيات جائحة كوفيد ناهيك عن التوتر المتصاعد بين الجزائر والمغرب فضلا عن الأوضاع الغير مستقرة في دول الساحل الإفريقي حيث الصراعات ومنافسة الكبار على النفوذ والجريمة المنظمة...
طريق البحث عن التمانوكت شائك وأحرش من احراش التسيير خلال العشرية والعشرينية وغيرها...
الوطن للجميع، كما منحنا أغلى مايملك، يجب أن نمنحه أكثر بالوفاء والغيرة والدفاع عنه بالغالي والنفيس....أولى لبنات رافعات البناء والإصلاح هي الإستقرار وبالتالي يجب أن يستغل الإستغلال الأنجع فقد ضيع الليبيون فرصة الإستقرار وكذلك العراق وسوريا لذا تعزيز الإستقلال بالمشاريع العملاقة والتقارب بين المكونات الإجتماعية يساعد على السلم الأهلي .