
نشكر كل من قدم لنا واجب العزاء سواء بالحضور في صلاة الجنازة والمشاركة في مراسم الدفن أو بصادق الشعور من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
اللهم جازيهم عنا خير الجزاء وأن لا يريهم أي مكروه في ذويهم إن المصاب في فقدان المرحومة السالمة بنت الطلبه الملقبة"الشامة" كان جللا والألم كبيرا .
بفضل الله ثم بفضل ما قدمتموه لنا من تعازيكم الحارة ومواساتكم الحسنة ودعواتكم الصادقة واسترحامكم الجميل وشعوركم النبيل لطيب ذكراها خفف عنا و عن جميع أقاربها الشيء الكثير وهذا يدل على طيب أصلكم وصادق شعوركم نسأل الله أن يبعد عنكم كل مكروه و أن يجازيكم عنا وعنها خير الجزاء وأن يجعل كل ما بذلتموه من أجلنا في ميزان حسناتكم جميعا كما نسأل الله عز وجل أن يتغمد فقيدتنا بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جناته ويجعل قبرها روضة من رياض الجنة إنه على كل شيء قدير.
لقد عجزنا أن نعبر عما تستحقونه من الثناء والإجلال والتقدير والعرفان ولكن لا نملك إلا أن نستبيحكم العذر في التقصير وأقول للجميع شكر الله سعيكم وأعظم أجركم وجزاكم الله عنا خير الجزاء .
لقد كانت مسيرة العلاج شاقة وطويلة على مدى سنة بالتمام والكمال، بدايتها، ونهايتها في الداخل، وبحرها في الخارج ،كنتم جميعاً،الحاضر بالدعاء والاطمئنان والمساندة ماديا ومعنويا، شيباً وشباباً ،اقارب وأصدقاء ، ولكن، إرادة الله لابد أن تتحقق في آخر المطاف إنطلاقا من قوله تعالى:
و لا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)القصص/88.
تلك الإرادة التي نشاهدها حسب فواصل الزمن ليلا ونهارا دون أن نقص أو زيادة في عمر ملك أو راع أو جنرال أو رجل أعمال أو فقير، أو بنت أو شاب ،أو قوي أو ضعيف ... إنما نحن أرواح مؤجلة، و كل لحظة تمر نسير نحو نهاية الأجل قال تعالى:
(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) سورة الرحمن الآيات 26/ 27 .
كانت التلاوة جزء من حياة الراحلة، وآخر كلمات تفوهت بها هي الذكر، تعطي في الخفاء، قل من يعرف وجهها، يحول الحول دون أن تخرج من منزل أهلها ، اللهم صلة للرحم أو معاودة لمريض،لا تبالي بتفاهات الأشياء التي غالباً ما تتسبب في فراق ...
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وحفظنا وإياكم من كل مكروه، وجمعنا و الراحلة السالمة بنت الطلبه في رياض الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
كتبه عن أسرة الفقيدة ، محمد ولد سيدي