الدكتور عبدالله السيد يكتب - هل فاتت فرصة إصلاح التعليم؟؟؟

سبت, 10/22/2022 - 23:45

بنيات الدول وقطاعتها الخدمية شبيهة بجسم الإنسان في تعرضها للمرض، وقابلتيها للعلاج منه، أو تحكمه فيها بصورة تجعل استئصاله أمرا صعبا، وقد يؤدي بها إلى الهلاك.
ومن وجهة نظري المتواضعة لا أرى إصلاح تعليمنا ممكنا إلا باتباع الخطوات الموجعة التالية:
- فرض نظام دوامين في اليوم؛ بينهما توقف لا يقل عن ساعة ونصف.
- احترام التوقيت (تسعة أشهر في السنة وسبع ساعات في ستة أيام من الأسبوع).
- فصل القطاع العام عن القطاع الخاص فصلا كاملا، وتخيير المعلمين والأساتذة الذين يزاوجون بينهما باختيار واحد منهما، وتحسين ظروف معلمي القطاع العام.
- فرض سياسة تجميع؛ تغلق أي مدرسة عمومية لا تتوفر فيها الشروط، وتحول تلاميذها إلى تجمعات فيها السكن والإعاشة.
- تغيير أنظمة التكوين في مدارس تكوين المعلمين والأساتذة؛ لتكون تربصا غايته إتقان برامج المرحلة المراد التدريس فيها، وكيفية إعداد الدرس وإلقائه، والتعامل مع نفسيات التلاميذ وخصوصياتهم.
- اعتماد أسلوب جديد لتأليف الكتاب المدرسي، أو الرجوع إلى الأسلوب القديم (اعتماد الكتاب السنغالي في الفرنسية وأحد الكتب المغاربية في العربية)، ويمكن إدراج القضايا المحلية في مذكرة إضافية.
- توفير الكفالات المدرسية في التجمعات القروية والمناطق الفقيرة؛ بحيث توفر المعيشة والسكن والرعاية الطبية والملابس للأطفال المحتاجين.
لكن معظم هذه الخطوات لها تبعات مالية كبيرة؛ قد تمس شروط الجهات المانحة، وترتبط كذلك بمصالح أفراد المجتمع، وقد يتطلب البت فيها إجماعا وطنيا بين الأحزاب، ومنظمات المجتمع المدني، ونقابات المعلمين والأساتذة، وروابط أولياء الأمور، وممثلي القطاع الخاص، ورجال الأعمال...
وكل سلطة سياسية تشرع في تنفيذ خطوة واحدة منها قد يؤدي بها ذلك إلى تضرر شعبيتها، واستقواء خصومها بضحايا إصلاحها؛ لذلك يستمر القطاع في تآكله، وضعفه... وطبعا فإن الأعمار بيد الله، رضينا بقضائه وقدره، ونتوب إليه من أي فهم قد يرتبط بسوء الظن بالنظام الديمقراطي.