رسالة " مؤثرة " من مفتش تعليم الى فخامة رئيس الجمهورية قبل افتتاح السنة الدراسية..كشف للمستور وبذرة للإصلاح

أربعاء, 09/28/2022 - 09:16

بلغني أنكم ستلتقون غدا خريجي مدارس تكوين المعلمين والمدرسة العليا للتعليم، وهي خطوة رمزية تنبئ عن اهتمام واعتبار للتعليم وحاملي رسالته، وقد رأيت من الواجب أن أطلعكم على بعض الحقائق التي أعلم أن أعداء الإصلاح وإن تشدقوا به يعملون جاهدين على حجبها ووصفها بالتنظير الطوباوي التعجيزي.
الحقيقة الأولى: أن التعليم يحتاج إلى موارد ضخمة لا تفي الميزانية المخصصة للتعليم حاليا بثلثها؛ فالتعليم يشغل ثلثي موظفي الدولة وهو الخدمة التي يحتاجها كل بيت في المدن والقرى والأرياف وذلك ما يتطلب بنى تحتية ومصادر بشرية ناقصة أشد النقص. لذا نقترح عليكم تخصيص ثلث زيادة الميزانية لهذه السنة للتعليم.
الحقيقة الثانية أنه ما لم تصر وظيفة المدرس والمؤطر التربوي تكفل لصاحبها العيش الكريم فكل حديث عن الإصلاح شبيه بالحديث عن ثمار أرض لم تزرع ولم ترو. لذلك أقترح عليكم مراجعة جذرية غير تقليدية لأجور عمال التعليم وتأمين السكن لهم.
الحقيقة الثالثة أنه آن الأوان أن تكون التعيبنات في الوظائف العليا مركزيا وجهويا على أساس الأمانة والكفاءة وحسن الأداء. لذا أقترح عليكم إحداث تغييرات واسعة على مستوى إدارات التعليم بما ينقي القطاع أويقلل من منسوب الفساد فيه.
الحقيقة الرابعة أنه لا مناص من الصرامة في تطبيق القانون على المقصرين في تأدية مهامهم دون تميبز ولا تعسف ولا شطط.
هذه الأمور الأربعة متلازمة وهي بوابات الإصلاح وما سواها مجرد تمويه واستغفال.
فخامة الرئيس هل تعلمون أن مفتشي التعليم لم يستفيدوا إلى اليوم من زيادة علاوة التأطير ووردت في بيان سياسة حكومة معالي الوزير الأول لهذه السنة وأعلن عنها وزير المالية في مؤتمر صحفي؟
وهل تعلمون أن مفتشي التعليم الثانوي وهم قمة الهرم التعليمي ما زالوا محرومين من كثير من العلاوات التي يتمتع بها نظراؤهم في قطاعات وأسلاك أخرى فمتى تنظرون إليهم بعين الإنصاف مع العلم أنهم فئة قليلة محورية الدور؟
دمتم على خير حال في الدنيا والآخرة.
محمدن الرباني