يجب أن نستغل الإستقرار!!

اثنين, 08/22/2022 - 23:35

لا يعني الغيرة من مستوى جودة الخدمات الأساسية، والبنى الراقية في الدول الشقيقة والصديقة، القريبة والبعيدة، معارضة للنظام القائم، فأي نظام قابل للنقد، الموضوعي، كما هو قابل لزيادة رصيده من الناخبين، المخلصين، حق الإخلاص، للوطن، وليس" للقائد " لدواعي ذاتية، لأن الذاتية " الأنانية " هي المعضلة الكأداء لأي قطر أو كيان...
ليس كل ناخب أعمى البصر،ولا يتعقل مايدور في العالم من حوله، ليقلد تقليد الأعمى، أبي موالي، أنا سأكون مواليا، أبي معارض ،أنا سأكون معارضا شيخ القبيلة موالي، إذن أنا حيثما ولى شيخ القبيلة وجهه...
أعتقد أن عصر مابعد الحداثة، عصر التحرر من الموروث المقيد للحرية، وكل إنسان لديه شعور وإحساس، ويتعمق هذا الإحساس، كلما سل فرد ما وطية شور الخارج...فيزداد الألم، وتشتد الحسرة، بداية من:
نوعية الطرق المعبدة ،ثم نمط وسائل النقل، السكك الحديدية، الحافلات الكبرى، القطارات السريعة، الصرف الصحي...الفنادق، الأسواق، الجسور، أماكن الترفيه...احترام الطابور، زرع القيم النبيلة، واحترامها...
أن تكون محافظة، من محافظات الدولة المزورة أجمل من عاصمة بلدك، في بلد فقيرة أرضه، لا شك أنك ستندم على أصواتك التي منحت لأقوام كبلهم العجز، وقيدتهم الإرادة، وخانتهم الكفاءات، وروافد الأطقم...
أنى ازدهر بلد ما، كان عامل الإخلاص، أعلى، وأنى كان لنكبات التقدم من تغلغل في الوسط الإجتماعي، كالفقر والجهل والفساد والقبلية، كانت النخبة أكثر فشلاً...والبلد أكثر عرضة للإنهيار، والأطماع الخارجية في عصر الفتن والفوضى الخلاقة....
ذات عهدة، وقع توتر على الحدود الموريتانية المغربية بسبب غلق جبهة البوليزاريو معبر الكركارات، فأصبح سعر الطماطم أغلى من الياقوت في بلد 1/4من محافظاته محافظات زراعية بإمتياز، ونتكلم هنا عن ولايات ضفاف نهر السنغال من موريتانيا، اترارزة ولبراكنة وكوكول وكيديماغا بطول 600كلم، وأصبحت وجبة الأرز المفضلة بلا بهارات من الخضروات تغطي عنها لون اللبن والسكر، (مارو لبيظ)، ولما وضعت الأزمة أوزارها، تدفقت الخضروات المغربية نحو موريتانيا ودول جنوب الصحراء كما تتدفق شوارع نواكشوط وكيهيدي وروصو وانبيكة وأكجوجت من سيول الأمطار نظرا لغياب الصرف الصحي، وعند مجيء،كل حكومة، تتضاعف ميزانية وزارة الزراعة والتنمية الحيوانية، من الإستقلال الى يومنا هذا دون أن يستطيع نظام من عشرات الأنظمة أن يحقق الإكتفاء الذاتي أو يشيد ميترو أو يقيم شبكات للصرف الصحي لتواصل التركة الثقيلة مسارها بأسلوب بدائي شفط المياه عن طريق سيتيرنات في عصر الأقتصاد الرقمي وتشييد المدن الذكية والسباق نحو المجرات السماوية والبحث عن حياة بديلة...
في هذه الخريطة، يجتمع شعب من مكونات عدة، وعقيدته واحدة، في حوزة ترابية ثرية، منحته الجغرافيا كل شيء، ليكون من أكثر شعوب المنطقة تقدما ورقيا، ولكن، غياب الإنصاف، وتنامي فلسفة الأنا،أبقى البلاد في مؤخرة البلدان المغاربية ودول غرب إفريقيا التي كانت يوما من الأيام ضمن فلك مجموعة الأكواس ...
مرة، ومرات أخرى، الإستقرار " إزبي " إذا لم يستثمر الإستثمار الأفضل، فقد تحطمت ليبيا، لأن أيام الهدوء والسكينة مدة طويلة من الزمن لم يستغلها الرئيس الراحل معمر القذافي للإستثمار في البشر والحجر.
ومنطقة الساحل الإفريقي البركان الملتهب دول لاتملك إرادتها، فوضى وحروب، وتدويل ومربض لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى فرنسا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية ثم الصين وتركيا...
وهذه الشعوب تتداخل إثنياتها فيما بينها، وهي بؤر جاذبة للمكاره بسبب الصراعات الفئوية والغبن والفساد الإداري...ولكي يبقى الوطن الموريتاني، نقياًّ من " إيبولات " التخريب، يجب على النظام الحاكم، ومن يدور في فلكه، استخلاص العبر من دول شبه المنطقة الغارقة في النزاعات البينية، من جهة، ومن جهة أخرى، تطهير الإدارة من بالونات الفساد عندها يمكن أن نساير قطار الإشعاع والتقدم وإلا فإن مستقبل بلاد شنقيط عرضة لجبال من المشاكل الجيو إقتصادية واجتماعية والثقافية ،فحين يصبح المفسد ضمن قائمة المترشحين في الإنتخابات المحلية، يعني ذلك أن البلد يكتوي بمعوقات التنمية...حين تتجسد الإرادة، يكون النجاح في أية منطقة من العالم في فترة وجيزة أو متوسطة كما هو الحال في البرازيل وسنغفورة وماليزيا ورواندا وتركيا...
يجب أن نستغل الإستقرار ف....ضياع السنوات والعقود، ك....ضياع الأمطار المتدفقة من الهضاب دون حجبها واستغلالها...
محمد ولد سيدي- نابل..تونس