أبعاد الصورة والصوت في ليلة نهائي كأس رئيس الجمهورية!!

أحد, 07/17/2022 - 11:13

لم أكن أعرف أن مدرب fc نواذيبو يقال له عزيز، كناية عن حارس الدولي المغربي عزيز بودربال قبل ليلة البارحة الليلاء.
تابعت مباريات النهائي في المنزل، إلا أن الجدل الحار بين الموالاة والمعارضة فرض علي قراءة عسيها أن تجانب الصواب.
هناك "تورية "في لفظ اسم " عزيز " بعض التبريريين الذين يجدون " النيخ " من الدفاع عن قرارات الحزب والحكومة، رأوا أن عزيز الذي تلفظت به الجماهير هو المدرب، وهذا ممكن بحد ذاته...
المعنى الثاني للتورية في اسم " عزيز " مع الهتافات والصراخ والصفارات، يعبر عن مستوى السخط والإحباط من سياق الظرفية حيث زيادة أسعار المحروقات، ناهيك عن زيادة أسعار المواد الغذائية قبل ذلك، وبالتالي، لم تكن الجماهير تتوقع أن يخرج لها رئيس الجمهورية يوما واحدا بعد زيادة تسعرة الوقود، فتذكروا، ولد عبدالعزيز كأنه أرحم بهم من الرئيس الحالي الذي وعدهم بالرخاء والعمل وتحسين الخدمات ومحاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة ولم يقع من رزمة الوعود البراقة هذه إلا شذرات...
ولنفترض جدلاً،أن عزيزا الذي هتف به هو المدرب، ماذا تعني عبارة ....زيرو 0 خلف موكب الرئيس بالصياح والهتاف؟
الأصل أن تهتف الجماهير بما يعبر عن أهوائها، ومشاعرها ولما نألفها تهتف باسماء المدربين في كبريات المدارس الكروية في أوروبا، نألفها ترفع الهتافات ضد المدرب في حالة ما إذا لم يحقق كثيرا من الإنتصارات قصد الرحيل،وترفعها تشجيعا للمدرب في حالة الفوز .
في الأخير فإذا كان فيه من خطإ، والأخطاء كثيرة بطبيعة الحال، فإن للإستشارية دور محوري، دعوة الرئيس لحضور مباريات والناس مصدومة بأكبر زيادة للمحروقات على مر تاريخ البلد حقيقة فيه مجازفة ومغامرة.
الرسالة المستنبطة من رقص وصفير وصخب ليلة ملعب شيخنا ولد ابيديا أن الشعب مسالم والجماهير العريضة التي يسوسها الجوع والفقر والجهل والمرض والعطش والظلام والبطالة والمحسوبية لا تتمنى إلا الخير وتعشق أن تكون البلاد في مصاف الدول الغنية ما وجدت ثروات تضعها في كفة واحدة مع الدول الناجحة تنمويا.
للتذكير فإن ملعب شيخنا ولد أبيديا الذي أقيمت فيه مباريات النهائي رمم في فترة ولد عبدالعزيز، وفيه تأهل المرابطون لأول مرة الى كأس الأمم الإفريقية، ولكن، هل شيد ملعب آخر على طراز ملعب شيخنا ولد ابيديا في العاصمة أو احدى مدن الداخل خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، لا أعتقد ذلك، وقع طلاء لجدران، ومدرجات تتسع لثلاثة أو الف متفرجا في ساحات لاتحمل مواصفات ملاعب في روصو وأكجوجت وبومديد ولعيون....

محمد ولد سيدي كاتب صحفي