وقف نحو مليون حاج -بينهم 850 ألفا من خارج السعودية- اليوم الجمعة بصعيد عرفات لتأدية الركن الأعظم من الحج مرددين "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك" وسط أجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة.
ويقع جبل عرفات على بعد أكثر من 20 كيلومترا إلى الشرق من مكة المكرمة، ويبعد 10 كيلومترات عن مشعر منى، حيث سيتوجه الحجاج لرمي الجمرات غدا السبت أول أيام عيد الأضحى.
وجبل "الرحمة" ويسمى جبل "عرفات"، من أشهر جبال مكة المكرمة الدينية والتاريخية، وهو أكمة صغيرة، يصعد إليها الحجاج يوم عرفة للوقوف بها، وقد وقف الرسول صلى الله عليه وسلم على الصخرات الكبار المفترشة في طرف الجبل، واستنادا إلى قوله صلى الله عليه وسلم "وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف"، ونزل عليه قوله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا".
وقد اختلف أهل العلم في سبب التسمية بعرفة، ولهم في ذلك أقوال: أحدها أن آدم وحواء عليهما السلام افترقا بعد هبوطهما إلى الأرض ثم اجتمعا في هذا اليوم بعرفات وتعارفا؛ فسمي به. الثاني أن جبريل عليه السلام كان يري إبراهيم الخليل عليه السلام المناسك ويقول له: أعرفت؟ فيقول عرفت.
الثالث أن إبراهيم عرف فيه أن رؤياه حق فقد رأى في منامه ليلة التروية أنه يذبح ابنه فروى -أي نظر وتفكر- في يوم التروية هل رؤياه من الله أم من الشيطان؟ ثم تكررت له الرؤيا ليلة عرفة فلما أصبح عرف أنها من الله تعالى فسمي اليوم بعرفة.