رسالة الهابا وخرجة النائب سعداني

جمعة, 06/03/2022 - 13:55

يخلط كثير من الأقلام بين الأوراق ،للتستر على الواقع المزري، فعندما يتحدث رئيس الجمهورية عن المهمشين، في أكثر من مناسبة :
في إعلان الترشح...
وفي خطاب وادن...
وفي خطة الإقلاع الإقتصادي...
وفي خطاب تقريب الإدارة من المواطن...
إذا صدحت حناجر دست تحت الأقدام بالمظالم الإجتماعية في عصرنا الحالي،فلا غرابة في ذلك.
المجتمع مليء بالتناقضات، التي تشجع على الشرائحية، وتنكرها، وتحاربها في نفس الوقت.
1- كم من مرة يتقوى النظام الحاكم بإنضمام وجوه محسوبة على حركات شرائحية ،ويقيم لها حفلاً، قبل أن تتسمى - اليوم - بمصطلح أكثر تهذيبا، وهو المهمشين، ثم يتم تعيينهم، ومنحهم صفقات كبرى، وقع هذا خلال العشرية، وقبلها،وبعدها ،لهذا جاء خطاب وادن لتضميد الجراح الإجتماعية الخائرة، وللأسف،لم يتغير شيء على المستوى الإداري في هذا الصدد، وبالتالي فطالما وجدت المعاناة في جوانب محددة أكثر، سيظل أصحابها يجاهدون أكثر، ويناضلون أكثر، حتى تتقلص الهوة بين أبناء الوطن الجامع، ففاقد الشيء لا يعطيه، لا يمكن القضاء على الشرائحية ،بالنهج الذي كرس الشرخ بين ساكنة البلد، وعند organigrames أية وزارة تكون المقارنة غير واردة مع العلم أنه في كل وزارة أطر أكفاء من شتى المكونات،ولكن، النفوذ ومقاسات أخرى، تفرض التأثر بالمعجم الكلاسيكي.
2- المسألة الثانية أن الشرائحية لم تحارب ب الأدوات اللازمة، صحيح صدرت ترسانات قانونية تجرم العنصرية، والعبودية، وتدعو الى المساواة، وبطبيعة الحال الدستور ينص على ذلك والشريعة قبل ذلك، ولكن ،البرامج التنموية فشلت في ترسيخ التوازن بين تنمية التجمعات السكانية سواء في المدن أو الأرياف، وبالتالي وجدت الشرائحية مرتعها حيث ترجمه الناخب سنة 2014و2019وهذه هي الكارثة، وبيان السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية مهم جدا، وفي محله، لمحاربة، الشرائحية، وتقوية،اللحمة الإجتماعية إلا أن اللحمة الإجتماعية لاتحارب،و لا تتقوى إلا بحسن تمثيل الآخر، وتمكينه، وأبسط شيء يمكن أن تتقوى به اللحمة الإجتماعية هو التوزيع العادل للثروة وذلك يبدأ بالمساواة بين المكونات الإجتماعية في مجال المناصب السامية، وللمتمعن في إدارات: الهابا، وسلطة الإشهار، وإدارات وزارة الثقافة والشباب، أن يقرأ مابين السطور والبيانات وما تصدح به حناجر من يطلق عليهم راكبو الأمواج، الواقع أقرب من أن يتم الإختلاف في ألوانه، جماله و أوجاعه....
في يوم مغبر، ووسط أجواء مشحونة،،
وقع،زلزال صدع الخريطة السياسية...
إنسحابات من التشاور...
وقف التشاور...
عاصفة تواصل...وطرد النائب سعداني...
حرب بين المدارس السياسية، الكادحين والحوقوقيين...
نزع لافتة حزب الرك...
محاكمة المفسدين، ابعاد بعضهم من القائمة...اطلاق سجناء اركيز،
سخونة متعددة الألوان، تعيين هاتريك من الحكومات...أزمات دولية، بعضها متاخم، وبعضها مخيم،،،
وسط هذه الظروف الصعبة، والفوهة التي تغلي ظهرت سيدات، تحرريات ،ثائرات على البنية الإجتماعية، وهنا مكمن الخطر المحدق بالبلد، والتناقض داخل الجسم المجتمعي،النظرة الدونية للآخر،نخشى أن تكون الطاقة الإنتخابية في قابل السنوات، والمادة الإنتخابية وقودها التهميش وعدم التكافل الإجتماعي، والفوارق الشاسعة بين التجمعات السكانية فمقاطعة الرياض مثلا هي أفقر المقاطعات، في العاصمة، لافنادق بمواصفات دولية، ولا مؤسسات بنكية، ولاكليات ولاأرصفة، والشوارع مظلمة مما جعلها وكرا للجريمة...
أما في تجمعات آدوابه فحدث ولا حرج، لذا الشرائحية تحدثت في الرياض قبل أن تجد من يتحدث عنها وهذا ما أكدته نتائج الإنتخابات الرئاسية الأخيرة حيث جاء الحزب الحاكم في الرتبة الثالثة في سابقة من نوعها والمتصدر هم بيرام الداه اعبيد والراحل كن حاميدو بابا.
ماعليه القول أن الرواسب الإجتماعية لايمكن محوها من مخيلات من شب وشاب ،إلا أنها تقلصت نسبيا..
الضرورة تفرض خلق مقاربة سياسية وإقتصادية واجتماعية وثقافية مغايرة للنهج القديم يمكن أن تبحر بالسفينة الى بر الأمان إذا كان الإخلاص هو المنطلق وإلا فتلك مسألة أخرى.
لن يتأثر حزب تواصل نظرا لخبرتهم في النزال، إلا أن تصريحات النائب البرلماني سعداني بينت كثير من الإختلالات وتعاطيهم معها لم يكن بتلك الحكمة، نقدر علماءنا الأجلاء،لكنهم يجب أن يبذلوا جهودا أكثر في التوعية وحرمة المال العام فالفساد أهلك الحرث والنسل وأخرنا سنوات ضوئية عن الآخرين فبدل الحديث عن المهور يجب اعطاء الأولوية للعدالة والمساواة ومحاربة الفساد.
لقد غصت قاعة موريسانتر وامتلأت ساحتها، بالحضور، نخشى أن يكون التصويت مستقبلا يقوم على الطريقة اللبنانية، أو البوسنية، لأن المنظومة الحاكمة، فشلت في بناء دولة المواطنة القوية،رغم ما قذفته، الأرض من ثروات ،فظل الفقر والجهل والمحسوبية والقبلية والتعثر والتعلق أمراس تقيد كل حاكم لأنه لم يأخذ السيف القاطع للقضاء عليها والإلتحاق بركب الأبطال الذين كتب التاريخ أسماءهم على صفحات الكتب والمجلات
محمدولدسيدي كاتب صحفي.