حناجر صارخة!!

أحد, 05/29/2022 - 15:31

تشهد الساحة الوطنية سخونة في الخطاب هذه الأيام قل مثله، وقد تصدعت مؤسسات حزبية، وتراشق فاعلون في الوسائط الإجتماعية، فلم تغب شمس خريطة الأحزاب السياسية وماتلاها من مطبات في الحزب الحاكم، حيث مزجت بنفوذ القبلية في كل الدوائر، حتى فجرت النائب البرلماني سعداني بنت خيطور عن حزب تواصل زلزالا في حزبها عن الإقصاء والتهميش والفساد والقبلية والعبودية مما أدى الى طردها من المكتب التنفيذي لحزب يتبنى شعار "الوسطية "
ثم جاءت رسائل صوتية للفنانة المعلومة بنت الميداح تدق ناقوس الخطر، وتطالب بموريتانيا أكثر حداثة.
هذا دون أن ننسى، الدور المحوري، للنائب بيرام الداه اعبيد، وكذلك لحركة إيرا والميثاق وهيئة الساحل في قضية محاربة آثار الإسترقاق وتوزيع الثروة بشكل نزيه بين المكونات الإجتماعية،ومواصلة لصوتيات الشخصيات التي تنحدر من الطبقات الهشة، تداول نشطاء صوتية أخرى من القيادي البارز في ميثاق لحراطين السيد محمدفال ولد هنضية، الغريب أن أبناء " الصنكة " هم أبطال صيحات الظلم التاريخي في هذا الأسبوع، الى جانب النائب البرلماني سعداني بنت خيطور من ولاية كورغول.
كل الأحزاب السياسية تترجم موريتانيا مصغرة، بيد أن الشرائحية، أصبحت مصدرا للتنافس العام ،وزيادة الحجم الديمغرافي من حيث القواعد الشعبية، فالحزب الحاكم، والموالاة الداعمة، والأحزاب المعارضة، كلها تتبنى خطاب مكافحة الغبن، والهشاشة الإجتماعية، والسؤال المطروح :
من هم المغبونين، ومن هم المهمشين، ولماذا جاء مصطلح " الإنصاف " ؟ وهل عمل به ؟ ، وماذا تحقق بعد خطاب، وادان؟ ألم تأت النتائج مخيبة بعد خطاب الإنصاف؟
الشرخ، الواسع النطاق، وضعف الحكامة الرشيدة، وإنصاف الأستقراطية، أكثر، هو ما غذى خطاب الشرائحية، وأعادنا الى المربع الأول...
إذا كنا نريد مواكبة العالم، ونريد مواكبته، فعلاً بالأقوال، ينبغي أن نترجم الأقوال الى أفعال، غير ذلك، تبقى اللحمة الإجتماعية متصدعة بنيويا، وهذا هو أكبر خطر ،فالماضي السحيق، لا مكانة لوجوده في عالم الرقمنة والإبداع والثورة التكنولوجية الرابعة، كل من عانوا من إقصاء خلال العشرية،ممن يحسبون من المعارضة، والموالاة من الكتاب، ومن والاهم أنصفوا ،ووجدوا ذواتهم في مواطن الثروة ،وقلة أولئك الذين دخلوا عالم اللفتة في اجتماعات الوزاري، من أبناء الطبقات الهشة التي هي لب الخطاب الدعائي في الإنتخابات الرئاسية والتشريعية والبلدية .
إن السلم الإجتماعي مصلحة الكل كما أن العدالة لصالح الكل والغبن خطر على الكل.
محمد ولد سيدي كاتب صحفي