الأوامر العليا!!

أربعاء, 05/25/2022 - 12:33

السلطة العليا تفي بوعودها، بالطبع، وتشد الرحال الى أماكن الضرر والخطر، وتحول المعاناة الى أفراح ومشاريع خدمية، هذا دأبها أيام اللجنة العسكرية، قبل التعددية السياسية التي يجب أن لا تكون معها معاناة، ولا تراخي، ولا غبن...
قد يكون ضباب نواكشوط، المصحوب برذاذ ،في عز الحرارة،خفض حماس تقرب الإدارة من المواطن،حتى عادت تقنية حجب الحقائق عن وزير التهذيب الوطني ،ومن البديهي أن مالا يصل للوزراء، لم يصل لرئاسة الجمهورية ،فيكثر السخط والنقد وركوب الأمواج بفعل التهميش والتجاهل واللامبالاة،وهذا لا يخدم الإستقرار، وخيانة خفية للسلطات الحاكمة من قبل من مكنتهم وسلمت لهم مفاتيح حل العقد و مشاكل المواطنين في التعليم والمياه والصحة والقطع الأرضية والزراعة والطرق وخدمات الأتصال و استقرار السوق.
العجلة مطلوبة أحياناً،حتى في أحكام الإعدام، وملء السجون، من الخونة والمقصرين ليكونوا عبرة للحاضر والقادم، هذا هو ديناميك التقدم، الصرامة والتنفيذ،والتراخي مع المقصرين يقود الى انهيار الحكم خاصة إذا كان العمل يسير بخطى النمل...
السلطة من الشعب، وجيء بها للشعب، تعدل بين المتخاصمين، وتعاقب المعتدي، وتنتصر للمظلوم، وتعزر المتجبر،أيا كان، حتى يعود الى جادة الطريق،وتزيح المقصر الفاشل العاجز عن القيام بواجبه بإتقان....
علمتنا التجارب أن وزارة التهذيب الوطني ترسل بعثات تفتيش، واحصاء عند الإفتتاح وعند الإغلاق، ولم تبق صغيرة ولا كبيرة إلا ودونوها حالة البنايات، جيدة، متوسطة، ضعيفة، بلا جدران، بلا مراحيض، نوافذ و، أبواب مكسرة، أقسام من الحشيش، حجرات من الطين، من أكواخ الحطب، تشظي في السبورات، والسقوف من القماش أحيانا، وفضلات الحيوانات، لاكتب، لا طاولات...فلماذا لا تصل التقارير الى الوزير؟
معرفة الشيء من داخله،أعتقد أنه من المصلحة العامة، الغربلة الشاملة، والإتيان بفريق حي، يوصل الرسائل ويعطي الحلول، وينفذ الأوامر ،وحلول المسكنات تجلب من النقم مالم تجلب من الرضى.
إن فلذات الأكباد، لايمكن تعويضها، ورب ضارة نافعة، رئيس الجمهورية أعطى تعليماته ببناء مدرسة الجكرة2بالحوض الشرقي، ووزارة الداخلية واللامركزية فتحت تحقيقا في القضية، بدون شك سيجدون في تقارير الإفتتاح الوضعية العامة لكل المنشآت التعليمية، كما سيجدونه في تقارير الإغلاق لأن السنة الدراسية انتهت، والبعثات عادت كلها الى العاصمة، لكن، المهم هو " بيرد يوم " ،التعويض اليومي للرحلة، ولترمى التقارير في سلة المهملات.
غدا ستسقط مدرسة، أو مستشفى، أو جامع، آخر، لأن فرق الصيانة والمتابعة مش موجودة، أو موجودة وغائبة، تحدث زوبعة، ولغط وهرج وأوامر عليا وتطبيل، وبإمكان الدولة أن تقوم بكل الإصلاح دون تنبيه من فاجعة ، فتصوروا حجم الأضرار النفسية لتلاميذ مدرسة الجكرة 2والمعلمين وآباء التلاميذ؟
آن الأوان أن تبتر تلك الأيادي التي لا تريد الإصلاح،فليس كل مرة تسلم الجرة، ظاهرة سقوط الأقسام بدأت أواخر العشرية بإعدادية البنات بالكلم 8بمقاطعة الرياض، وقع جرحى، وتولت وكالة التضامن تنفيذ الأشغال، وفي مدرسة الجكرة ٢ وقع قتيل وعدة جرحى، ماذا لو سقطت مدرسة على جميع التلاميذ والمعلمين لاقدر الله، كم ستكون ردات الأفعال؟
سرية التطلع، ومباغتة المسؤولين، تعطي،الصورة الحقيقية للواقع، و تمكن من دفع العمل الحكومي الى الأمام، بدل مشروع بعد الموت .
محمد ولد سيدي المدير الناشر لموقع اركيز انفو