يقول ديمون ثروث:يعرف البطل بما يمكن فعله، وليس بما لا يستطيع فعله.
في كل مجتمع أبطال، ولكن، تختلف البطولة حسب السياق العام، في القيادة، والفروسية،على مر التاريخ.
وصفة "البطل " ميزة خص الله بها الرجال دون النساء، منذ فجر الحضارة...
وبما أن الأبطال ،ليسوا بتلك الكثرة في كل مجتمع، وفي كل حضارة، خرجت صفة البطل عن سياقها العام، خاصة في المجتمعات المتخلفة،بسبب الجشع والطمع والتقرب من علية القوم، في عصر الرقمنة.
ارتبطت صفة البطل تاريخانيا بالكفاح ضد الآخر، والذود عن الحوزة الترابية، سواء في عصر الفراعنة،أو في عصر الحضارة البابلية، أو في العصور الإسلامية،أو في ظل الدولة المدنية الحديثة، من قبيل:
القائد البطل، لأن البطولة ملازمة للقيادة عادة، وليس كل قائد بطل،ويمكن أن نعطي نماذج مختلفة من عصور شتى:
في التراث العربي، والإسلامي، عندما، يذكر الصحابي الجليل خالد بن الوليد، تجيء معه صفة البطل، البطل خالد بن الوليد، لأن اسلامه كان إضافة نوعية،وطاقة وسلاح، وذخيرة، وقوة فتاكة، وضاربة أرعبت قريشا، وزلزلتها ،وبداية لإنشاء الإمبراطورية،الطاهرة، نظرا للبلاء الحسن الذي قام به، في غزوة بدر الكبرى...
في التاريخ المعاصر، خاصة عصر نظام القطب الواحد، خرجت صفة البطل عن سياقها المألوف، وأصبحت " صناعة " أكثر منها صفة تلازم صاحبها عن طريق أفعاله، وشجاعته، وسلوكه، وهنا لابد أن نستشهد بأمثلة من واقع حياتنا اليوم:
مهاتير محمد، وليكوانيو يو، ورجب طيب أردوغان، وبولكاغامى، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وحمد بن جاسم آل ثاني، هؤلاء يمكن أن نطلق عليهم أبطال، لأنهم حولوا بلدانهم الى جواهر تتلألأ، وألفوا بين قلوب سكانها، وحولوا مأساتها الى درر، ونعم، وجنان...
في موريتانيا، أبطال للمقاومة، كما فيها شجعان، والحق، والحق يقال: أن مفاوضات الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز مع الحركات المسلحة الأزوادية والجيش المالي، تحت نيران الرصاص،وانهاء الإقتتال بينها، وابرام هدنة، يعد بطولة حينها ألهمت قادة العالم.
بيد أن عدم قدرة قياداتنا،العشر، من ولد داداه، الى غزواني، على استغلال خيرات البلد،، للإنتقال من بلد فقير الى بلد صاعد ، مثلما فعل القادة، الأبطال، الآنفي الذكر، درس يجب أن يستوعبه أصحاب الأقلام المأجورة الذين لاهم لهم سوى التلميع واتمصريط، البطولة لا تهدى، ولا تصنع، ولكنها، شيء، يترجمه العمل الفردي، فقط...
محمد ولد سيدي كاتب صحفي