سيكولوجية التطوير- ح2 من - موريتانيا الى أين؟؟؟

أحد, 04/24/2022 - 16:26

من السنن الكونية،المتواتر عليها، حتى في النظم الملكية، أن الخلف، يتخذ سيكولوجية مغايرة لسلفه، تحمل بصماته، ورؤاه، وهذه المسألة فقدت مع قيادتنا الموقرة، فبادرت في المتأخر من الوقت، لتدارك الخلل، الذي جرى مجرى الدم في العروق، ولكن، الوقت لا يسمح بذلك، فتنوع الإخفاق من محاربة الفساد، الى تدوير المفسدين المنقلب عليهم، ولم تخلو صفحاتهم من شبهات فساد...
كان بالإمكان، الإنتماء الى حزب آخر غير حزب الأتحاد من أجل الجمهورية، أو إنشاء حزب آخر بعد الإنتخابات الرئاسية الأخيرة، في ظرف 72ساعة، سيتسابقون جميعا للإنضمام الى حزب أعلن العزيز عن الإنضمام له، وسيعرى، حزب العشرية، كما عريت أحزاب، PRDSو ADIL ،لأن العقيدة الحزبية تقوم عندنا على مبدأ من حضر قسمنا معه، وليس حل أحزاب لنفسها، وذوبانها في حزب الأتحاد أخيرا إلادليلا على ذلك، فضلا عن "اتكيلبيتي" في المواقف بين عشية وضحاها...
كل البناءات على المواد القديمة، تتآكل بسرعة، وتنهار بسرعة، ولا تستطيع مقاومة عوامل التعرية....
أرسلت قوافل التفتيش، الى معظم الوزرات، والقطاعات الحكومية، ولم يعقب قوافل التفتيش هذه سوى الخيبات، في الوقت الذي تحولت فيه الضفة الجنوبية الى ورشة كبرى، ورؤوس الأموال، والقادة الكبار،في سباق محموم على أسود الترينغى، لأن مناخ الإستثمار أثبت جدوائية منقطعة النظير معززا بجودة المقاربات الجيو إقتصادية واجتماعية والثقافية والفكرية والحكامة الرشيدة.
تخبط، وارتجالية، وعجز، دون اتخاذ الآليات التي تقضي على الفقر وتوابعه، رغم وجود كل الدعامات اللازمة للسعادة والرفاهية ومواكبة الركب الحضاري: الأمن والديانة والسلم الأهلي،والثروات الطبيعية الهائلة ...
ولما بلغ السيل الزبى، وعجزوا عن إيذاء من أوجعوا إقتصاد البلاد، وتدمير ثروتها، و من تركوا القيم والمثل الإنسانية العليا في مجال الشفافية،خلف ظهورهم، وجهوا بوصلتهم الى أئمة المساجد، لكي يؤثروا على الصناديد الذين طبع الله على قلوبهم التعطش لنهب المال العام، وافقار الأغلبية العظمى، مايفرض مد، يد العون من المجتمع الدولي في أوقات الجدب والرخاء،عند كل مناسبة كبرى ...
فماهي ، إذن، قيمة 22500اوقية في ظل غلاء المعيشة، أليس من الأجدى أن تزرع الدولة كل شبر من الأراضي الصالحة للزراعة خاصة على ضفاف نهر السنغال؟ ولماذا تكرار نفس سيناريو خطة الهبوط ولا أقول الإقلاع في وزارة الزراعة والتنمية الحيوانية؟
إن أي نجاح، يبدأ بحفظ الموجود، ثم بالمجال الفلاحي، وحفظ الموجود يقود بداهة الى إصلاح شمولي....
لقد دخلنا نهاية العهدة الأولى، بثلاث حكومات، يجمعها، عنوان واحد: التعهدات و القرب من المواطن...ولكن، العشرية التي شوهت، إعلاميا، كأنها بالنسبة للبلد الفقير، عشرية هوغو اتشافيز، ولولا ديسيلفا ومهاتير محمد، ولعل نواب الأغلبية الموقرة أكثر دراية منا في ذلك حين كانوا يجمعون التواقيع للحكم الأبدي الذي رفضناه، بأقلامنا.
محمد ولد سيدي كاتب صحفي ومدون المدير الناشر لموقع اركيز انفو