حين يكون القرب!!

اثنين, 04/04/2022 - 13:17

حين يكون القرب ، تذوب الفوارق الإجتماعية ،وينصهر المجتمع، أكثر فأكثر...في رواندا، وماليزيا وسنغفورة،و أمريكا، ولم يعد للجهة، أو الشرائحية، أو المعتقد ، أو المحاصصة، من وجود البتة.
لقد أكدت الأيام، السود، تراجع الإقناع، حتى انكشفت الحقائق، كالجبال الراسيات في قصر المؤتمرات، غيظ من فيض ،حصاد السنوات، الماضوية، اجتهدوا، في اختيار العنوان المناسب، لنص الإصلاح:
حكومة القرب !!!
أين كانت هذه الحكومة طوال السنوات، الأخيرة؟؟؟؟
المضمون ترجمه الضمير الجمعي للمواطن في المثل الشعبي:
ش ماج فول الكصة، مايجي فعكابها...
فإذا جاء، وذلك ما كنا نبغي ،وله صوتنا، ولكن....هيهات، لم يحصل، المواطن إلا على الخيبات التي ذكرت آنفاً،بقصر الشعب، وأمام الأشهاد، من أبرزها، أشياء تافهة، تستعصى على الحل...
لن تنهض هذه البلاد من كبواتها، الكثر، الفساد، المحسوبية، الجهوية، إلا بما نهضت به الدول الأخرى،التي قهرت الفساد، وتوابعه، وتلك ، تحتاج مقاربة واضحة المعالم، الكتاب يقرأ من الصفحة الأولى ،وتلك مضت...
العالم يعيش أسوأ فترة منذ الحرب العالمية الثانية، وكل الموازين تغيرت، لا دول الخليج تحاكي أمريكا في مواقفها، بل تأخذ خطا موازيا، ولا دول النيتو ترضخ لأمريكا بشكل طواعي في كل ماتريد، بوادر عالم جديد بدت تظهر، وتبعات الأزمة ستظهر شيئًا فشيئا إذا وضعت الحرب أوزارها، فما هو حال أمة تمتلك من الأراضي الصالحة للزراعة مساحة 587000هكتار لم يستغل منها إلا 15%،لا تعاني من ندرة مياه الري، ومع ذلك لم تستطع أن توفر لقمة العيش لساكنة هي الأقل في شبه المنطقة، والمفارقة أن معظم المديونية في المجال الفلاحي، ناهيك عن حجم ميزانية وزارتها التي تذهب سدىً،كل سنة، وكلما جاءت أمة تدعي القرب من المواطن، تلعن أختها، وتحملها ويلات العجز والفشل، فلم تأخذ، حكومة الوريث آلية الإنتصار على دحر الفساد والفقر وشتى الأمراض الإجتماعية.
العالم يحبس أنفاسه، لإنهاء الحرب، وتخطي تداعياتها،المضاعفة الى جانب تداعيات جائحة كوفيد، وأسعار المواد الغذائية تواصل الإقلاع بشكل غير مسبوق ،في حين تراجع مؤشر استعادة الأموال المنهوبة، مقابل نشر فضائح فساد شابت صندوق كورونا، و960سيارة مختفية، و يسأل سائل: عن تقارير محكمة الحسابات للسنتين الماضيتين،كل هذا ينتظر عداد حكومة القرب القديمة، الجديدة ،لا تحسبهم ،نيام .
حقيقة ظرفية قاتمة، ومستقبل صعب يخيم على شعب، تتحدث نخبته عن سيرورة المحاصصة القبلية في الألفيةالثالثة، وإقصاء شريحة هي عنوان خطاب وادن التاريخي، و الحد من تمثيل أخرى في حكومة القرب، في الوقت الذي تدنو فيه الإنتخابات المحلية ،ومؤشرات الأبحاث التنموية الدولية تضعنا مع قائمة الدول التي لا تمتلك إرادتها.
حكومة القرب، ، تفقد رونقها، إذا لم تتوج بإستراتيجية، جيو سياسية و إقتصادية واجتماعية وثقافية قادرة أن تحقق تطلعات المواطن في العيش الكريم،مثلما فقدتها مع رؤساء محاربة الفساد والمفسدين، والإجماع.
الأرض، والمحيط، والسهول، والدول المانحة، والشقيقة، والمنظمات الدولية، أعطوا، أيما عطاء،إلا أن النخبة "المتمكنة "حجزت عنه دواعي السعادة والترف والرفاه تلك التي حققها ساكنو الخيمة في الخليج والأكواخ في رواندا ،ونخبة الحجز، هذه،أيضا، أضاعت الثروات، وخرقت سفينة الإبحار، حتى كادت أن تغرق في بحر من الأوحال، الأقرب لإنقاذها، هو الأقرب للشعب.
محمد ولد سيدي المدير الناشر لموقع اركيز انفو