معضلة الفقر و * وخم الثروات * التحرير

اثنين, 03/21/2022 - 15:51

عند الإعلان عن استخراج ثروة جديدة، ينتاب المجتمع الشنقيطي فرح عارم، ظناً،منه، أنه سيودع الفقر، ويعيش في رغد ورفاهية، شأن إخوته الذين تقاسم معهم التاريخ والديانة والعادات والتقاليد،ونعني بالطبع ،الإخوة في الخليج العربي ،و الشام ،و بلدان الهلال الخصيب .
وبما أن المجتمع الشنقيطي، مجتمع رعوي، أصلاً ، على العموم، مع أن للحضارة أحياز، وللعلم مكانة أينما حل و ارتحل،في ربوع الشنقيطي، فإن لغة البيئة والتنمية تعد جزءا من الكينونة الإجتماعية، وهنا تأتي مفردة " لوخم " مناسبة لوضعنا المأساوي .
لوخم " هو أقرب التفاسير لتحليل أسباب انتشار الفقر والجهل والمرض، لأن إشكالية البلد، لا تكمن في قلة الكوادر، ولا انعدام الثروات، ولا فقر الأرض، والبحر ، لوخم بلغة المنمين كثرة المرعى، و عجف الحيوان ، فيقل اللبن، والشحم، وللتغلب على هذا المرض يلجأ المنمون الى وسائل داعمة، تكمن في اللقاحات، و الأعلاف، هذا هو حال، ثروات موريتانيا، فإنها تعاني من " لوخم " فالذهب الذي يقاس به قوة وضعف إقتصاد البلدان لم يحقق الهدف المنشود والحال نفسه مع النحاس، وقبل ذلك الحديد ثم النفط الذي غير المستوى المعيشي في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوبها لم يزد الشنقيطي إلا احتياجاً ،وتعلقاً بالآخر،وكأنه لم يستخرج، لعلكم ،سمعتم عن بئر شنقيط، وشركة وولدسايد ،الأوسترالية، و300000 برميل يوميا، وصندوق الأجيال .
الصيد البحري هو الآخر مصاب بظاهرة لوخم، فعائداته لم تعد بالنفع كثيرا، على الشنقيطي، مثل عائدات الصيد المغربية التي ظهرت في صناعة أسماك السردين والصناعات الغذائية الأخرى، فضلا عن جمال الطرق، وجمال الجسور، وكثرة الجامعات، والمعاهد والمستشفيات والسكك الحديدية،والطرق السيارة.
الغاز الذي قاب قوسين أودنى من الإستخراج، نخشى أن يصاب هو الآخر، بداء، لوخم، فالنفط الذي انعكس على دول الخليج وشمال إفريقيا وإيران طاله لوخم هنا، والذهب الذي انعكس على غانا، وروسيا، وجنوب إفريقيا، أصابته عدوى لوخم من معدن جبل الحديد كما ورد في إحدى حوليات الإستعمار الفرنسي عن أرض الشنقيطي.
صعب علي الفهم، ، أن يذلل ساكن الخيمة في الخليج الصعاب، بثرواته، ويحول التلال ، الى حدائق غناء، و أبراج تفوق مرتفعات جبل الحديد في أرض الشنقيطي ،ويعجز الشنقيطي أن يواكب ثورة العمران والتطور فهذه مفارقة غريبة ،إنه وخم الثروات المتنوعة ،أو وخم النخب المتعاقبة، لأن مقارباتها، الجيو إقتصادية واجتماعية والثقافية لم تستطع أن تحقق الغايات المرجوة: الإستغناء عن الآخر في المجال الغذائي، وهو جوهر الخطط التنموية لدى كل حكومة.و خلق بنية تحتية ممتازة، وإقامة وحدات صناعية لا مركزية في مختلف الأقاليم،أو على الأقل بنية تحتية راقية في العاصمتين الأقتصادية والسياسية ،هذا إذا علمنا أن سهل chemama ينادي للإستغلال كي يطعم ساكنة أرض الشنقيطي،لكن، مصاب" هو الآخر، بمرض، لوخم.
لا مجال، لتبرير، العطش والفقر والجهل والمرض،دون الإتيان ،بحلول، فأدوات مكافحة هذه الآفات الإجتماعية، هو حفظ المال العام، وعائدات البحر والمعادن والضرائب، وهذه الكنوز، تذهب أدراج الرياح وفق بيانات كل حكومة تعقب الأخرى، تقول للرأي العام :
الخزانة خاوية على عروشها ،قصة جيدة الإخراج، والنسق، سردها الوزير الأول في حكومة اعل ولد محمد فال رحمه الله،بعد الإنقلاب على معاوية ثم تلا سرد خواء الخزينة الوزير الأول لحكومة سيدي ولد الشيخ عبدالله، ثم بعد ذلك الوزير الأول لحكومة محمد ولد عبدالعزيز: الخزانة خاوية على عروشها ،ليختتم الوزير الأول لحكومة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مسلسل الخواء بوجود 26مليار فقط بعد مرور أربعة أشهر من توليه الحكم، السؤال المطروح :
مماذا تتكون حكومة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، ،وهل اختار الفريق المناسب لتنفيذ برنامج تعهداتي وهو العليم بدهاليزالدولة ،وخفاياها ؟
إن حكومة من ، لفيف من حكومات، حمل بعضها، بعضا: العجز والإفلاس والفساد،وانتشار الرشوة، والجهوية، و القبلية، لا يمكن أن تحقق ماحققته ،الحكومات التي عاصرتها،في دول شبه المنطقة، وبالتالي
من البديهي أن لا نهضة، مع خواء الخزينة، ومن البديهي أن الفقر والجهل والمرض والعطش والمعاناة، بل وحتى الجريمة المنطمة ستنتشر بشكل واسع النطاق في أوساط الشعب، لأن أمواله ذهبت أدراج الرياح، واستفادت منها ثلة قليلة على حساب الأغلبية العظمى من ساكنة البلد المتعدد الألوان والألسن.
الشعب يريد أن يرى خيراته ظاهرة للعيان حتى إذا زار فرد منه دولة السنغال أو المغرب أو تركيا أو رواندا أو تونس لم ينبهر بالملاعب الكبرى، ولا بالمتروهات، ولا بالصرف الصحي، ولا بالطرق السيارة ولا بالجسور ولا بصناعة وتركيب السيارات والأجهزة،ولا حتى بجودة الدواء .
محمد ولد سيدي