حديث مدريد ح 2 !

سبت, 03/19/2022 - 10:15

نحن من جلبنا الإسلام الذي يحرم السرقة والتلصص والغبن الى السنغال ...ولكننا ،نحن ،من شرعن أكل المال العام بهذا المثل:
الل اتول ش ظاكو، فضيحة سوماكاز، السنة الفارطة، وماكان سينجم عنها من تدمير، ليست إلا نقطة في بحر من الفساد الذي أفقر البلاد والعباد.
شيدت السنغال الملاعب العملاقة وفق المعايير الدولية ومن حين لآخر يزورها قادة الدول الكبار ووزراء الدول العظمى، لأن الحكامة فيها جاذبة، رغم فقر أرضها، لعلكم سمعتم بالتلاعب الذي وقع في تشييد بناء ملعب نواذيبو، وتلك اللبنات وصفائح القصدير في ملاعب رمظان في روصو و ملعب لعيون وهلم...في الطرق والجسور والمدارس والأحياء السكنية.
10000وحدة سكنية شيدت في داكار من طرف المغاربة والأتراك،بينما شهدت مدينة سيلبابي بناء 50وحدة سكنية من الطين،أما 10000وحدة التي وردت في كتيب برنامج تعهداتي، فمازالت بين جنبات دفتيه رغم دخول الحول الثالث من العهدة الأولى.
لانقبل أننا فقراء، ولكن، نقبل أننا فقراء من الإخلاص والإنصاف،ونقبل أيضا أننا مفقرون، بساستنا، فعندما نمكن قريبي، وصهري، وصديقي، ونتوغل في مؤسسة معينة، لعامل النفوذ، يعني ذلك أنني لم أنصف الآخرين الذين نتقاسم معهم الأرض والتاريخ،و هذا غبن، ومحض الأنانية والتجبر حيث كانت،الأنانية، السبب الأول في إراقة أول قطرة دم حرام على الأرض وثاني قطرة دم بعد حيض أمنا حواء،والغبن هو ما أزاح أقوى الدكتاتوريات ،في العصر الحديث.
العقل قسمة بين الناس، الناظر الى قطار اسنيم بطول ثلاثة كيلومتر محمل بأطنان الحديد، مع ساعات النهار، من ماقبل الإستقلال الى يومنا هذا، وكبريات الشركات العابرة للحدود تنهب مئات الأطنان من الذهب، وآخر موضات السيارات، في مهرجانات المتمكنين والمتنفذين،وبعدد الأفراد، يدرك تمام الإدراك أن موريتانياليست فقيرة ،وأهل مكة أدرى بشعابها، لسنا فقراء، ولكننا....مفقرون.
الغاز قفز بدول الغاز الى مصاف الدول المتقدمة، وكذلك النفط، أما نفط بلاد المنارة والرباط، وذهب بلاد المليون شاعر، وحديدها ونحاسها ،فإنهم لم يحدثوا رفاهية ولا تقدما ولا بنية تحتية جميلة،بل الأدهى والأمر ،أنهم زادوا المعاناة.
الرئيس السنغالي السابق عبدالله واد تحير من هذه الكنوز والنعم خلال زيارة له لإنواذيبو في عهد ولد الطائع، كنوز، من المفروض أن تقفز بموريتانيا الى درجة دول الخليج ناهيك عن ما أخرجته الأرض والبحر من خيرات كان من المفروض أن لا يقول رقم 1في البلاد أن أهلها يكثر فيهم هذا الثالوث المدمر: التسول والفقر والجهل، فأين هي المقاربة التي وردت في كتيب برنامج تعهداتي للقضاء على هذه الأمراض ؟
مهما يكن، كل الأمراض قابلة للحلول، إذا وجدت، الأدوات اللازمة، لكن، المشكلة في الطريقة التي تتم بها الآليات، والوسائل المتاحة، أن تعطي مريض مصاب بالإسهال جرعة مضادة للإمساك، يعني ذلك أنك زدت من معاناته، وساهمت في تدهور حالته الصحية، نفس الشيء مع تدوير المفسدين، يساعد في تباطئ النمو، وضعف شوكة الدولة ،وتدميرها ،وبالتالي مهما كان عطاء الأرض، ومساعدة الآخرين، لن يحدث ذلك إلا في زيادة الفوارق الإجتماعية وتنامي ظاهرة الإجرام واتساع دائرة الجريمة المنطمة و الأيام بيننا.
محمد ولد سيدي المدير الناشر لموقع اركيز انفو