بمب ولد سيدي بادي: الإنجازات الخالدة و المواقف المشرفة

اثنين, 05/22/2017 - 09:13

إن بمب ولد سيدي بادي ليس من أسرة فقيرة إنما هو سليل أسرة عريقة غنية غنى النفس قوية العزيمة 

و الإرادة و الطموح و هذا ما انعكس على شخصيته الفريدة فهو عصامي بنى نفسه بنفسه هو إنسان ايجابي أنجز آثارا خالدة و مفكرا من الطراز الرفيع إذ أبدع في ميدان الاقتصاد و السياسة جلب الخبرة وتكنولوجيا الإنشاءات إلى بلده موريتانيا الذي رح عنه الفرنسيون صحراء قاحلة دون أن يتركوا له بنى تحتية أو ما يربطه بروح المدنية. يعتبر بمب ولد سيدي بادي علم بارز من أعلام شنقيط وليس نكرة في تاريخ أمتنا ولا يختزل تاريخه في سطور فكتابة التاريخ ينبغي أن تكون موضوعية تعتمد على مصادر دقيقة لعل الأجيال الصاعدة تستفيد من تجربة الزعيم بمب ولد سيدي بادي الذي ستبقى مآثره و أفكاره و انجازاته و مواقفه النبيلة تدرس في الأكاديميات لأنها تجربة رائدة في ميدان الحياة. وإذاكان بعض المفكرين و المؤرخين و الزعماء السياسيين يسعون اليوم إلى تخليد بطولات المقاومة الوطنية سواء كانت ثقافية أو عسكرية فإننا سنعمل إلى جانبهم على إدراج شكل ثالث من المقاومة مقاومة البداوة بتحفظ واستبدال الخيمة الموريتانية ببيت جميل من الإسمنت يواكب روح العصر و المدنية روح التطور و الانفتاح و هذه المقاومة الراشدة ابتدعها ووضع أسسها وفك طلاسمها الزعيم بمب ولد سيدي بادي إذ استطاع بعبقريته تحويل رمال موريتانيا إلى ورش للبناء و التعمير في فترة من تاريخنا قل فيه المبدعون فقد كان الزعيم رجل أعمال من الطراز الرفيع إذ استطاع بذكائه و خبرته في ميدان التسيير و الأعمال أن يقنع كبريات المؤسسات الغربية بجدوائية الاستثمار في موريتانيا فأسس أول شركة للبناء و التعمير و أول شركة للسيارات العملاقة العابرة للصحراء(مرسيدس) والتي أكتشف انها ضرورية لفك الحصار عن جميع المدن الموريتانية موفرة المأكل و الملبس والدواء واذا عرجنا إلى ميدان المقاولات نكتشف إن الرئيس بمب ولد سيدي بادي كان تاريخا وأرقاما مؤكدة وتسميات في هذا المجال (أفاركو) جوهرة العاصمة نواكشوط وقلعة البنوك (صندوق الضمان الاجتماعي ) معلما بارزا يؤمه المتقاعدون (المستشفى الوطني ) حيث التقنية الفارهة و تكنولوجيا الهندسة المعمارية أما عن المدارس بجميع مراحلها و المرافق العمومية الإدارية والأمنية فحدث ولا حرج ) من كبريات المؤسسات الإنشائية في إفريقيا بصفة عامة وغرب SOMACO TP)وكانت إفريقيا أما في ميدان السياسة فقد كان من المؤسسين لحزب النهضة الذي ترأسه بوياكي ولد عابدين وكان الزعيم بمب ولد سيدي بادي من الداعمين لسياسات المختار ولد داداه فعندما أمم )جاراه بمب في قراره السيادي فأمم الأخير (سي جي بي) وهي شركة MFERMA) فرنسية عملاقة كانت تنشط في ستينيات القرن الماضي وكذالك (سو جى لم) وهي شركة متخصصة في المجالات الكهربائية ومن مواقفه الوطنية المشرفة التي تندر في هذا الزمن الرديء تقديمه الدعم اللوجستي للجيش الموريتاني أثناء حربه ضد الصحراء وتمثل ذالك الدعم في عشرات الشاحنات الثقيلة التي استخدمت في نقلا لأفراد المعدات العسكرية وهذه المواقف الوطنية الشجاعة جعلت جبهة (البوليساريو) تترصد الزعيم عن طريق أجهزتها الإستخباراتية فقد شنت عملية خاصة ضد قافلة من الشاحنات تابعة للإحدى مؤسساته ويعتبر الزعيم بمب ولد سيدي بادي شخصية متزنة ووازنة على المستوى الوطني والدولي من خلال علاقاته التجارية الواسعة والمحكمة وقد عرف عن الرجل صرامته في مواقفه السياسية و إخلاصه لأهدافه ومبادئه التحررية التي تدعو إلى حياد المؤسسة العسكرية و ابتعادها عن السياسة وحياد الإدارة العمومية في مواقفها المتعلقة بنزاهة العملية الديمقراطية وهذه المواقف الشجاعة و المشرفة هي التي دفع الزعيم الرئيس بمب ولد سيدي بادي ثمنها غاليا. فقد تعرض للسجن في الثمانينيات من طرف العقيد محمد خونه ولد هيداله متهما إياه بدعم انقلاب 16 مارس الذي قاده العقيد كادير مدعوما من المملكة المغربية إلا أن الرئيس ولد هيدالة أثناء زيارته لولاية آدرار لاحظ الأشغال الجارية في مدينة عين أهل الطايع فسأل مستشاره من هو صاحب هذا المشروع فأجابه قائلا هذا المشروع ملكا لبمب ولد سيدي بادي فقال الرئيس ولد هيدالة: إن أمثال هذا الرجل الذي يشيد ويوفر العمل لأبناء بلده لا يخونون أبدا أوطانهم وظل بمب عبر تاريخه النظيف رجل المواقف الصلبة وظلت موريتانيا عزيزة عليه رغم ما تعرض له طيلة أكثر من عشرين سنة من الظلم والحصار أثناء حكم معاوية ولد الطايع إذ عمل رجال أعمال معروفين مقربين من النظام آن ذاك على خنق مؤسساته العملاقة التي كانت توفر مايزيد عن 4000 فرصة عمل و تدفع الضرائب بشكل منتظم للخزينة الوطنية مع المواظبة على تأمين عمالها لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. وفي سنة 1985 أسس أكبر مؤسسة لصناعة الألبان والمعلبات الغذائية بغطاء مالي ناهز المليار أوقية إيمانا منه بضرورة تطوير قطاع الصناعة و النهوض به كرافعة للاقتصاد الوطني تساهم في ترشيد مداخل البلاد من العملات الصعبة التي ينبغي حسب وجهة نظره أن توجه إلى قطاعات التعليم والصحة و الأمن إلا أن هذه المؤسسة العملاقة دمرت من طرف حكومة ولد الطايع لأنها بكل بساطة لا تؤمن بمبدأ الليبرالية و التنافس الإيجابي و الإنتاجية أما مؤسسة (مان) للشاحنات العملاقة فقد أثبتت جودتها في دول العالم رغم أنها كانت رديئة في موريتانيا بفعل فاعل مستتر و لاهتمامه بالاقتصاد الوطني فقد كان من المساهمين في تأسيس شركة (سونمكس) للمواد الأولية بنسبة 45%. كان بمب ولد سيدي بادي من الآباء المؤسسين للدولة الموريتانية صحبة رفيق دربه الرئيس الراحل المختار ولد داداه فعلى الأمة الموريتانية أن تكون قوية الذاكرة تثمن الدور التاريخي الذي لعبه الرعيل الأول في بناء هذه الدول والدفاع عنها فأمة بلا تاريخ كطعام بلا ملح وشعب بلا ذاكرة لا حاضر له ولا مستقبل. الهندس: محمد سالم و لد أكرامه (العيدود)