توطئة ،،
1 - لقد أحسنوا الإختيار لعنوان المهرجان..الإنصاف!!
أحاديث الناس في موریتانیا اليوم، ثنائية:
2- حديث النخبة، حشر الناس في مهرجان " الإنصاف " ،الأسباب والدوافع...
3 - الحديث عن لهيب الأسعار...
المقال ••
أشعلت صورة اللاعب الدولي الفرنسي دمبيلى زواجه مع حسناء مغربية مواقع التواصل الاجتماعي ، ليس لكونه، نجم دولي ،يرصد الإعلام العالمي كل حركاته، وسكناته، كغيره من النجوم، إذ ليس من المستغرب، هكذا ظاهرة في المجتمعات المتحضرة، وإن كان اللاعب الكاتالوني، وغيره من اللاعبين من ذوي الأصول الإفريقية، يتزوجون من الشقروات هناك، ولكنهم في نفس الوقت يتعرضون لإيحاءات عنصرية في الملاعب الأوروبية في مختلف البلدان والمدارس الكروية في العالم الحر، كما يسمون أنفسهم.
الشعوب الخلاقة، أذابت الرواسب، وذللت الصعاب، لاعبو كرة القدم، ولكريكت ترأسوا دول في الجنوب والمشرق وماسح أحذية، وفنانين آخرين قادوا شعوبا، وترأسوا على الدكاتر والعلماء، لأن المؤسسات الشعبية، هي الفيصل، والكفاءة الحقيقية هي المعيار....
دمبيلى ليس من الغرابة أن يتزوج شقراء رومية أو عربية،بينما ينظر الى الحرفي، وذوي الأصول الشاحبة، نظرة دونية، في ركن آخر، من الطبيعي أن تتعثر التنمية في هذا الركن.
مابين زواج ديمبلى، ومهرجان الإنصاف لحزب الأتحاد من أجل الجمهورية شهدت البلاد هزة اجتماعية عنيفة على ضوء المساس بمكونة " لمعلمين " وبين الفينة والأخرى، يتم المساس بمكونة، لحراطين ذات الحجم الديمغرافي الوازن، وعلى إثر المساس بهاتين المكونتين، جاء خطاب رئيس الجمهورية في وادان، لتهدئة المشاعر، وامتصاص غضب المتشنجين، وإبراز مالهذه المكونات من دور أساسي في الحياة لهذا المجتمع، ملحاً على ضرورة نبذ الشرائحية، وثقافة التعالي على الآخر.
وهنا وجد السياسيون، كالعادة، فرصة لا يمكن تضييعها، للتقرب والولاء أكثر من الحاكم قصد المحافظة على نصيبهم من الكعكة، فقاموا ببرمجة مهرجان داعم لمضامين خطاب وادن التاريخي، وسموه، مهرجان " الإنصاف " ..
لقد أحسنوا الإختيار!!
- من الإنصاف العمل على فلسفة التمييز الإيجابي حتى تتقارب المكونات الإجتماعية إقتصاديا...
- من الإنصاف معاقبة كل من أساء، للمكونتين،قصدا أو عن غير قصد، بعقوبة مغلظة حتى يعود عبرة لغيره، فالسلطان يجب أن يرعب من أجل الحق،حتى تخافه الرعية.
- من الإنصاف تولي إدارة كثر، للمغبونين تاريخيا، طالما أن الكفاءات، موجودة من بينهم أيضا.
قبل و بعد خطاب وادن، عشنا وشفنا، قوافل توعوية للحزب الحاكم، لا تتحرك إلا على إثر اكتشاف حالات عبودية في جهة ما من الوطن، وكذلك اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، أو على ضوء خطاب غني بالأفكار، النبيلة،كما هو حال خطابات رئيس الجمهورية الأخيرة، وتلك الأولى.
مهما يكن، فالإنصاف، يجب أن لا يكون، بالكلام، لأن مواطن الثراء، التواجد فيها بشكل معتبر، دون المطلوب، عن المجال الدبلوماسي، والقيادي، ورأس المال، واتاحة الفرص، وصناعة رجال الأعمال، وإدارة الشركات، والمؤسسات الكبرى نسبية، وعليه فإنه يوجد أبناء من المكونات التي عانت من غبن وتهميش في مختلف الحقول الإدارية، ولكن، ليسوا بتلك الكثرة نظرا لعوامل البعد الهرمي في المجتمع ماقبل الحداثي.
وعليه فمن الإنصاف أن تتبلور الأقوال الى أفعال وبالتالي فإن الصور في المنصات، ودفعات التخرج، يجب أن تعكس التنوع الثقافي والعرقي للفسيفساء الإجتماعية ،وإلا فإن المهدئات لن توقف سيل الألم ،والألم الإجتماعي جنت شعوب في محيطنا الإقليمي والدولي آثاره السلبية على الإستقرار والسكينة العامة......
أبعاد الصور،،،
الصور المرافقة:
صورة ماسح أحذية حكم البرازيل هو مهندس نهضتها الرئيس لولا ديسيلفا، فهل يمكن أن يتقدم ماسح أحذية للترشح للرئاسيات في بلادنا، وكيف سينظر له المجتمع؟
الصورة الثانية، لمسيرة ميثاق لحراطين ولولا شعور شريحة وازنة بالتهميش وضعف البرامج الإقتصادية، لما تشكل الميثاق ولا حركة شرائحية؟
الصورة الثالثة لمقتنيات صنعها حدادة، مع العلم أن الحضارة، فتحت آفاق الحدادة والحرف لكل بني البشر، بصرف النظر عن مكانتهم، فالميكانيكا والصناعات الثقيلة والخفيف ليست إلا شكلا من أشكال الحدادة،فهل يمكن أن يترشح حداد لقيادة بلد يحتقر فيه الحداد ،فالجدار الحديدي يمنع العبور.
الصورة الأخرى، لرئسي، ليبيريا والباكستان،فكلاهما لاعب كرة، فهل يمكن لمجتمع الشعراء والمبادرات أن يتقبل بترشح لاعب كرة، سيكون مدعاة للسخرية من أبناء عمومته وأصدقائه قبل الآخرين؟؟؟
من الإنصاف، أن نخلق منهجية أكثر انصافاً،إذا كنا فعلاً،نريد أن نحرك المياه الآسنة..
مهرجان " الإنصاف " حشر على وقع زلزال...
تحياتي الى كل التنويريين••
محمد ولد سيدي كاتب صحفي مدير موقع اركيز انفو