تجارب وتعهدات ••

أحد, 12/19/2021 - 10:25

الشيء الوحيد الذي أخطأ فيه ولد عبدالعزيز، هو عدم فتح وسائل الإعلام العمومية أمام خصومه، ورب ضارة نافعة، فقد فتحت أمامهم، ودخلوا القصر الرمادي وصالوا وجالوا مع الرئيس لكنهم لم يكونوا له عوناً،فالتنبيه الذي كانوا يسدونه لولد عبد العزيز، وهم في المظاهرات والمهرجانات الساخنة لم يفعلوه للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الذي بسط لهم البساط الأحمر، وتعاقبوا عليه فرادى وجماعات تاركين خلفهم كل المطالب التي كانت تصدح بها حناجرهم منذأن دخلت البلاد التعدديةالسياسية.
رويدا رويدا، يبدو أن الرئيس غزواني استدرك الخطر والتباطؤ وعرف في نصف المباراة- نصف المأمورية- أن الحرية المطلقة لا يمنحها القائد في المجتمعات المتخلفة لمعاونيه،،وبالتالي فإن جمعنة القرارات ومركزيتها خطوة في الأتجاه الصحيح، وهو ما جعل الكل يطأطؤ رأسه للرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز، فذلك لايرجئ وزيرا ولا مديرا عجز أن يقوم بعمله وفق ماهو مطلوب،بل يقيله ويسجنه أحياناً و يفرض عليه أن يسدد ما ضخم به جسمه وبنى به القصور، للأسف بعضهم حجز لنفسه مكانة سامية في حكومة ولد الشيخ الغزواني وهاهو يجني حصاد الملطخة أياديهم بالمال العام.
القدوة في المجتمعات الهرمية، القبلية، هي الضرب بيد من حديد على كل مفسد أنى كانت مكانته، عندها ستنبت الجبال والصحاري، قبل أن تنبت السهول، ويومها،ستزدهر البلاد، وتصبح قبلة للأدمغة المهاجرة ورأس المال الأجنبي.
السياسة فن، وما نقوم به إلا تخمين وفق معطيات معينة بعضها في الحاضر، كالخطوات الأخيرة، وبعضها للمستقبل ،ولكن، نرجو أن لا نسبح في بحر من الملهاة ، فإذا كان نقد النظام لنفسه، أو لإدارته يفضي الى أشياء ملموسة، فقد فعلها أكثر من مرة، ولاشيء تغير سوى الزيادة في التذمر من جانب هرم السلطة على السلطة، والقاعدة الشعبية المستهدفة بالإصلاح هي الأكثر ضررا، فلا صندوق كورونا، أظهر جدوائيته، ولا خطة الإقلاع الإقتصادي وهي تقارب ربع مليار، ولا حلقات مهمة من برنامج تعهداتي، الرائع، الشامل لكل مجالات التنمية، شوهدت معالمها في الوسط القروي، ولا أشباه المدن، ولا الإكتفاء الذاتي، قرب من أن يتحقق .
الديمقراطية، يا أحفاد المرابطون، وبيت الشعر، وموطن المبادرات، ليست غاية، بقدرما هي وسيلة للحكم الرشيد، ولعلكم تدركون مرتبتنا في مؤشر الحكم الرشيد عالميا.
حبذا لو سلكنا، نهج الصين، أو نهج الإمارات العربية المتحدة، وقطر، ورواندا، لأنعكست ثرواتنا المتنوعة في البر والبحر على شعبنا القليل، ولكن، ثمة خلل، فلا الديمقراطية بحذافرها سلكناها، ولا نهج الأنظمة الشمولية التي أبانت للعالم أن التعددية السياسية ليست الحل الأمثل لبناء المجتمعات والدول.
الحقيقة أننا ننهج نهجا خاصا، عسانا أن لا نكون، في انتظار، رائد إصلاح، بشكل دائم...
لقد تراجع الإقناع، بتراجع الأداء، كانت الدولة من كل جهاتها، مجموعة من الأوراش الباعثة للآمال.
أعطت تعهدات أردوغان ثمارها في غضون ثلاث عشر سنة لتدخل تركيا مجموعة G20 .
وأعطت تعهدات بول كاغامى أقل من عشرين سنة لتكون رواندا جوهرة إفريقيا بعد أن كانت مرتعا للجثث والجيف والحرائق، وأعطت تعهدات مهاتير ثمارها في حيز زمني أقل من عشرية،،،،
فمتى نستدرك مايعيق مركبنا؟
محمد ولد سيدي المدير الناشر لموقع اركيز انفو
.