الداء والدواء، قراءة خاصة بعد التزاحم في روصو!!

جمعة, 12/10/2021 - 11:03

حين يتجالس، باحثون، في منبر، من المنابر، أو ينزوي أحد الكتاب،في غرفة، هادئة، آخر الليل، يقرأ، ويشخصن، الأسباب والمعوقات التي تحول دون تطور بلد حباه الله دون غيره من البلدان في شبه المنطقة بثروات كثيرة فإن التشخيص والعلاج سيترائاى له في أول وهلة.
أن تتمكن دويلة، مثل رواندا، من لملمة جراحها، وتحولها الى رافعة للبناء ،والتآخي، ورص الصفوف، وبوصلة، لرأس المال الأجنبي في أقل من أربع مأموريات في بلاد الشعر والشعراء، والمبادرات، والثروات الطبيعية، وتبقى أرض الخصوبة،والسمك والمعادن النفيسة، تنتظر حفنة من الدولارات من دول أوروبا، والخليج، والهيئات الدولية، من أجل توفير،لقمة العيش، أو تشييد طريق، أو بناء مشفى، أو استيراد شاحنات من الخضروات، فهذه مفارقة غريبة.
قبل جائحة كورونا التي يبرر بها كل عجز، وفشل، فإن جائحة الفساد، وأغصانه المتفرعة، الضاربة في هضاب العقود الماضية، هي النكبة الكبرى لأمة ماكان ينبغي أن تزدهر الشعوب الشييوعية، والملحدة في آسيا ودول أمريكا اللاتينية وإفريقيا،التي استقلت معنا، وبعدنا،وتبقى بلاد ،الدين الإسلامي هو عقيدتها الفريدة، فلا شيعة، ولا مسيحيين، ولا يهود، ولا حتى مذهب آخر، غير المذهب المالكي حتى لا تعوقها عائقة، رغم أن بلدانا بها تعدد ديني، ومذهبي ،وطائفي ،استطاعت أن تحجب لنفسها مكانة في مصاف الدول المتقدمة.
يتحدث بعضهم عن تزوير للشهادات، وتمكين أصحابها على حساب من اشتكت منهم مقاعد العلم، واكلت " لرظة " شهاداتهم، وعذبتهم البطالة ،ومع ذلك يحلمون بحجب مقاعد عليا في عالم المال والأعمال والسياحة والتقدم والإزدهار والبحث العلمي والتصنيع...
السيارة التي تشاهدونها كان من الأجدى أن تصنع في إزويرات أو أكجوجت حيث حقول الذهب والحديد والنحاس، ولكن، شاءت الأقدار، ونظرا لعامل الإرادة، وحجم الطموحات، أن تصنع في في السنغال، بلاد" الفستق " حيث لا ثروة غير الإستثمار في العقل،وذلك هو الإستثمارالحقيقي الذي يعوض كل النواقص،في وقتكانت فيه قاطرات نخبتنا " المريضة" تتبارى في روصو أمام رئيس الجمهورية فيأيهم أكثر ولاءاً، له، وفي الحقيقة فإن ولاءهم لمصالحهم الضيقةقبل مصلحةالوطن ،وهذاهو ديدنهم مع كل جالس على الكرسي الذهبي ..
مازلنا في رحاب العشريات، المزارعون يضربون الناقوس، و شركة التموين لما تأخذ مكانتها بعد حتى يهبط محرك الأسعار على مدرجات الأسواق، والإكتفاء الذاتي مازال أغنية ينشد كل بون يحلق فوق شرفات وزارة الزراعة،ومن لم يكن لديه يد طولى،في دهاليز الحكم، سيبقى خارج السرب، مهما كانت كفاءته،لنسير الى الأمام، ولو بخطى " الحلمة " كما هو شعار سيارة السنغال.
محمد ولد سيدي كاتب صحفي