ﺃﻥ ﻧﻜﺘﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﻌﻨﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻜﺘﺐ ﻋﻦ ﺃﻭﻃﺎﻥ ﺃﺳﺮﺓ ،ﻗﺮﻳﺔ ، ﻣﺤﻴﻂ ، ﻧﻜﺘﺐ ﻋﻦ ﺛﺎﻟﻮﺙ :
ﺷﻌﺐ - ﻭ ﺃﺭﺽ - ﻭﺣﻜﻮﻣﺔ ... ﻭﻟﻜﻦ ، ﻣﺎﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ؟ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ؟ﻭﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻱ ﺗﺼﺮﻑ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺼﺪﺭﻩ ﻗﺎﺋﺪ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﻋﺪﻳﻢ ﺍﻟﺠﺪﻭﺍﺋﻴﺔ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻟﻠﻮﻃﻦ ؟ ﻭﻣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﻃﻨﻴﺎ ﺣﻘﺎ ؟
ﻻﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻃﻨﻴﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻫﻮﻳﺔ ،ﻭﻻﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻭﻃﻦ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻭﻋﻰ ﺣﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ، ﻭﺣﻖ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻹﻋﺘﺪﺍﺀ ﺧﺎﺭﺟﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺲ ﻣﻦ ﻣﻘﺪﺳﺎﺗﻪ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻡ ﺍﻟﺘﻮﺣﺪ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﺿﺪ ﻭﺭﺹ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﻭﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﻠﺤﻤﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻨﺼﺮﻭﺩﺣﺮ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻭﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺋﺔ .
ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﺒﺪﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺇﺳﺘﻐﻠﺘﻪ ﻷﻏﺮﺍﺽ ﺷﺨﺼﺎﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﺌﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﺟﻬﻮﺍﻧﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺭﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻛﻤﺎﻫﻲ ﻓﺎﻟﻮﻃﻨﻲ ﻫﻮﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻲ ﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﻣﺎﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﺤﻘﻖ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﻷﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ،ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﺤﻘﻖ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺑﻴﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺷﻌﺒﻪ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ،ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺎﻟﻘﺎﺋﺪ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺑﺄﺑﺴﻂ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻭ ﺍﻷﺛﻤﺎﻥ ، ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﺠﻤﻊ ﻭﻻﻳﻔﺮﻑ ﺑﻴﻦ ﺷﻌﺒﻪ ﻭ ﺷﻌﺎﺑﻪ ،ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﺸﻴﺪ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻳﺒﻨﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻓﻲ ﻭﻳﻮﻓﺮﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻭﻳﺸﻐﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻘﻀﻲ ﺃﻭ ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ...
ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﺃﻭ ﺍﺧﺘﻠﻔﻨﺎ - ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻲ ﺍﻷﺫﺭﻉ - ﻻﻗﺪﺭﺍﻟﻠﻪ - ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺤﻜﻢ ﺿﻤﺎﺋﺮﻧﺎ ﻭﻧﻮﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻓﺎﻟﻮﻃﻦ ﻛﻤﺆﺳﺴﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﻻﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺸﺨﺺ ﻭﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻳﺮﺗﺒﻄﻮﻥ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻃﺎﻋﺔ ﻭﻟﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻴﻤﺎﻫﻮ ﺻﺎﻟﺢ ﻭﻳﺨﺪﻡ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ، ﻭﻻﻳﺤﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻀﺮﺓ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﻛﻜﻞ ﺇﺫ ﻻ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺧﺎﻟﻖ .
ﺍﻟﻮﻃﻦ .. ﺍﻟﻮﻃﻦ !
ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ :
ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻪ ﻭﻣﻘﺪّﺭﺍﺗﻪ، ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻓﺎﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ، ﻳﺤﻖّ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻧﺨﺪﻣﻪ ﻭﻧﺤﺮﺳﻪ ﻭﻧﻤﺪّ ﻟﻪ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﻟﻴﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﻭﻳﻤﻀﻲ ﻟﻠﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻪ، ﻓﻮﺍﺟﺐ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﺍﻷﻭﻓﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ، ﻫﻢ ﻭﺣﺪﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ، ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻋﺮﻳﻘﺔٍ ﺗﻈﻞ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ، ﻛﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺨﺮﺍً ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ...
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺤﺐ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻣﺎﻧﺤﺐ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﺃﻭ ﻧﻔﻮﺫ ﺃﻭ ﺳﻴﻄﺮﺓ ....
ﺍﻟﻮﻃﻦ .. ﺍﻟﻮﻃﻦ ! الوطني لايدعو الى التجزئة ولا يتعصب لجنس أو لون أو مذهب أو عقيدة ...

ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻣﺘﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣﻊ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺗﺠﻤﻌﻨﺎ .