الإستقلال..وجولات التدشين- محمد ولد سيدي

سبت, 11/27/2021 - 06:47

تكاد الأفراح تعم أرجاء البلاد، ولاياتها، ومدنها، وقراها، كل سنة وفي مثل هذه الأيام من شهر نوفمبر ،حيث تتحول البلاد الى ورشة كبرى، تزامناً مع أجواء " الإستقلال " المجيد، مشاريع زراعية هنا، وشبكات مياه هناك، وفك العزلة عن آلاف السكان هنالك، إما في مجال الإتصالات، أو في مجال المواصلات، أو ربط مدن بعضها مع بعض، أو تزويد تجمعات بالمياه والطاقة الكهربائية، أو تشييد منشآت كبرى، بناء إدارات حكومية، ومعاهد وكليات، وأسواق، ومشافي...
كل هذه المشاريع، تستحق الإشادة، رغم أنه لا شكر على واجب، فإن المواطن، ونظرا، لتشعب، عراقيل التشييد، والتعمير، والتركين، صار يشدو، ويرقص على كل إنجاز كان ينبغي أن يحصل عليه منذ عقود خلت.
لقد تحولت البلاد الى ورشة كبرى، فعلاً،إذا ما نظرنا الى مسلسل التدشينات في الولايات المنجمية، وولايات الواحات، والحال نفسه مع الولايات الرعوية، وليست ولايات الزراعة المروية مستثناة من " سحب " التدشينات المخلدة لعيد الإستقلال ،وبعبارة أخرى، فإن ولايات طريق " الأمل " من أدنى نقطة الى أقصى نقطة، وجدت نصيب الأسد من المشاريع الكبرى، حيث الوزير الأول يشرف على حزمة مشاريع كبرى، بالحوض الشرقي، ثم يشرف الرئيس على وضع حجر الأساس لبناء جسر بحري يربط بين مدينة روصو الموريتانية، ومدينة روصو السينغالية، وبحضور الرئيس السنغالي ماكي صال، وهو حلم راود سكان القرى والمدن الواقعة على ضفة نهر السنغال منذ فجر الإستقلال....
ولئن كان الإستقلال، تطلب معارك، وتضحيات، حتى تحقق، ف...على هذه الأرض، وقعت مقاومة، شرسة، ضد المستعمر الفرنسي حيث مات الآلاف من المستعمر، واستشهد المئات من أبناء هذا الوطن الغالي في أقل من خمسين معركة من معركة سهوت المأ الى معركة وديان الخروب.
لقد حصلت البلاد على الإستقلال، كما حصلت عليه مختلف البلدان، ولكن، يجب أن نعزز الإستقلال، ولا نكل، فكلما كان البلد أكثر غنىً،عن الآخر، كلما كان الإستقلال أشمل، خاصة في المجالين الغذائي، والدفاعي، وعليه ماكان ينبغي أن تحل الذكرى 61 لعيد الإستقلال، والبلاد تستورد 80%من حاجياتها الغذائية، رغم وجود نهر دائم الجريان...
نعم، سيتعزز، الإستقلال،سنة بعد أخرى، وكان ينبغي أن يتعزز أكثر ،فأكثر،، بإستخراج المناجم المتعددة، ووجود شواطئ غنية، وساكنة هي الأقل في شبه المنطقة،ومهما يكن، فإن أمة انطلقت من الصفر، لا بنى تحتية، لا مدن، لا طرق، لا كليات، لا مستشفيات، ولا جسور...ف،شيدت المدن، وعمرتها، وفكت العزلة، وجلبت كافة الخدمات الأساسية الى كل ركن من الوطن، قادرة أن تتخطى كل العقبات الداخلية، وأعتقد أنها مسألة وقت، كما تخطت كل المؤامرات ضد وجود كيان، يسمى، موريتانيا على هذه الأرض.