أدب وفن- مقارعة دب!!

ثلاثاء, 11/09/2021 - 00:33

...وداعبهما الدب في طريقهم الى القرية، في ليلة مقمرة، مرة يخرج عن يمينهم بسرعة البرق، ومرة يخرج عن شمائلهم، يقفز حيناً،ويحرك ذيله أحايين أخرى، اقشعر جسمه، لما اقترب منه تارة، امسك بجلمود صخر، ليضربه، ناداه صاحبه، أخي الكريم،عيسى، لا، ،إياك، وضربه،،،
سيدي أحمد: عيسى هو اقترب مني!
عيسى، سيدي أحمد، أنت حديث عهد، بالمنطقة، هذه أرضنا، نحن نعرف الدب، لانعيره اهتمام...أتركه، لن يفعل شيئا، هو يختبرنا...
عيسى: ماذا تقول: سيدي أحمد، الدب، يختبر البشر!!، سيدي أحمد: نعم، يختبرهم ،فإذا أحس أنهم خائفون، يفترسهم، لاتعيره اهتمام...
كن شجاعا، لا تبالي،به، نحن هنا، نعرف ألاعيبه، لا تحسبه ،وحيدا، مجرد أن ترميه، يصيح صيحة، فيجتمع علينا فيلق من الدبب، لاتبالي به،،،
وبينما هما يتبادلان الحديث، وصاحب الصخرة، يرتعد، أطلق أحد المنمين طلقة من عيار 36 وهو يحوم حول قطيعه في احدى المروج، فانصرف الدب...حينها رأوا نارا تشتعل من بين شرفات الأشجار العالية، فهرعوا إليها،مهرولين.
أول وصولهم الى المخيم، قابلهم راع يحوم حول القطعان، فسألوه، أنت من أطلق النار؟
قال لهم: نعم، أنا من أطلق، لإبعاد الدبب عن أنعامنا!! ،ردوا عليه: عجباً،لقد رجع عنا للتو، وكاد أن يقضي علينا، لولا، صوت الطلقة، فناداهم قائلاً،أنظرا الى تلك الجثة، فضلته البارحة من بنت مخاض...إنهم كثر هنا في هذه البقعة، سنرحل غدا...
هيا لنتناول الشاي..
أوقد الفرن، وحلب من الأبقار، وبدأ معهم أطراف الحديث، والقمر في كبد السماء، هدوء، ولحن صراصير، والثرياء، ترسل أضواءها المائلة الى الحمرة ، والبياض في آن واحد..
وتخلل الحديث، ازريكة من كلام افلان، والبيظان، بين المستضيف والضيوف،وبعض الأشعار...
طال الحديث، وحلت الأنسة ،محل القلق، وحلقة المغتربين، وأغنية، سليمان، هي الوصل بين الأهل والخلان عبر إذاعة موریتانیا،،،
انتهى الشاي، مع تدخين،متقطع، عند منتصف الليل، ثم تناولوا العشاء، اللبن وكسكس، وبعد، ذلك، ناموا حتى الصباح...
تناولوا الفطور، وشربوا الشاي، ثم انطلقوا قبل طلوع الشمس، تغمرهمالفرحةوالسرور، بعد أن ودعوا رب الأسرة الكريمة شريف صو، سائلين المولى أن يجعل ماتكرم لهم به في ميزان حسناته...
محمد ولد سيدي
ملاحظة:
الأسماء مستعارة،،،