الدول التي دمرتها الأزمات السياسية بسبب غياب الشفافية والدكتاتورية ،والأخيرة، أي الدكتاتورية، لاتشمل الأنظمة السياسية، وحدها، بقدرما، تشمل التنظيمات المدنية الأخرى، كالأحزاب، والنقابات أحايين أخرى. فتوجد دكتاتوريات مدنياتية، صغرى، في أحشاء دكتاتوريات كبرى داخل الكيان الأشمل للكل، والمتثل في الدولة.
فكم من حزب يطالب بالتغيير، ولم يغير قيادته منذ نشأنه، ولعل 99%من أحزابنا السياسية تعاني من نفس المعضلة، وبالتالي فإن عدم،نضج تجربتنا الديمقراطية ،لهم حظ كبير فيه، الى درجة المطالبة أحيانا، بالتغيير، بفوهات البنادق، بعد أن أخفقوا في إيصال رسائلهم الى الشارع، ومما زاد الطين بلة، مباركة الأحزاب المريضة تلك بالتغيير بفوهات البنادق و أصحاب النياشين، ف...يشب رئيس الحزب قائدا، ويهرم قائدا، ويموت قائدا، ويرث أبناءه القيادة أحيانا، أو أبناء عمومته، ويتحول الحزب الى نظام ملكي، عائلي، متوارث، وموروث أباً،عن جد،والحال نفسه، مع الكونفدراليات، والنقابات، لاتتكلموا عن ماري لابين، فتلك حالة نادرة، لكن، الأحزاب في بلاد الأنوار، تتغير بشكل روتيني، والرئاسة، بين الفينة والأخرى ،بين الإشتراكي والليبرالي، لعل وعسى أن يأتي طائر ليقارن بيننا وفرنسا، كما فعل طليق اللسان في العشرية، والخبير في التمويه، وفلسفة التضليل.
في بلاد الشعر والمناجم والسمك والثروة الحيوانية، لم يحدث التغيير على مستوى قيادة الأحزاب منذ دخول البلاد معترك التعددية لم يحدث بشكل فعلي إلا من خلال ثلاثة أحزاب مؤثرة في المشهد السياسي هي:
1-حزب السلطة، والتغيير في قيادته، وهياكله غالبا ما يكون، توافقيا، وبأوامر عليا، p.r.d.sو a.d.i.lوupr...
2- حزب تواصل، هو الحزب الأول في البلاد الذي كرس مفهوم التناوب، بشكل ديمقراطي.
3- حزب اتحاد قوى التقدم، سلك نهج حزب تواصل، أو نهج الإصلاح في سنواته الأخيرة، وهذا الحزب، حزب نخبة بإمتياز...
وبما أن تجربتنا تعاني من بعض الأمراض، كالنزعة في البقاء، في المنصب، وبطرق شتى، انعكس ذلك على الأداء العام، حتى من نخبة كان بالإمكان أن تعطي النموذج الأفضل في تكريس اللعبة الديمقراطية، ك...منهج وأسلوب حكيم للتعايش والوفاق والإنسجام،فأن يتغنى الشعراء، بالعدل، ويقدموا تضحيات جسام، ويقودوا الثورات، ويصورونها في ملاحم وقصص أدبية، كان عليهم أن يعطوا الصورة المثلى ،عبر الصندوق، كما أعطاها حزب تواصل واتحاد قوى التقدم والشعب في الإنتخابات الرئاسية.
محمد ولد سيدي المدير الناشر لموقع اركيز اينفو