الفقر والرخاء، دراسة خاصة للبنك الدولي

سبت, 10/30/2021 - 16:38

تهدف مجموعة البنك الدولي إلى تحقيق هدفين رئيسيين، هما: إنهاء الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك. وتشكل هذه الرسالة ركيزة لجميع التحليلات والعمليات التي تنفذها مجموعة البنك وجهودها لجمع الأطراف المعنية في أكثر من 145 بلدا متعاملا معها. فعلى مدى 25 عاما تقريبا، كان الفقر المدقع - وهو أول أهداف التنمية المستدامة في العالم – يتناقص بشكل مطرد.

والآن، ولأول مرة خلال جيل واحد، تواجه جهود إنهاء الفقر أسوأ انتكاسة لها على الإطلاق.

من المتوقع أن ترتفع معدلات الفقر المدقع في العالم في عام 2020 لأول مرة منذ أكثر من 20 عاماً، حيث أدت الاضطرابات الناشئة عن جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) إلى تفاقم قوى الصراع وتغير المناخ، التي كانت تُبطئ بالفعل من وتيرة التقدم المحرز في جهود الحد من الفقر. يعيش حوالي 100 مليون شخص إضافي في فقر نتيجة الجائحة.

وانخفض معدل الفقر المدقع في العالم من 10.1% في عام 2015 إلى 9.2% في عام 2017. ويعادل ذلك نحو 689 مليون شخص يعيشون على أقل من 1.90 دولارٍ للفرد في اليوم . وباستخدام خطوط الفقر الأعلى، كان 24.1% من سكان العالم يعيشون على أقل من 3.20 دولارات للفرد في اليوم و43.6% على أقل من 5.50 دولارات للفرد في اليوم في عام 2017.

وفي عام 2018، كان أربعة من كل خمسة أشخاص دون خط الفقر الدولي يعيشون في مناطق ريفية،

يشكل الأطفال نصف الفقراء، أما النساء فيمثلن أغلبية الفقراء في معظم المناطق وفي بعض الفئات العمرية. ولم يحصل نحو 70% من فقراء العالم في سن 15 عامًا وأكبر على أي تعليم مدرسي، أو حصلوا فقط على قدر محدود من التعليم الأساسي.
يعيش ما يقرب من نصف الفقراء في أفريقيا جنوب الصحراء في خمسة بلدان فقط، هي: نيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وتنزانيا وإثيوبيا ومدغشقر.
يعيش أكثر من 40% من فقراء العالم في اقتصادات متأثرة بالهشاشة والصراع والعنف، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 67% في العقد المقبل. وتضم هذه الاقتصادات 10% فقط من سكان العالم.
يعيش نحو 123 مليونا من فقراء العالم في مناطق شديدة التعرض لخطر الفيضانات.
ولكن العديد من الناس الذين بالكاد نجوا من الفقر المدقع قد يسقطون في براثنه مرة أخرى نتيجة لاقتران تفشي فيروس كورونا بالصراع وتغير المناخ. وتشير "توقعات جديدة" (تقديرات أولية) لعام 2020، تتضمن تأثيرات جائحة كورونا إلى أن ما يتراوح بين 88 مليونا و115 مليون شخص سيسقطون في براثن الفقر المدقع، ليصل مجموعهم إلى ما بين 703 ملايين و 729 مليون شخص.

ومن المحتمل أن يكون "الفقراء الجدد":

أكثر تركزا في المناطق الحضرية مقارنة بالفقراء المزمنين.
أكثر مشاركة في الخدمات غير الرسمية والتصنيع وأقل انخراطا في الزراعة.
يعيشون في بيئات حضرية مزدحمة ويعملون في القطاعات الأكثر تضررا من الإغلاقات والقيود المفروضة على التنقل.
وستتأثر البلدان متوسطة الدخل كالهند ونيجيريا تأثرا كبيرا؛ علما بأن هذه البلدان ذات الدخل المتوسط موطنا لحوالي 80% من الفقراء الجدد.

وتذهب التقديرات الجديدة إلى أن تغير المناخ سيدفع ما بين 68 مليونا و 135 مليون شخص إلى براثن الفقر بحلول عام 2030. ويمثل تغير المناخ تهديدا خطيرا بشكل خاص في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا - حيث يتركز معظم فقراء العالم. وفي عدد من البلدان، تعيش نسبة كبيرة من الفقراء في مناطق متأثرة بالصراعات وتواجه خطر الفيضانات - مثل نيبال والكاميرون وليبريا وجمهورية أفريقيا الوسطى.

وقد تسببت جائحة كورونا، وهي أحدث المخاطر المباشرة التي تهدد جهود الحد من الفقر، في كارثة اقتصادية عالمية لا تزال تأثيراتها السلبية آخذة في الانتشار. وما لم تتخذ بلدان العالم تدابير مناسبة للتصدي لها، فإن التأثيرات التراكمية لهذه الجائحة وتداعياتها الاقتصادية، والصراعات المسلحة، وتغير المناخ، ستتمخَّض عنها تكاليف بشرية واقتصادية هائلة لفترة طويلة في المستقبل.

وتشير أحدث البحوث إلى أن نيران تأثيرات الأزمة الحالية ستطال بالتأكيد معظم البلدان حتى عام 2030. وفي ظل هذه الظروف، أصبح هدف خفض معدل الفقر المطلق العالمي إلى أقل من 3% بحلول عام 2030، والذي كان بالفعل في خطر قبل الأزمة، أمرا بعيد المنال الآن ما لم تُتخذ تدابير سريعة وهامة وملموسة على صعيد السياسات.

ويبين التاريخ أن العمل العاجل والجماعي يمكن أن يساعدنا على التصدي لهذه الأزمة.

آخر تحديث: 14 اكتوبر 2021