العافية تقابل....المرض!!
وترتبط العافية، ارتباطاً،وثيقاً،الى حد التوأمة والإلتصاق مع مفردة " الصحة ".
في كل الطقوس، يتوحد الصوفيون، في الأدعية لأتباعهم، متمنيين لهم، بدوام الصحة والعافية.
دلالياً،الصحة، أعم من العافية،،،
العافية، مصطلح أدخل في الخطاب السياسي - وهذه المرة- ليس الموالاة هم من استحدثوه، ربما ملكاتهم أفرغت جميع إبداعاتها منذ دخول البلاد التعددية السياسية مطلع التسعينات.
المعرفة للجميع، الكتاب، رئيس الإجماع، رئيس الفقراء، رئيس العمل الإسلامي، الرئيس الرمز، المرجعية، المسحة الأخلاقية، رئيس العهد...
بيد أن مدلول، العافية، لخص كل مفاهيم التفخيم، والتقدير، والقبول، والمستكشف، منافس شرس، وعنيد من خارج حلبة البلاط،ف...كيف نحافظ على نعمة " العافية " في ظل رئيس " العافية " ،و نضال العافية ؟
لقد توالت زوابع هزت العالم، لم نسلم منها، ومنها، وثائق باندورا، حيث بينت حجم الفساد الذي عشش في أهم ركائز الإقتصاد الوطني، قطاع الصيد ،و لكي لا تتضرر العافية، يجب علاج مشكل الصيد الذي هو رئة الإقتصاد الوطني...
الزوبعة الثانية، وينبغي أن تكون الأولى، هي أحداث اركيز، في ظل جو يطبعه السلم والتوافق والتشاور، كشف سكان اركيز، ومدن،أخرى،حجم اللا مبالاة، حتى جن جنونهم، بسبب الإهمال واتشعرين من سوء الخدمات .
الزوبعة الثالثة، هي ماتقيأ بها المستشار أحمد ولد هارون ولد الشيخ سيديا في برنامج في الصميم، ولئن كان " اتمغني " هو ما أدى به الى هكذا حموضة، وفق التبريريون، وكونه من بيت بلاط، ومثقف من العيار الثقيل، وعارف بكواليس الإدارة، ومايجري في قطاع العدل، ودهاليز الدولة العميقة التي هي دولة، في دولة ،في العالم الثالث، فإننا، متفقون جدلاً،على صحة، الرواية الرسمية، في هذا الصدد، إلا أننا أيضا متفقون على مسألة واحدة لا خلاف عليها هي:
أن الإدارة مريضة، وتعاني من أوبئة شتى، ، قبل رئيس العافية، وفي عهد رئيس العافية، وفي جو العافية...ولولا هذا الداء لما كان الرهان على محو الديون، أو تمديدها، أو طلب قروض ومساعدات مهما كانت الظروف الدولية، فلماذا لا تنعكس عائدات الذهب على السكان؟
ولماذا لاتنعكس عائدات الحديد على السكان؟
ولماذا لاتنعكس عائدات الصيد على السكان؟
ولماذا لاتنعكس الجهود في الزراعة على السكان؟
ولماذا في كل حملة زراعية ،تحدث أزمة في السماد، وفي الحاصدات؟
أوجاع هكذا قطاعات حيوية، انعكست سلباً،على أوجاع الخدمات الأساسية الضرورية، وهو ما عكر أجواء السكينة العامة، حيث:
العطش في مناطق واسعة في الداخل...
وانقطاع الكهرباء في مدن وقرى وتجمعات كثيرة...
وتعليم يحتضر، يعيش آخر أنفاسه، عند نهاية كل سنة دراسية، تحدث صدمة،في نتائج الإمتحانات الوطنية، السنة تلو الأخرى.
كل هذه الحموضات، تقوض مركب العافية ،فالعافية مصدرها التسيير الشفاف الذي يقود الى السلم والرخاء وبناء إقتصاد قوي قادر على المنافسة وجذب المستثمرين، ولن يتأتى ذلك إلا بإختيار طاقم فني يهوى النجاح وتسلق مضارب الرفاهية في البر والبحر ولو مع تكميم الأفواه كما في دول الخليج والصين ورواندا، فالسياحة في دبي، والصناعة في الصين، والنظافة في كيغالي، فأين نواكشوط من هذه المدن التي ولدت قبلها بإستثناء بيجين؟
مع رئيس، يعزز العافية، ويعزز الإستقلال، ويعزز التلاحم الإجتماعي، ويعزز التقارب بين موظفي الدولة في الأجور،ومع رئيس يبتعد عن سيناريو النهج ، فإذا جمعن هذه التعزيزات فإن العافية تكون قد وجدت ضالتها،فالنهج الصحيح،هو الذي ترجمه، مهاتير، وكاغامى، وأوردوغان وليكوانيو.وعليه فإن الموقع الإستراتيجي للبلاد، والثروات الهائلة، والإستقرار، وسلمية المجتمع، ونقائه، تجعل البلاد قادرة أن تكون عاصمة السياحة والتجارة في العالم نظرا لقربها من أوروبا وتوسطها للعالمين العربي والإفريقي، إذا ما انتصرت الإرادة، وتعززت العافية، أكثر،،،
العافية ،موطن الرخاء،والإستقرار..
محمد ولد سيدي المدير الناشر لموقع اركيز اينفو