اللغة ولبروليتيريا،،،محمد ولد سيدي

سبت, 10/09/2021 - 12:28

اللغة العربية، لغة عبادة أولاً،وهذا يضفي عليها، مكانة عظيمة،إلا أن ولاة أمورنا، المتحكمون في القطيع، الخدماتي، وضعوها في الرتبة الثانية، أو لا رتبة، لأن المعاملات الإدارية، باللغة الفرنسية،وهذا هو محض التناقض، مع نص الدستور، قليلة هي القطاعات الوزارية التي تنشر تعميماتها باللغة العربية، اللهم الشؤون الإسلامية، والعدل،،،
اللغة للتواصل، و السر في الصراع الفرانكو/ عربي، أن التعريب لم يشمل الإدارة، فاستفادت أقلية، على حساب أغلبية، وهذا هو واقع الحياة، في المجتمع المتعدد الثقافات، ليس في موریتانیا وحدها، بل في دول المغرب العربي.
وبالتالي فإن المنحنى " الأعوج " في مجال المثاقفة، لا يختلف كثيرا، عن المنحى، المائل الذي أسس عليه الكيان، لذا وبعد معركة التعريب والإزدواجية، والطلاق من جهة، بين العرب والأفارقة في المدرسة، هؤلاء عرب، وأولئك افرنج، حينا من الدهر، استدرك ولاة الأمر خطورة الشتات بين أبناء المكونات والأعراق،فقاموا، بلم الشمل وغيروا المناهج وجاؤوا بإصلاح 1999المدمر، وضره أكثر من نفعه حيث تهاوت المستويات، وأصبح التعليم مهنة من لا مهنة له، وفي كل الأحوال ظلت غالبية الشعب المطحون تجني الآلام،و،النخبة من عصارة المجتمع خلال عقود استفحال ليبرالية التعليم، ينطبق عليها ماينطبق على قادة لبروليتيريا اللينينية، أبناءهم لا يلعبون مع أبناء الفقراء، ولا يدرسون معهم، فيما يوحي ببطلان الإشتراكية، وبطلان شعار المدرسة الجمهورية،،،،
إن التعريب لا يشكل رجعية، بل محمود في بلد إسلامي، إلا أن الأولى من هذا كله، تحسين الخدمات، وتعزيز اللحمة الإجتماعية، وفي أدبياتنا نحن ناطقو الحسانية- ونفتخر بها- أننا قاطعنا الفرنسية، في مجال المقاومة، فلماذا ندرس أبناءنا اللغة الفرنسية بعد رحيل المستعمر، ومن يريد توظيف ابنه، لا بد أن يدرسه في الأكاديميات الفرانكفونية الحرة، أي تناقض هذا، وأية فلسفة؟
الإشكالية لا تكمن في اللغة، فاللغة تقوى، بقوة أهلها، ونحن للأسف، منظومتنا الحاكمة، تكرس ضعفنا بشكل دائم، أرضنا غنية، وشواطؤنا كذلك، لكن غياب الشفافية، و نجاعة الاستراتيجيات أدى الى تذيلنا في كل فن من فنون الحياة.
التعليم في الدول التي عربت مناهجها ،لايقارن والدول المتعددة الثقافات، ف،مصر وسوريا والعراق والسودان، أحسن منه في دول المغرب العربي، وكل الدول التي لها وزن في الساحة الدولية، ومتقدمة في التنمية تدرس بلغاتها، الصين وتركيا، وكل دول أوروبا...
عربت الفواتير فهل سيتم القضاء على الإنقطاعات المتكررة للكهرباء والمياه، لا أظن ذلك؟؟؟؟
إننا في غنى عن جدلية اللغة، أول من ينقض دعوة التعريب، هم المنظرون راكبو موجات الحراكات الشعبوية قصد مآرب خاصة...