تونس..حل أزمة!!

ثلاثاء, 10/05/2021 - 21:25

في 26/7/2021 قرر الرئيس التونسي إقالة حكومة رئيس الوزراء، هشام لمشيشي وتعطيل البرلمان، و تجميد كل سلطات مجلس النواب ورفع الحصانة عن كل أعضائه، بموجب الفصل 80من الدستور.
وتعتبر خطوة الرئيس قيس سعيد، هذه ضربة ثانية ،تنضاف الى سلسلة الضربات للأحزاب الإسلاموية التي لم تستفد من أخطائها،وآخرها، حركة الإخوان المسلمين في مصر، والسودان، وحزب العدالة والتنمية في المغرب، ثم حركة النهضة أخيرا...
وقد عانت التجربة الديمقراطية التونسية من سلسلة هزات عنيفة، لم تخلو من إغتيالات، عكرت الأجواء، وزادة الطين بلة في الصراع بين القوى الليبرالية، و اليسارية ، الى جانب الصعود المفاجئ لتيار حركة النهضة بقيادة راشد الغنوشي العائدمن المنفى بعد ثورةالياسمين...
لقد خاضت حركة النهضة صراعا مريرا ،ونجحت شعبيا في بسط نفوذها سنوات متتالية،الى حد الهيمنة- مع العلم أن الديمقراطية، تمنح النفوذ،للأقوى،بيد أنها وللأسف ،لم تقرأ واقع الخريطة السياسية، وحجم التحديات الجيو إقتصادية، والعداء للديمقراطية في الأقطار العربية،والغرب معاً، فقد تم وأد التجارب المدنية في المهد، في الجزائر مطلع التسعينات، وفي مصر بعد الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي، وفي موریتانیا، قبل ذلك حينما انقلب الجيش على الرئيس الراحل سيدي ولد الشيخ عبدالله.
من أخطاء النهضة التي دفعت ثمنها، دعمها للرئيس قيس سعيد، على حساب منافسه الآخر، نبيل القروي، هذا الى جانب تمريرها لقانون المساواة في الميراث بين الجنسين، وهذا قمة في التناقض ،حزب يتبنى أيديولوجية إسلامية، يتناقض مع منهجه الدعوي، و الثوابت والمقدسات للأمة...
تكليف نجلاء بودن، وتعزيز الريادة:
لاجدال أن تونس سابقة على كل الدول العربية من حيث الوعي المجتمعاتي، والمرأه التونسية، توازي نظيرتها في الغرب، وهذا الوعي المجتمعي إنعكس إيجابيا بعيد ثورات الربيع العربي التي انطلقت شرارتها في تونس، فقد سلمت تونس من تدخل العسكر في العملية الديمقراطية، والتأثير على الناخبين، والتزم الجيش بالحياد التام، و في الوقت الذي اشتعلت فيه دول الربيع، العربي، بالعنف والإنقلابات، تمكن التوانسة من لملمة جراحهم، والتوافق، وخاضوا إنتخابات تجريبية، ورسمية، وعاشوا في جو يطبعه السلم والتوافق.
ويتأتي تكليف الرئيس قيس سعيد، للدكتورة نجلاء بودن،على رأس الحكومة، ليتوج حضور المرأة التونسية في جميع مناحي الحياة العامة.
قد تكون التجربة الديمقراطية التونسية في تحد صعب، والثورة المضادة لئن لم تنتصر بالرصاص، فإنها أوشكت أن تنتصر بما يشبه إنقلاب ناعم، وهذا ما يخشاه التوانسة، والتقدميين من العرب من المحيط الى الخليج.
لا خوف على الشعب التونسي، ولا خوف على احفاد أبو القاسم الشابي، الذي مازالت كلماته، دستور للأمم التواقة للحرية، والعدالة، حيث قال:
إذا الشعب يوما أراد الحياة..فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي..ولابد للقيد أن ينكسر
محمد ولد سيدي، كاتب صحفي