رسالة اركيز- الكاتب سيدي محمد

خميس, 09/30/2021 - 21:31

أول رسالة تصل إلى ولي الأمر...

وسائلي عن بريد القدس هل وصلت :: خيوله البيض تستسقي روايانا

باسكنو، والطينطان، وكوبني..
رسائل لم تصل..
اعترضها البيروقراطيون بقولهم: "إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون"
وقدسعوا لدى السلطات لتتصامم عنها
مرة بأنهم أزلام النظام السابق
ومرة أن وراءهم أياد خارجية لاتريد الخير للبلد
مرة أن دوافع قبلية تحركهم
مرة أن المعارضة تقف خلفهم..
لقد أسقطت أحداث اركير كل هذه المزاعم

من الطبيعي أن الإنسان إذا ضاقت مذاهبه وانسدت أمامه السبل فإنه سيلجأ إلى الاحتجاج والاعتصام أو حتى الصراخ..
يكتوي المواطن بارتفاع الأسعار وانعدام الخدمات الصحة والتعليم والنقل ثم يطبق عليه الحصار الثلاثي
الكهرباء التي عليها مدار معاشه
والماء الذي هو مِلاك الأمر
والاتصالات التي تفك عزله عن العالم المحيط به

يا صبرَ أيوبَ.. إنا معشرٌ صُبُرٌ :: نغضي إلى حدِ ثوب الصبر ينبزل
لكننا حين يستعدَى على دمنا :: وحين تقطعُ عن أطفالِنا السّبل
نضجّ، لا حيّ إلا الله يعلم ما :: قد يفعل الغيظُ فينا حين يشتعل!

المتنفذون في اركيز لديهم الماء والكهرباء ويتصلون من شبكات الله بها.
مسؤولو الكهرباء والماء والاتصالات والحاكم والمنتخبون المحليون في بروجهم العاجية لايردون على العامة..

طفح الكيل بالساكنة فخرجوا في وقفة احتجاجية خرجت عن السيطرة وجاس خلالها المخربون وكان ماكان ...
ندد بالإفساد في الأرض وإتلاف المال عامًا كان أوخاصا فهذا شيء يدينه الشرع والعرف والقانون
تجب معاقبة المتورطين في إحراق ممتلكات الدولة.
لكن رسالة اركيز وصلت
في نفس الليلة عادت الخدمات بجودة رفيعة الكهرباء والماء وعادت الاتصالات بترف باذخ (خدمة 4G) !!
والغريب أن الخدمات عادت دون دعم خارجي مما يعني أن الحل كان من داخل المدينة كما كان الخلل أصلا من داخلها.
فالأمر عائد إلى فساد الإدارة واحتكار الخدمات.

ويبدو أن لاركيز تاريخا مع احتكار المسؤولين للخدمات ، يقول أحد شعرائه في منع الحاكم للإسعافات:
الحاكمْ حاكمْ :: عنّ ذَ الجانَ
يعطيه الحاكمْ :: عنو مُلانَ

و كان أحد الحكام يقسم الإسعاف حسب هواه وهو ما عبر عنه أحد الشعراء:
يقسّمُه البشيرُ على هواه :: وربّ العرش أعلم بالبشير

ويقول أحد الأدباء عن هلال لخشيم (اركيز):
الهلال الدولة تعطيه :: للشعب إلّ تابع لخشيم
يغير الهلال أبديه :: افلخشيم امغطيه الغيم

وصلت رسالة اركيز للدولة (الرئيس) وكان تصرف الدولة جيدا يذكر فيشكر ، سواء على صعيد تحقيقات الدرك المحايدة أو ماكان من إجراءات لاحقة تتعلق بتغيير الإدارة ودعم الخدمات والحزم مع المفسدين.

على الدولة أن تعي أن المواطن هو حجر الزاوية فتفتح قلبها له.
وقد سلمت الجرة هذه المرة لكن لا أحد يضمن أنها ستسلم كل مرة.