رحلة الموكب!!

أحد, 09/26/2021 - 10:27

السلم كنز لا يعادله شيء، وتمكين القوي، من رقاب الضعفاء، سوسة تنخر، كاهل المجتمع ،،،
وتجاهل معاناة القواعد الشعبية التي يتجبر بها المتنفذون الذين لايشبعون من الثراء، ولا يملون من التلون في المناصب السامية، أن يمضي بعضهم قرابة عقدين بين نائب وعمدة، ووزير، أو سفير، ولا علاقة له بدائرته إلا في مناسبات خاصة، مفارقة غريبة، وتنم عن ضرورة مراجعة مشروعنا الديمقراطي الذي يعاني من كثير من الشوائب...
لماذا تحديد العهدة في الرئاسيات، ولا تحدد في التشريعيات، والبلديات؟
إن التكافل الإجتماعي، والثقافة الإسلامية، التي نفتخر بها، تفرض علينا أكثرمن أي وقت مضى، أن نضع الهيمنة والإستحواذ جانباً،وإلا فإننا سنظل والى الأبد في دوائر الدول الموبوءة، فمن يقتات على فتات الآخر، لم يخطو خطوة واحدة، نحو الهدف المنشود، الرفاهية والرقي، والبنية التحتوية، الجاذبة، لرأس المال الأجنبي ،والحركة الإقتصادية.
بلاد جل قراها، ومدنها تعاني من الإنقطاعات المتكررة للكهرباء،أو لا ماء، ولا كهرباء لايمكن أن توجد بها قطارات تسير بالطاقة الكهربائية، وهي تصدر الكهرباء،،،
يمكن أن يخدع الإنسان غيره، أما أن يخادع نفسه، فمن المستحيل، لقد ضاع كثير من الوقت في الفترات السابقة، كان بالإمكان أن نحقق الإكتفاء الذاتي، ونتغلب على الظلام والعطش، وتدني الأجور، بيد أن الآليات المتخذة، والمحافظة على " السيستيم " حال دون أن نواكب التطور المنشود، رغم الإمكانيات المتاحة، والتي لو كانت في المغرب أو السنغال لكانت في مجموعة العشرين...
الفساد هو العدو الأول والأخير للسلم والإستقرار، وتقارير محكمة الحسابات الماضية التي شوهدت دقت ناقوس الخطر، ويكفي من خطورتها أن الأباطرة الكبار من أكلة المال، يركبون آخر موضة من السيارات، ويتنزهون في اليختات، ويصولون وجولون ،ويترشحون، وينتخبون، نوابا وعمدا، ورؤساء جهات، ومناديب، وكونسيات، ويعاد تدويرهم، في كل عهدة، في المجالس العليا، ورؤساء مصالح ومدراء، فماذا عسانا أن نكون سوى حالب ناكتو في الظاية؟؟؟
لقد استطاعت دول في بحر الصحراء، العربية،وفي أدغال إفريقيا ،أن تواكب عجلة النمو والتقدم في كل المجالات دون أبسط نوع من الحريات، فالحرية مع الفقر والمعاناة والحياة التعسة، نقمة على المجتمعات المريضة، كما نحن، فأين هي:
الإمارات وقطر وحتى البحرين ورواندا؟
سيقول التبريريون لاعقو الصحون، الإمارات وقطر دول نفطية، ولكن، ماذا عن رواندا التي خرجت من حرب أهلية أتت على الأخضر واليابس؟
من ناحية أخرى، إذا كانت دول الخليج نفطية، فالنفط أغلى منه الذهب، وموريتانيا من أكبر الدول في الوطن العربي وإفريقيا انتاجا للذهب، ناهيك عن الحديد والنحاس، والثروات البحرية الهائلة، دون أن نذاكر بالنفط والغاز والأراضي الصالحة للزراعة،النجاح يكمن في مدى نجاعة فلسفة الحاكم، وجرأته على فرض الأوامر، واختيار الطاقم، أما أن يكون الفريق من لفيف، طواقم عجزت في فترات سابقة أن تحل المعادلة، وطن غني، وشعب فقير، فإن المعاناة ستتعدد أكثر،والتعلق بالآخر سيظل ماكانت سيرورة رحلة الموكب كما كانت، وأجواء المبادرات،هي ديدن كل نظام...
لقد رحل موكب القذافي وبن علي وصدام ومبارك وعلي عبدالله، ثم تلاهم موكب توماني توري و يحي جامى و ادريس ديبي، وآخرهم رئيس غينيا كوناكري، والسبب واحد، ومشترك، هو الإستحواذ والهيمنة والفساد الإداري،أملنا أن ينجح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني من تجاوز كل المعضلات...
محمد ولد سيدي مدير وكالة اركيز انفو