ببزوغ شمس السادس عشر من شهر أغسطس من سنة 2021 ،تكون الساحة السياسية الموريتانية، قد دخلت منعطفاً جديدا ، استياء، أو شعور باليأس، رغم طول الفترة الزمنية التي منحها، الساسة " النفاظة " ،أو الفاعلون في المشهد السياسي،سموهم ما شئتم، طيب، وسيء الأسماء ...
الحقيقة أن المواطن، النخبوي، و العامي على حد سواء، سئِما من المنظومة السياسوية، التي تعيد تشكلها في كل حقبة، دون أن تقدم ،ما هو مطلوب منها، لضمان العيش الكريم ، رغم كثرة الموارد، الطبيعية،مما وَلَّدَ،كثيرا من الإحباط لدى جل ساكنة البلد من اعوينات ازبل شرقا، الى انجاغو جنوبا، ومن شوم شمالا، وصولا الى مثلث الفقر في والوسط، الى تشيت، واتويمشات،غربا، أما ساكنة الضفة، فقد رسلت رسالة غير مشفرة، عن ، السياسات الفاشلة، التي دأبت عليها، الحكومات المتعاقبة، عبر صناديق الإقتراع، خلال الرئاسيات المنصرمة..
من الحكمة، أن لا نخادع، أنفسنا، فكفى خداعاً،لذواتنا، النهج المتبع طيلة العقود الماضية ممثلاً في :
1- هيمنة حزب، وشركاءه، على كل مفاصل الدولة.
2- منع الرأي المخالف في وسائل الإعلام، حتى الشيوخ والفنانين، حرموا فترات طويلة.
3- النفوذ اللا محدود، وإتاحة الفرص للبعض، على حساب الغير.
4- خلق طبقة من رجال الأعمال،لا تعكس التنوع العرقي في البلد.
5- ضعف الأداء في محاربة الفساد
6- الولوج لبعض الرتب السامية، لا يحتاج في كثير من الأحيان، الى امتحان، مذكرة عمل فقط، كم من صور،وأسماء، ثاروا جدلاً،واسعاً بسبب تكريس الغبن والإقصاء؟
إن الصورة التي رسمتها القوى الزنجية، بكل، تنوعاتها، أمس، إضافة الى حزب تواصل، لم تأت من فراغ، بل جاءت بعد سنتين من حكم رئيس، جاء خصيصا لإنقاذ البلد، وتوزيع العدل والمساواة بين ساكنته،في المناصب، والثروة، دون الميل، لجنس على حساب جنس آخر، أو ولاية على حساب ولايات أخرى، أو جهة على حساب، جهات أخرى.
لئن كان الزعيم التاريخي، والرمز الوطني، مسعود ولد بلخير، قد أدار ظهره، للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، مثلما أداره له كثيرون، بدافع ما ، فإن الصورة السلبية التي رآتها، كتلة " لاكاز " وما رافقها من تنمر ضدها ، ،فإن برج " إيفيل " رمز السياحة في باريس، كان في منأى من ذلك كله، لعل حكومات السنتين، مولعة بالصور، أكثر من الإنجازات،لذا جاءت صورة برج إيفيل، لتترجم حالة من التباين، في المواقف والقضايا الوطنية، ومهما يكن من اللا تناغم، واللا رضا عن أداء الحكومة، فإن كتلة " لاكاز "جاءت لتستدرك جزءأ من ماضيها، وربما يكون هذا الإستدراك، جيء به في الوقت بديل الضائع، ف " أح من اكبيل " ، لأن تشكلة حكومات السنتين، وماتلاهما من تعيينات،محبطة، وخطط لم تنعكس على المواطن، ولم تخلو من شبهات فساد، طبيعي أن لا يرافقها إندفاع، جدي، نحو الحوار الوطني، فقد يكون الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، صادق في أقواله حين قال: أنه لا توجد مسائل ملحة تدفع الى الحوار، صحيح لا توجد، لأن كتلة "لاكاز "،وغيرها من الكتل " النافظة " بما فيها حزب التحالف الشعبى التقدمي، واتحاد قوى التقدم، والتكتل، وحاتم، وكرشت، المنتدى، أعلنت عن رضاها لأداء الحكومة، وصارت قيادات ،تشكلات، انفاظة، هذه، أكثر لقاءاتها بالرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، من أحزاب الأغلبية نفسها، وعليه لا دافع لحوار، وإن كان لا بد من حوار، فإنه يجب أن يوسع، ولا يستثني، أي حزب، أو تيار، لأن الإعتماد على كتل برلمانية، في سياق الحوار، فيه إقصاء للآخرين ..
نقول لا داعي، لحوار، تكفي " الإرادة " لبناء دولة، ومجتمع، قويين، فإذا وجدت الإرادة، فإن عوامل النجاح في كافة المجالات، ستتحقق، وتعزز أكثر، يقول روجير فريتيس :
يتقرر الفشل الى حد كبير بالاشياء التي نسمح بحدوثها ، بينما يتقرر النجاح بالاشياء التي نحدثها ...
ماكان على حكومة ولد الشيخ الغزواني، أن تقبل بحدوث صفقات تراضي، ولا عمليات فساد، ولا حتى بقبول، إداريين، عاجزين أن يقدموا الأفضل، رغم الحرية التي منحت لهم...
لقد تزامن مؤتمر، كتلة، لاكاز، مع خرجة إعلامية للفيف المحامين - جناح الدولة- حول أهم محور في برنامج تعهداتي، وهو موضوع محاربة الفساد، وللأسف كانت الخرجة، مخيبة أيضا، وبما أن للأحداث الدولية تأثيرها على كل بلد، فإن أزمة كورونا، وإنقلاب قيس سعيد على الشرعية، والوضع الأمني في منطقة الساحل، وعودة حركة طالبان الى الحكم في أفغانستان، ومارافق ذلك من فوضى هناك، وترحيب هنا، ومعضلة الديون، وموضة التطبيع مع إسرائيل، فضلا عن الإرتفاع الصاروخي للمواد الغذائية، وارتفاع البطالة، و معاناة الطبقة الكادحة، في ظل مجتمع شبابي، فإن على ولد الشيخ الغزواني، العارف لمكامن الخلل، وما يجري،في الوطن، من أشياء، غير حميدة،خلال العشريات، الماضية،أن يتدارك أخطاء النهج، التي بدأت، تثير كثيرا من اللغط، والشكوك في نواياه، وقدرته على التغيير ..
نعم، يمكن للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، أن يستغني عن الحوار، إن هو، سلك، نفس المسلك الذي، ازدهرت، به دول عديدة، ديمقراطية، وذات حكم شمولي، في مختلف القارات، أما حوارا لإعادة سيناريو حوارات، شاوروهم، خالفوهم، فلن يفضي الى شيء، ولن يزيد إلا في مزيد من التشرذم، والخلافات، والتباعد بين المكونات الإجتماعية، وزيادة الإحتقان...
على الرئيس غزواني أن يأخذ أكثر من عبرة، في النهج، وفي المبادرات، وتلون أصحابها، وفي محاربة الفساد، وفي عجز الحكومات المتعاقبة، خاصة تلك التي لم تستطع أن تمضي أقل من عهدة ...
موريتانيا كثيرة الموارد، و الأخطاء التي لا تغتفر، تصنيفها دائما مع الدول الفقيرة، واعتمادها على المديونية الخارجية، والمساعدات الدولية، هذا فضلا عن الأرتفاع المذهل في تعداد سكان الطبقات الهشة، والإختلالات الجمة بين مكوناتها، فلا بد، من اصلاح، شمولي ،لايقبل التأجيل، وبالتالي، فإن سياسة غير متكافئة، تؤدي الى السقوط في بحر من المشاكل، الغير مضمونة العواقب، زر املان، ؤزر خاوي...
صوتنا للرئيس غزواني، اعتقادا في برنامجه الإنتخابي الشامل، ولكن، مع تقدم الأيام، والشهور، صدمنا، بتكرار النهج، ونهج النهج، الى درجة،رد الإعتبار، لمن عجزوا في كل الحقب أن يبنوا، دولة قوية، بقلة سكانها، وجمال موقعها الإستراتيجي، وتعدد معادنها، وثرواتها البحرية...
إذا استمرت، سياسة نهج الحكومات السابقة، فإن الأجيال القادمة، ستكبل أكثر، بالديون، والصراعات الفئوية، وعندها ، ستحدث أمور غير حميدة، يدفع الكل ثمنها.
إما اصلاح حقيقي، وإما محاكاة السياسات العرجاء، التي هوت بدول عديدة، نحو التدويل، والفوضى...
نتمنى التوفيق للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، والنجاح في تنفيذ ما وعد به لأربعةملايين نسمة من مسائل تدخل في صميم حياتهم اليومية، و يمكن أن تنقلهم الى مصاف الدول المتقدمة..