
العلمانيون، أخذوا رايات الإستقلال، عن الإمبريالية العالمية، وبالتالي فإنه من الإجحاف المغالاة في نقد التجارب المدنية للأحزاب والحركات الإسلامية ،خاصة أن هذه الحركات، ولا أقول الأحزاب لم يعمروا في الحكم، وأجهضت تجاربهم في المهد، ومن أسباب فشل الحركات الإسلاموية- أقول الإسلامية لأنهم لم يطبقوا الشريعة، فخادعوا الناس، وخدعهم العالم- لو تبنت تلك الحركات فلسفة الأحزاب، لكانت أكثر قدرة على البقاء والإستمرارية ومقارعة القوى اليسارية والليبرالية المتحالفة ضدها،كما هي التجربة التركية.
النزول الى أوكار الفقر، واطعام البؤساء، ودعم البراعم بالمقررات، والأدوات اللازمة، فضلا عن الأدوية والسقاية والأضاحي ودعم التعاونيات الأهلية وتوزيع الملابس في الأعياد والتوعية الدائمة أسباب جعلت الشييوعي، واليهودي، في تونس ومصر وتركيا، يصوت لأحزاب لم تعد أحزاب....المخزن، ولا الأحزاب التي تتبنى أيديولوجية التحرر، فكانت نتائج صناديق انتخابات،ثورات الربيع العربي، صاعقة في نفوس القوى المهيمنة في الساحة العربية، فشل تلك القوى هو ما جعل المواطن البسيط يختار الحركات الإسلاموية التي لم تنجو هي الأخرى من سقطات، لكنها تبقى الأفضل، سقطات قابلة للتصحيح، لو لم تقيد الحريات في الدول العربية، لفاز الإسلاميون، ولو أن الإسلاميين تخلوا عن بعض التحجر الفكري، لأغلقوا الطرق والنوافذ على القوى المناوئة لهم، مثلما فعل إخوان تركيا، الذين كسروا نظرية مجلس حماية الأتاتوركية ،أين هي تركيا اليوم، واين هي التجارب المدنية في الوطن العربي؟
عقلية المواطن أن من قسم الأضاحي بالآلاف على الفقراء، ونظم القوافل الطبية، وفتح التعاونيات، وشيد دور العبادة، بدون سلطة، قادر على أن يفعل أكثر، دون تمييز، ولا، ولاء، لقريب، أو جهة على حساب أخرى، وعقلية المواطن البسيط أن من أئتمنوا على توصيل المساعدات للفقراء، دون نقص، أو تحايل، سيؤتمنون على الملك العام، والملك العام هو المعضلة الكبرى لدى كل الحكومات العلمانية في الوطن العربي.
محمد ولد سيدي مدير وكالة اركيز انفو الإخبارية